لا حرب في لبنان… وإلا رأس الأخطبوط!

فراس خدّاج
فراس خدّاج

في ظل الجدل الحاصل حول إعادة إحياء الاتفاق النووي الايراني – الأميركي (٢٠١٥)، وبين التمسك الواضح والشديد لادارة جو بايدن الديموقراطية بإحيائه، والحركة الاعتراضية لاسرائيل داخل مراكز القرار الأميركي لمنع التوقيع عليه معتبرة أن إضافة بنود جديدة أوروبية في مكانٍ ما تهديد لأمنها ويجعل مليارات الدولارات تتدفق إلى الايرانيين، اضافة الى الكثير من الطروحات والرسائل المتبادلة التي يتفاوضون عليها… نتساءل من هذا المنطلق ووسط الاستفزازات الحاصلة بين الايراني والاسرائيلي في أكثر من ميدان، هل ستبقى الادارة الاميركية ومن خلفها الأوروبيون متمسكين بالاتفاق النووي مع إيران؟ وهل يحصل أي توتر في لبنان وجنوبه؟

“من الواضح أن الاتفاق النووي لن يتم احياؤه في الأسابيع القليلة المقبلة، ويبدو أن الفترة ستطول الى ما بعد الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي”، بحسب الصحافي علي حمادة الذي قال لموقع “لبنان الكبير”: “من الواضح أيضاً أن مسألة انتظار إتمام الانتخابات في الولايات المتحدة ليست السبب الوحيد وراء تعثر احياء الاتفاق، بل هناك عدة بنود وشروط اضافية خلال تبادل الرسائل بين الأميركيين والايرانيين تقف في وجه احيائه، فمن جهة الأميركيون لا يريدون تقديم أي تنازل قبل الانتخابات، ومن جهة أخرى الايرانيون غير مستعجلين أو لا يستعجلون الاحياء بسبب القيود التي ستفرض على برنامجهم النووي والعمل على ابقاء الوضع على ما هو عليه. والمعنى الواضح لذلك عند الإيراني أن تكون الوكالة الدولية الذرية مقيدة وغير قادرة على مراقبة ما يجري داخل منشآتها النووية، من هنا تمتلك هامشاً من الحرية في التحرك ورفع نسبة تخصيب اليورانيوم ليبلغ معدله 65% أي أكثر بـ19 مرة من الحد المسموح به ضمن اتفاق 2015، وتصبح إيران قادرة من دون مراقبة على زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي من الجيل المتطور (IR6) وزيادة القدرة على التخصيب الأسرع على مستوى 90% والاتجاه نحو عسكرة البرنامج النووي الايراني”.

أضاف حمادة: “ثمة من يعتقد من المراقبين الدوليين وبعض عواصم الدول المعنية بالاتفاق، أن الايرانيين في العمق لا يريدون العودة الى الاتفاق ولا يريدون أي قيود، بل بناء أول قنبلة ذرية وفرض أمر واقع على المجتمع الدولي ثم العودة الى طاولة المفاوضات على قاعدة أن ايران عضو في النادي النووي الدولي. هذه فرضية لكنها قائمة وقد تكون جدية”.

وعن التمسك الأميركي والأوروبي باحياء الاتفاق النووي مع إيران، أشار حمادة الى أن “الأميركيين والأوروبيين لا يزالون متمسكين بالاتفاق، لكن الأوروبيين أكثر تمسكاً خصوصاً مجموعة EURO3 فرنسا، بريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي فهم مستعجلون على العودة إليه، خشية فرض إيران أمراً واقعاً نووياً وتصل الى عتبة إنتاج قنبلة نووية تتسبب بنشوب صراع إقليمي في الشرق الاوسط اثر مهاجمة إسرائيل المنشآت النووية الايرانية لإجهاض عسكرة البرنامج النووي، لكن الأمور يمكن أن تفلت من الجميع ونصل إلى واقع مختلف”.

وهل يشهد لبنان توتراً عسكرياً طوال هذه الفترة؟ قال حمادة: “لا أعتقد ذلك، فلا مصلحة لأحد بنشوب حرب في لبنان. يمكن أن ترتفع نسبة التوتر لجهة لبنان وشاطئ المتوسط الشرقي تحت عناوين لا تتعلق بالنووي إنما بالترسيم البحري بين لبنان واسرائيل. لكن يبقى التوتر مضبوطاً فلا اسرائيل تريد حرباً، ولا إيران وحزب الله يريدان ذلك وتعريض نفوذهما وسيطرتهما في لبنان للخطر. وكل ذلك على الرغم من الضربات القاسية التي يواجهها الاسرائيلي والايراني في سوريا والتغاضي الروسي عنه”.

وإلى أي مدى تأثير إسرائيل على القرار الأميركي في ملف إعادة إحياء الاتفاق النووي؟ أكد حمادة أن “القدرة على التأثير لدى الإسرائيلي موجودة، لكن ليست مطلقة، إذا كان هناك قرار من المؤسسة الحاكمة في الولايات المتحدة بتوقيع الاتفاق فلا تستطيع اسرائيل الوقوف في وجهه. تستطيع إسرائيل العمل على صعيد اللوبي المؤيد لها في الكونغرس للتأثير على قرار الرئيس الأميركي. وكل ذلك يمكن أن يكون متغيراً في حال كان الإيرانيون لا يريدون اتفاقاً، وبحسب تقديري الشخصي لا يريدون اتفاقاً وحسب، بل يريدون القنبلة الذرية. انهم يعتبرون هذه القنبلة ضمانة بقاء النظام لأمد طويل”.

وجدد التأكيد أن “لا حرب في لبنان، هناك تهويل بالحرب وخصوصاً من جهة حزب الله لأن الحرب مكلفة للجميع. إذا حصلت الحرب فيمكن أن تنزلق من حرب على الساحتين اللبنانية والاسرائيلية الى حرب واسعة جداً قد تشمل رسائلها الداخل الايراني، لأن هناك قراءة اسرائيلية استراتيجية جديدة بالنسبة الى حزب الله وأذرع ايران في المنطقة أن الرد الاسرائيلي سيكون على رأس الأخطبوط بحسب تسميتهم وليس أذرع الأخطبوط (حلفاء ايران)، سيأتي الرد بصورة مباشرة في قلب إيران في حال سقوط أي صاروخ من إيران وحزب الله في مناطق حساسة أو منشآت داخل اسرائيل”.

شارك المقال