انتهت.. لكنها لم تنته!

سارة عسيران

…وفي الثالث عشر من نيسان منذ ٤٦ عاماً كانت تلك الحرب الأهلية العبثية، التي لم تستثن أحد. الكل عانى حينها من قمعٍ وخوفٍ وعدم استقرار. لا شك أنها كانت حقبة صعبة، ولم ترحم أي عائلة لبنانية لأي طائفة أو حزب انتمت!

لكنها المعاناة التي ما زالت تسيطر علينا منذ ذلك الوقت…

انتهت تلك الحرب من دون أن تنته!

٣٠ عاماً على نهايتها و ما زلنا نعاني من مخلفاتها ومضاعفاتها… ٣٠ عاماً و ما زلنا نتحمل تبعات قراراتٍ خاطئة و ظالمة من تلك الأحزاب والميليشيات التي ما زالت تحكمنا حتى اليوم وما زالت تسعر نفس الصراع الطائفي والمناطقي والزعاماتي الضيق وتستجلب كل صراعات الأرض لنصرة وجودها!

لا تزال هذه الحرب تقتلنا كل يوم بطرقها المباشرة وغير المباشرة، من خلال تكريس ظلم هذه الطبقة الحاكمة على رقاب الشعب والتي أوصلتنا الى هذه الحالة المريرة. لم استغرب الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي وصلنا اليه اليوم وبعد  ٣٠ سنة من الحرب لأننا ما زلنا محكومين من الطبقة المهترئة نفسها التي لا تعرف سوى القتل والفساد والترويع، بعيدين كل البعد عن إيجاد الحلول لانتشالنا من هذا المأزق.

لا نزال نعيش الذل نفسه لكن بطرق مختلفة. أرغموا أهلنا على الهجرة خلال الحرب لتأمين مستقبل الأولاد وحمايتهم، وسرقوا أموالهم من خلال سياستهم الاقتصادية والنقدية المشكوك فيها وها هم يعبثوا فينا مرة أخرى بالضربة القاضية حتى لم يعد أي منا قادراً على النهوض…

لكننا سنضربهم بالضربة الواعية فكيف لنا ان نقبل اليوم سيطرة قيادات الميليشيات التي شنّت حرباً أهلية لمدة ١٥ عاماً من دون أن يرف لها جفن؟

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً