كلفة السكن الجامعي: العين بصيرة واليد قصيرة

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

يأتون من بعيد ليطلبوا العلم. يتركون أهلهم ومناطقهم ليلتحقوا بالجامعات. هم شباب اختاروا ألّا يرضخوا للأوضاع الصعبة، انتقلوا إلى مناطق أخرى ليكملوا تعليمهم.

السكن الطلاّبي صار بيتهم الثاني، فلكي يتفادوا تضييع وقتهم على الطرقات استأجروا في شقق مشتركة في مناطق قريبة من جامعاتهم.

ولكن، مع الأزمة الاقتصادية وغلاء المعيشة والأقساط الجامعية، ومع الدخول إلى عام دراسيّ جديد، هل سيستطيع الطالب تحمّل كلفة السكن الجامعي؟

في جولة سريعة على وحدات سكنية خاصة للطلاب، وتحديداً في بيروت، يتبن أن الأسعار كانت مقبولة جداً في السابق، فهي تبدأ من 200 ألف شهرياً وتتصاعد حسب الرغبة. أماّ اليوم فالأسعار تغيرت، منهم من وضع أسعاراً منطقية ومنهم من لم بفعل ذلك.

يقول جورج ديبي صاحب شقق سكنية للطلاب في بيروت، إنّه يراعي بشدة الأوضاع الاقتصادية ولكنّه أيضاً يريد أن يضمن استمراريته. فكل مستلزمات السكن الطلابي باتت باهظة الثّمن. مثل مولد الكهرباء والمازوت والصيانة والانترنت، وكان لا بد من زيادة سعر ايجار الغرفة. فالتي كانت تؤجر بـ 250 ألف غرفة صغيرة أصبحت اليوم بــ 500 ألف ليرة لبنانيّة شهرياَ.

أماّ بالنّسبة للإقبال: يقول ديبي أن “إقبال التلاميذ خفّ عما قبل”.

الطلّاب لا سيما طلاب الجامعات الخاصة الذين لم يسلموا من زيادة الأقساط الجامعية، غير مرتاحين لهذه الزيادات، تقول هبة ع. تلميذة سنة ثالثة إدارة أعمال في الجامعة الأميركية في بيروت، إنها بالكاد استطاعت بعد هذه السنين أن تدفع هي وعائلتها قسط جامعتها، فهي اقترضت مبلغاً وتعمل لسداده حتى تستطيع التخرج من الجامعة الّتي تحلم بها.

هبة من سكّان الجنوب، كانت قد أمضت سنواتها في وحدة سكانية خارج الجامعة، تتقاسم الشقة هي و3 بنات أخريات وكانت تدفع كلّ واحدة منهنّ 400 ألف ليرة لبنانية، أماّ الأن فقد طالبهم صاحب الشقة بزيادة ليصبح المبلغ 700 ألف شهرياً. وتقول: “لنفترض أنني سأقوم بدفع 700 ألف للسكن، و 400 ألف مصروف طعام هذا إذا اقتصدت واحضرت من البيت طعاماً، و200 ألف مواصلات من وإلى الجنوب، إذا فلدي بالشهر بحدود المليون ونصف فقط إيجار السكن الطلابي وما يتبعه. وأنا راتبي لا يتخطّى المليون. أعتقد أنّها كارثة على الطلاّب”.

مع تفاقم الأزمة الاقتصادية، تظهر لنا أزمات أخرى. السكن الطّلابي موضوع هذا الأسبوع من شباب “لبنان الكبير”.

 

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً