لنا الديمقراطية، ولكم الحرب الأهلية!

جاد مصطفى
جاد مصطفى

١٣ نيسان يوم أسود بتاريخ لبنان، يوم إكتشف فيه اللبنانيون أنهم “شعوب” و أن الميثاق والصيغ التي عاشوا في ظلها كانت هشة، وأنّها لم ولن تصل لدمج فئاته المتعددة لأن الإنتداب الفرنسي عزّز الطائفية ما منع قيام كيان ديمقراطي، ونظام مدني يتصارع شعبه سياسيًا، وهو أمر طبيعي في عملية التقدم و التنمية البشرية و الإجتماعية.

في هذه اللحظة التاريخية في حياة لبنان تداخل الداخل بالخارج، وتشابكت المصالح، وتصادمت  لترسم بالدم مصير الكثيرين.

و كان لليمين اللبناني دور فاشي مجرم، حين تحالف المصرفيون ورجال الأعمال ومنظومة السلطة الاستبدادية الانعزالية  في وجه قوى التقدم من كل الطوائف التي بدأت براعم ربيعها تزدهر.

الفلسطينيون أيضاً لعبوا دورا سلبيًا، حين انزلقوا تحت اسم جيش الاسلام بلعبة وخطة اليمين اللبناني.

الكّل لعب والخاسر واحد: لبنان.

١٣ نيسان ظاهرة كشفت حقيقة النفوس اللبنانية ،وأزاحت الوجه الحضاري الكاذب الذي كنا ندّعيه، وأكدت أن لا وجود لتفاعل حضاري وتقدمي إلا بإلغاء الطائفية في كل مدرجاتها لأنها الفخ الذي زرعه الإستعمار في بلدنا.

و يبقى السؤال: هل انتهت مفاعيل الحرب الأهلية؟ هل سلمنا من حرب الآخرين في الداخل اليوم؟

إننا لا نزل في خضمها بشكل مستتر وفاضح في آنٍ معًا، لأنّ أسبابها ما زالت قائمة تخبو ثم تشتعل عند كل منعطف، لا خلاص إلا بتغيير ديمقراطي حقيقي، و بناء الدولة المدنية الصلبة التي تتعامل مع شعبها على أساس المواطنة لا على أساس الطوائف.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً