بين حرية التعبير والشباب… استدعاءات

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

لطالما كان لبنان بلد الحرية والتعبير عن الرأي بلا خوف ولا قيود. المؤسف أنناّ بدأنا نتكلّم بصيغة الماضي. عادةً نرى البلد يتطوّر ويتحضر ويشرّع مع مرور الزّمن قوانين تضمن الحرية أكثر وأكثر، أمّا في لبنان فنحن نتجّه عكس التيّار، بفضل تيّاراتٍ أشبه بمثلث برمودا.

شهدت السنوات الأخيرة استدعاءات بالمئات وخاصةً للشباب والناشطين بتهمة التعّدي، القدح والذم. استدعاءات كان هدفها سلطوية الحكم وبسط الدولة البوليسية في دولة غير موجودة أساساً.

الأمور تأزّمت، حريّة التعبير أصبحت بشروط، شهدنا اغتيالاً وتعدّياً على ناشطين في مجال الصحافة والمجتمع.

تراجع لبنان 5 مراتب في تصنيف 2021 لحرية الصحافة، فوصل إلى المرتبة 107 عالمياً. فأصبحت حرية التعبير أمراً خطيراً بحسب المنظمات العالمية.

وذكرت مؤسّسة سمير قصير في تقريرها السّنوي أنّ  لبنان 2020 هو ثقافة القمع وتطويع الإعلام وحرية التّعبير.

فلبنان الذي كان يتمتّع بنسبة لا بأس بها من الحرّيات مقارنة بدول الجوار، سجل هذا العام أكثر من 340 انتهاكاً موثقاً ُ بحقّ الجسم الإعلامي والثقافي والناشطين والكتّاب والمخرجين، إذ أصبحت أولوية السلطة وأجهزتها قمع الآراء  النقدية لسوء إدارتها للبلاد، في ظل ما يشهده لبنان من أزمات متتالية، ما يؤكد لنا أن الآتي من الأيام لا يبشر بواقع أفضل، بل بمزيد من التكبيل والقيود. وبالأرقام نرى توقيفات واستدعاءات واستجوابات، وهجومات مسلحة على مؤسسات إعلامية، رصد مثول المدونين والصحافيين أمام المحاكم واعتداء على صحافيين من جهات رسمية وغير رسمية وتعرض إعلاميين ونشطاء لتهديد وتنمّر.

حرية التعبير بخطر، وعندما تُفقد حرية التّعبير يُفقد آخر نفس في الجسد.

موضوع هذا العدد من شباب لبنان الكبير، حرية الرأي عند الشباب والاستدعاءات.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً