الشباب خميرة المواطن الصالح

جورج توا
جورج توا

مع تفاقم الأزمة المعيشية في لبنان وتردي الأوضاع السياسية والاقتصادية، يجد الشباب اللبناني أحلامهم تتبدد يوماً بعد يوم، والخوف من المستقبل يقلق حياتهم وهم لا يعرفون كيف سيكملون الطريق دراسة وعملاً في بلد ينهار فيه كل شيء حتى الأمل.

فبدلاً من أن تتمحور أفكار الشباب حول هدف معين يبتغون تحقيقه إن كان في مجال التعليم الجامعي أولاً ثم في حقل العمل ثانياً، تتشتت هذه الأفكار اليوم وتتناثر الآمال في بحر المشكلات والأزمات التي  تهيمن على يومياتهم وسط ضياع كبير. فهل سيكون بمقدورهم الصمود ومواجهة هذه التحديات الكبيرة، أم هل بدأ العد العكسي لهجرتهم من البلد ولا يريدون البقاء معلقين بحبال الهوا؟

لكن لا وألف لا للهجرة، لبنان ثروته بأدمغته وطاقاته الشبابية، كما أن بلدهم أحق بهم من بلدان المهجر، فهم خميرة هذا المجتمع وملح هذه الأرض.

حان الوقت كي نتكاتف اليوم كمجتمع لننقذ ما تبقى من لبنان الرسالة. فالأوطان لا تبنى بالشعارات الرنانة الفضفاضة، ولا بالمؤتمرات الشكلية الفارهة، ولا بالبكاء على الأطلال متحسرين على عصر لبنان الذهبي الذي اندثر وأصبح سراباً.

في البدء، علينا أن ننطلق من الدائرة الصغيرة، أي أنفسنا، ونجد ما فينا من عيوب تؤثر سلباً على تقدم وطننا وازدهاره، ثم نعمد إلى توسيع قطر هذه الدائرة رويداً رويداً لتلفّ الوطن أجمع بأقطاره الأربعة ونعمل على إيجاد الحلول وتذليل العقبات كمجتمع واحد متماسك.

إقرأ أيضاً: صحة الشباب ومتاعب الحياة

دعونا نتبع نهج “المواطن الصالح”، ونبدأ بإعمار وطن راقٍ يستوعب أحلام الجميع. خلاصنا بيقظتنا، وبقدر ما نوظف هذه اليقظة توظيفاً حكيماً، بقدر ما نتمكن من تحقيق قفزة نوعية نحو الأفضل بوطننا قوامها الإصلاح والأمن والأمان والشفافية.

نحن اللّبنانيين، مواطنات ومواطنين، صغاراً وكباراً، شيباً وشباباً، علينا بذل الجهود لتطوير بلدنا الحبيب لبنان في كل الميادين العلمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وأن نشكل مجموعة دعم تعزز مكانة مؤسسات الدولة وأجهزتها الرسمية والحكومية كافة.

شارك المقال