مؤشر السعادة معدوم في لبنان

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

بدأت تداعيات الأزمات التي يشهدها لبنان تنعكس على ترتيبه بعدة مجالات عالمياً. وبفضل هذا العهد، أصبح لبنان يتصدر مراتب لا تليق بـ”سويسرا الشرق”.
تقوم عدة منظمات عالمية بدراسة مؤشرات مختلقة لتخرج بتقارير سنوية تضع فيها جميع بلدان العالم بحسب ترتيب معين.

إذا أردنا الكلام بواقعية وبعيداً عن مبدأ التأقلم الذي يمتاز به اللبناني لتخطي المشاكل، فبالطبع لبنان حالياً بلد غير سعيد، اللبناني شخص تعيس لا يتمتع بأدنى حقوقه، وليس إلا رقماً عابراً في دولة لا تشبه الدولة بشيء.

وبحسب تقرير مؤشر السعادة العالمي الذي يصدر سنوياً، فقد احتل لبنان المرتبة 123 عالمياً من أصل 149 دولة بعد أن كان يحتل المرتبة 111 في 2020 و88 في 2018.

أما عن تقرير السعادة العالمي، فهو دراسة لحالة السعادة العالمية يصنف الدول بحسب مدى سعادة مواطنيها. ويتم تصنيف الشعوب وفقاً لعدة معايير وضعتها منظمة الأمم المتحدّة مثل متوسط عمر الفرد، مستوى الفساد، الحرية العامة للأفراد، متوسط دخل الفرد، الدعم الاجتماعي الذي تقدمه الدولة، الحالة النفسية للأفراد.
كما ركّز تقرير السعادة العالمي لسنة 2021 على آثار COVID-19 وكيف كان أداء الناس في جميع أنحاء العالم وتأثيره على حياة الناس وكيفية تعامل الحكومات في جميع أنحاء العالم مع الوباء.

وفي نظرة سريعة على دول العالم وترتيبها، نرى أن فنلندا أتت عالمياً بالمرتبة الأولى كأسعد دولة. أمّا عربياً، فقد احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى والـ 21 عالمياً، وأتت بعدها الإمارات التي كانت الأولى عربياً في الـ 2020.

وليس غريباً على لبنان أن يقع ضمن هذا الترتيب. ففي البلدان الأخرى المواطن شخص موجود، أما في لبنان فاللّبناني شخص غير موجود بالنسبة للدولة. فكيف للبناني أن يكون سعيداً؟ في زمن أصبح الحد الأدنى للأجور لا يتعدى 30 دولاراً شهرياً، أي أن شريحة كبيرة من اللّبنانيين يتقاضون دولاراً واحداً في النهار. وبحسب تقرير لليونسيف فإن 70% من اللبنانيين لا يجدون طعاماً ولا يملكون القدرة الشرائية، وليس لديهم القدرة على تحمل تكاليف الطبابة، وليس لديهم القدرة على تعليم أبنائهم في مدارس وجامعات.خلال أزمة الوباء العالمية، رأينا كيفية تعامل الدول الأخرى مع شعوبها، فسعت الى تأمين جميع مستلزماتهم وتخصيص مبالغ شهرية للعائلات. أما في لبنان فلم تستطع الدولة تأمين سرير لمريض في المستشفى.

إقرأ أيضاً: العلم اللبناني في موسوعة غينيس

كيف للبناني أن يكون سعيداً وهو يموت كل يوم مئة ميتة. يرى أحلامه تتبخر وأنه عاجز عن المواجهة.

في سؤال صغير عن رأيهم في تصنيف لبنان عالمياً بحسب مؤشر السعادة، يتفق عدة شباب على رأي واحد وهو أن من البديهي أن نرى هكذا تصنيف، في ظل عهد الانهيار ويتوقعون تصنيفاً أسوأ العام المقبل لأن لا شيء يبشر بالخير.

إذاً لبنان في عيون العالم، هو طفل أهله سييئو السمعة جعلوا سمعته سيئة… مع أنه لا يستحق.

شارك المقال