لبنان الحلم… وفساد جهنم

كريستيان زوين

من سويسرا الشرق إلى جحيم الشرق، أهلا بكم في لبنان، ذاك البلد الذي سلمه كبار المسؤولين كدولة غير مديونة، كدولة غير طائفية، كدولة لطالما حلم سكان البلدان الأخرى بزيارتها والتمتع بمناظرها الخلابة.

أين أصبح كل هذا اليوم؟ فالحروب الهمجية دمرّت لبنان من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه. سُلم لبنان من دولة اقتصادها إلى ما فوق الازدهار إلى دولة طائفية مديونة، في ظل غياب كامل لرقابة الدولة على مؤسساتها، حتى أصبحت هذه الأخيرة أشبه بمزرعة يتجول فيها زعماء همجيون صنعوا من لبنان الجنة لبنان الجحيم.

من الرئيس بشارة الخوري، فؤاد شهاب، وصولاً إلى الشيخ بشير الجميل مروراً بسليمان فرنجية والرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أعاد صمام الأمن والاقتصاد إلى شوارع بيروت وغيرهم كثر، جعلوا من لبنان حلم الشرق.

إقرأ أيضاً: القصر الحكومي العودة إلى الفراغ المعتاد

أين نحن اليوم من كل هذا؟

في الآونة الأخيرة، إفترش الفساد مؤسسات الدولة، من الكهرباء إلى الداخلية وصولاً إلى الخارجية والضمان الاجتماعي إلخ…

فمن وعد بتسليم البلاد أفضل مما كانت، سلم البلاد إلى أعلى درجات الفساد، فأصبح لبنان من أكثر الدول فقراً التي تحتاج إلى مؤتمرات عالمية لمساعدتها مادياً، أصبح شعبها من أفقر الشعوب، فالفساد نهش لبنان ليصبح في المرتبة ١٤٩ من الدول الأكثر فسادًا في العالم مقارنة بمرتبة 138 من أصل ١٨٠ دولة لعام ٢٠١٩، متراجعاً ١١ مرتبة بين الدول، كما حصل على مرتبة ٢٥ على ١٠٠ بتراجع بلغ 5 نقاط. ويعكس هذا التراجع النتيجة الناجمة عن الأداء الضعيف للدولة اللبنانية على مستوى مكافحة الفساد، فليس مُستغرباً أن يسجّل لبنان تراجعاً ملحوظاً في مرتبته، في مؤشر مدركات الفساد لعام ٢٠٢١، فالحكومة اللبنانية لم تُحرز أي تقدّم على مستوى مكافحة الفساد أو تطبيق الأدوات التشريعية الهادفة إلى الحد منه. ينادون بالإصلاح وإنقاذ الاقتصاد، وهو ما تعتبره منظمة الشفافية أمراً مستحيلاً ما لم يتم الشروع بمكافحة الفساد، واعتماد أعلى معايير الشفافية، لا سيما في قطاعات الكهرباء والصحة والتعليم وغيرها، مردود الشعب لا يكفيهم لشراء حاجاتهم الأساسية والدور الأصعب على رب الأسرة الذي لا يستطيع شراء ما يلبي عائلته من أساسيات المنزل.

وأخيرا لو بقي زعماء لبنان الحلم لكان لبنان حلم الدول كلها ولكانت أصبحت بيروت عروس الشرق كله.

شارك المقال