يُعيل أسرته على أرضٍ متحركة!

فراس خدّاج
فراس خدّاج

لم يعد مناخ لبنان معتدلاً كما كان في السابق، لقد أصبح متقلّباً على كافة الصعد. ولم يعد بمقدور المواطن اللبناني التأقلم حتى مع الواقع الجديد الذي نتج من أزماتٍ متوالية ومتجددة جعلت آلاف العائلات تعاني من شدة الفقر والعوز. فكيف لرب الأسرة أو المعيل أن يؤمن أبسط متطلبات الأسرة في ظل الوضع المعيشيّ المزريّ؟!

إن الأزمة الحالية تُعتبر من أقسى الازمات الاقتصادية التي عصفت بالبلاد منذ الاستقلال، وبدأت ملامحها بالظهور بشكلٍ عنيفٍ في يوميات الناس، في عالمٍ سقط القناع فيه عن رفاهيةٍ مزيفة وظهر الفقر الناجم عن تراكماتٍ مزمنة أدت إلى أسوأ انهيارٍ للحياة الاجتماعية.

وفي هذا الإطار، رفض هشام الشاب اللبناني (٣٢ عاماً) أن ييأس أو يستسلم وهو يعيل أسرته المؤلفة من خمسة أشخاص، ويعمل في مؤسسة خاصة وراتبه 700 الف ليرة ولا يكفي الحاجات الاساسية للأسرة. وعن وضعه في ظل هذه الأزمة، يقول: “نحن ثلاثة شبان، واحد منا يعمل وآخران عاطلان عن العمل، ووالدي كان يعمل في احد الفنادق لكن عندما اشتدت وطأة الأزمة أوقفوه عن العمل”.

وعن الأعباء التي تترتب عليه وعلى أسرته، يوضح: “الأمور لا تحتمل… الغلاء في كل مكان، بدءاً من حاجات المنزل الأساسية من المواد الغذائية كالخضار والدجاج وكيلو اللحم (١٥٠ الف ليرة) والفاكهة أصبحت ترفاً وقارورة الغاز بـ110 آلاف، ثم تأتيك فواتير المولّد والمياه المرتفعة… وامتلك سيارة ولم أعد قادرا على استعمالها لأن كل “تفويلة” بـ300 ألف”.

وعن الأدوية حدّث ولا حرج، يقول: “والدي مريض بالسكري، وهو بحاجة دائمة لدواء على الرغم من غلاء سعره وابحث عنه في الصيدليات فلا أجده”.

ويختم هشام: “أي حياة هذه؟! نموت في اليوم مئة مرة لتأمين حاجاتنا، لم نعد قادرين على الصمود، فلا نطلب من المسؤولين سوى الرحمة… فلا يرحمون الناس ولا يتركون رحمة الخالق تنزل عليهم”.

للأسف كل يوم أسوأ من السابق، الوضع المعيشي يتفاقم وسط قلق عام، والمسؤولون لا يتخذون أي موقف عملاني يلاقي فداحة الأزمة.

شارك المقال