حكومة هلق لوين؟

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

وبعد 13 شهراً من الجولات القتالية بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وُلدت الحكومة. استطاع ميقاتي أن يستوعب الحالة العونية ويراوغ بطريقة ديبلوماسية ليخرج بتشكيلة حكومية ترضي الجميع بمباركة فرنسية – ايرانية و”دفشة” أميركية؛ أمّا عربياً فطالما حزب السّيد موجود، لا غطاء. وهذا ما سيحرص ميقاتي على تحسينه عند بدأ العمل. 

فرنسياً، ماكرون حريص على علاقاته النووية الايرانية، ووجوده النفطي عربياً عراقياً، ولبنانياً. وهذا ما يحاول اثباته في آخر فترة، فكانت النتيجة حكومة. أمّا الولايات المتّحدة ولمنع النفط الايراني من الاقتراب، فوضعت لمستها في الولادة كي تفتح خط الغاز العربي الى لبنان.

أّما لبنانياً، فبات واضحاً أنّ فريق رئيس الجمهورية أضاع وقتاً ثميناً للبنان ولشعبه عندما كان الرئيس سعد الحريري مكلّفاً، وكان عون يصيبه “الألزهايمر” في كلّ مرّة كان الحريري يقدّم له تشكيلة ليخرج واضعاً اللّوم على الرئيس المكلف لعيون الصهر.

نحن اليوم أمام مشهد حكومي جديد. ليس جديدا في التركيبة لكن جديدا في الشكل ولمكان والزمان. لن نعلم مصير الثلث المعطّل الّا عندما تحزّ المحزوزيّة فتُكشف الأقنعة عن وجوه الوزراء ويبدأ “اللّعب الحلو”.

شهد الدولار انخفاضاً ملحوظاً بعد تشكيل الحكومة، لكن لا نعلم ان كان سيتابع الانخفاض او أن اقزام السوق السوداء يلعبون كالعادة لعبتهم. لكن بالمبدأ نحن ذاهبون نحو التفاوض مع صندوق النّقد الدولي حسب الرّئيس ميقاتي، مما يعني انفراجا نسبيا على الصعيد الاقتصادي.

وفي هذا الاطار، يطرح الشباب اللبناني هذا السّؤال: هلق لوين؟

سؤال أجاب عليه عدّة شباب في لبنان، واّتفقوا تقريباً جميعهم على اجابة واحدة: “لا نعلم، نحاول التّفاؤل ولكن التركيبة الحكومية هي عينها، محاصصة بين الأحزاب الّتي جرّبناها في السابق وجميعها فشلت. ننتظر الآن الدّعم الخارجي علّه يرأف بنا”. 

حالياً الشباب غير مهتم بكيفية ولادة الحكومة، الشباب غير مهتم مع من الثلث المعطّل، الشباب غير مهتم بأي غطاء دوليا كان أو إيرانيا أو عربيا أتت الحكومة… الشباب في لبنان اليوم يريدون الاستقرار فقط، يريدون حلولاً لعدّة مشاكل من بينها اعطاء قروض للاسكان من جديد، تأمين المحروقات، تحسين معاشاتهم، تأمين الكهرباء والكثير الكثير…

الشباب اليوم يطالبون الحكومة الجديدة بالتّحرك لانقاذ لبنان، مع أنّ قسماً كبيراً منهم فقد الأمل…

شارك المقال