رحل الرفيق وإرثه عن لبنان

فراس خدّاج
فراس خدّاج

تمرّ الذكرى الـ17 لاغتيال الشهيد رفيق الحريري هذه السنة بحزن شديد وتحسر على رجلِ الدولة وأيام  إدارته للبلاد. وكل ذلك يأتي وسط ترقب كبير لتداعيات تعليق نجله وحامل إرثه الوطني الرئيس سعد الحريري العمل السياسي وعدم ترشحه للانتخابات النيابية المقبلة.

ولدى عودة الحريري الى بيروت ومشاركته في إحياء ذكرى والده وسط العائلة والتيار والمحبيين، أكد المؤكد، نصح تياره السياسي بعدم خوض المعركة الانتخابية، باعتبار أن البلاد مقبلة على المزيد من الانهيار. وكيف لا؟! … في ظل السياسة العامة للبنان التي ينتهجها الفريق السياسي الحاكم.

وقد جعلتني هذه الذكرى استذكر قولاً للرئيس الشهيد رفيق الحريري “ما حدا أكبر من بلده”. في مقابل ذلك، المفهوم المعاكس للطغمة السياسية الحالية، فهناك من يصادر القرار الوطني في لبنان ويفرض إملاءات خارجية، فضلاً عن أنه مرفوض من غالبية الشعب اللبناني المقيم والمغترب… وطبعاً ليس أهلاً لحكم البلاد!

والسؤال الى أين سيذهبون بلبنان؟!  فهذا ليس وجه لبنان الحقيقي، لبنان العربي، لبنان المنفتح على جميع أشقائه العرب وهمزة الوصل بين الشرق والغرب، لبنان بيروت الجميلة التي لا يضاهيها أي مدينة في العالم، لبنان السياحة… لبنان الحريات والدولة التي كانت تتماثل بها كل الدول العربية. للأسف لن نجد ذلك، بعد غيابك، يا رفيق!

نحن الشباب لن نفقد الأمل  في وطنٍ دفع ثمن حريته الكبار رفيق الحريري وكمال جنبلاط وكل شهداء ثورة ٢٠٠٥، الذين وقفوا في وجه الوصاية من دون أي خوف وحققوا “المستحيل” آنذاك، وأرسوا  لنا وطناً كبيراً لجميع أبنائه المسلمين والمسيحيين.

وتأتي اليوم “الثورة” لنتكاتف جميعاً في مواجهة المشروع الانعزالي الذي دمر لبنان شيئاً فشيئاً، وأخذه إلى جزيرةٍ مفصولة عن الحياة والطبيعة والهوية والجغرافيا الواقعية.

شارك المقال