منتخب الناشئين… “جرصة” فما الاسباب؟

محمد فواز
محمد فواز

بينما تتألق المنتخبات الوطنية لكرة السلة في تحقيق نتائج ممتازة تضمن من خلالها حضوراً للبنان في نهائيات كأس العالم، لا تحقق منتخبات كرة القدم وخصوصا في الفئات العمرية نتائج جيدة لا بل تتلقى هزائم كبيرة “جرصة” تطرح علامات استفهام حول كل الآليات المتّبعة في هذه الفرق.

فقد تلقى منتخب الناشئين هزيمتين كبيرتين أمام مصر 0-9 والسعودية 0-6 وتعادل سلباً مع سوريا وخرج من الدور الاول لكأس العرب التي نظمها الاتحاد العربي واستضافها الإتحاد الجزائري، باحتلال المركز الاخير من المجموعة الرابعة برصيد نقطة واحدة وبفارق الاهداف عن سوريا التي احتلت المركز الثالث.

ولا تبدو حال منتخبات الفئات العمرية الاخرى في حال أفضل، فبعدما ودّع منتخب الناشئين تصفيات آسيا وأذلّ في منافسات كأس العرب، أخفق المنتخب الأولمبي عربيا وآسيويا، كما منتخب الشباب الذي قدم مستوى جيدا العام الماضي لكنه تراجع في بطولة غرب آسيا والبطولة العربية، وودع منافساتها من الدور الأول في السعودية.

هذه النتائج طرحت علامات استفهام جدية حول آليات اختيار الاجهزة الفنية لمنتخبات الفئات العمرية وبالتالي عملية اختيار اللاعبين. لا عقلية ولا بنية تحتية ولا تخطيط ولا ادارة فكيف السبيل إلى المعالجة في ظل الظروف التي نمر بها على المستويات كافة؟

مرجع تدريبي أكد لـ”لبنان الكبير” أنه على مدرب الفئات العمرية أن يكون خبيراً وضليعاً في اللعبة أكثر من المدربين الآخرين، وعليه أن يبدأ أولا في أندية الدرجات الادنى وصولاً إلى الدرجة الاولى ثم الانتقال إلى المنتخبات وخصوصا الفئات العمرية منها.

وأوضح المرجع أن منتخبات الفئات العمرية هي التي تؤسس للمنتخب الاول ولذلك يجب أن يكون المدرب قد خضع لسلسلة دورات خاصة بهذه الفئات بعيداً عن المحسوبيات حتى يتمكن من اختيار اللاعبين بشكل صحيح ومن ثم تدريبهم بالشكل المناسب.

ولفت المرجع إلى أن المدرب هو حجر الأساس في أي لعبة وفي أي نجاح، لكن، هناك أمر لا يجيده الكثير من المدربين وهو كيفية تطوير اللاعب واستخلاص الأفضل منه. وفي الفئات العمرية، تعتبر هذه الميزة الأهم عند أي مدرب، فاللاعب الناشئ يحتاج إلى رعاية، وإلى تعليمه مبادئ كرة القدم وهذا ما يفرض على مدرب الفئات العمرية أن يكون على مستوى عالٍ كي يقدم المعرفة التكتيكية والفنية للاعب والتركيز على نقاط الضعف وتطويرها، الى جانب تهذيب شخصيته وسلوكه داخل وخارج الملعب. وكلما نجح المدرب في التعاطي مع اللاعبين الناشئين ومشاكلهم، كلما استطاع استخراج الأفضل منهم وتطويرهم وهذا سيعود بالفائدة طبعا على الفرق.

تعتمد الكرة الحديثة اليوم على صناعة اللاعبين، فوسط الاجماع على أن الموهبة موجودة في لبنان، المطلوب هو أن يتم صقلها وتنميتها ورعايتها كما يجب. لذلك الحل دائما بالتركيز على الفئات العمرية لأنه لا مستقبل لكرة القدم من دون لاعبين ناشئين واعدين بإدارة مدربين أكفياء.

شارك المقال