اعتاد اللبنانيون رؤية ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية كأحد المعالم الرياضية الأساسية في لبنان وأرض المنتخب الوطني، ولكن للأسف تتفاقم حالته منذ سنوات جراء الأوضاع الاقتصادية، ما يجعل الدولة بعيدة كل البعد عن اعادة اصلاح هذه المنشأة الرياضية الكبيرة، وطبعاً هي ليست الوحيدة التي تعاني هذه الحالة الكارثية، الا أن الملعب الذي أسسه الرئيس كميل شمعون وأعاد بناءه بعد الحرب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بمثابة حرقة في القلب لكل من يعرف أهمية هذا الملعب لبيروت ولبنان.
ما يجعل الأمور أسوأ هو أن الملعب أصبح هدفاً للسرقة والتخريب، فقد سرقت منذ فترة الكابلات الكهربائية التي تزوّده بالطاقة، ورفع الأمر الى القضاء وأثار جدلاً بين الكثير من الناس، وكنا قد أشرنا الى هذا الموضوع في مقال بموقع “لبنان الكبير” تحت عنوان “مدينة كميل شمعون سايبة للسرقات”. ولكن السؤال المطروح هنا هو: الى متى سيبقى ملعب المدينة في هذه الحالة المزرية؟ وكيف يمكن أن يستمر المعلم الوطني الذي شهد أحداثاً رياضية تاريخية مهمة، مثل بطولة آسيا عام ٢٠٠٠ ومباريات المنتخبات الوطنية، في هذا الوضع الحالي؟
منذ العام ٢٠١٩، تمت إزالة الملعب من قائمة الخيارات المتاحة للاعبين والجماهير بسبب حالته. لذا، نتساءل عما إذا كان هناك حل قريب؟ وهل الحكومة مجتمعة تضع في بالها وجوب القيام بالاجراءات اللازمة لإعادة تأهيل الملعب وتوفير التجهيزات اللازمة له؟
كُشف مؤخراً عن وعود جديدة تعزز الآمال لدى محبي ملعب المدينة في بيروت، وهي من وزارة الشباب والرياضة المصرية التي التقت وفداً من وزارة الشباب والرياضة في لبنان برئاسة الوزير جورج كلاس، فهل هي مقدمة لعودة الملعب إلى الحياة؟
تأهيل الأرضية لاستئناف اللعب فقط
رئيس دائرة العلاقات العامة في وزارة الشباب والرياضة الاعلامي حسن شرارة، أشار لموقع “لبنان الكبير” الى أن وزير الشباب والرياضة المصري الدكتور أشرف صبحي عامر حضر حفل ختام بيروت عاصمة الشباب العربي في الأسبوع الماضي بصفته رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب العربي.
ولفت شرارة إلى وجود علاقة ودية قوية تربطه بالوزير المصري، الذي يعتبره صديقاً، وكان الى جانب لبنان في العديد من المناسبات. وخلال لقاء وفدي الوزارة في البلدين، تناولا سبل تطوير العلاقة بينهما.
وأوضح شرارة أن “حواراً جرى بين وفد وزارة الشباب والرياضة والوزير المصري في القاهرة الأربعاء الماضي. وعلى هامش الزيارة لحضور الحفل السنوي للاتحاد العربي للثقافة الرياضية، الذي منح جائزة المبادرات الشبابية لبيروت عاصمة الشباب العربي، جرى لقاء رسمي بين وفد من وزارة الشباب برئاسة الوزير جورج كلاس، ووفد من وزارة الشباب المصرية برئاسة الوزير أشرف صبحي، وضم المدراء المعنيين وتناولنا فيه عدة مواضيع، بما في ذلك حالة ملعب المدينة الرياضية في بيروت، وتبادلنا المعلومات التفصيلية بشأنه. وأبلغ الوزير المصري الوفد أنه سيرسل وفداً تقنياً قريباً إلى بيروت لدراسة حالة الملعب واستكشاف الخيارات الممكنة للتحسين. مع الاشارة إلى أن التأهيل المقترح من الجانب المصري سيكون محصوراً بأرضية الملعب فقط، من دون التدخل في المنشأة بأكملها، بغية العمل على عودة منتخب لبنان والأندية الى اللعب فيه”.
ووصف شرارة حالة الملعب في بيروت، ولا سيما أرضيته، بأنها “مأساوية ولا يمكن القبول باستمرارها على هذا الشكل”، مؤكداً أنه “على الرغم من عدم قدرة الدولة على إجراء تجديد شامل للملعب، إلا أن الأولوية الآن هي لتهيئة الأرضية والحمامات والعناصر الأساسية اللازمة لاستئناف المباريات فيه. اما اعادة هيكلية المنشأة ككل فهي مشروع كبير ولا امكانات مادية تساهم في ذلك في الوقت الحالي”.
وضع الملعب بحاجة ماسة للتمويل
أما المدير العام للمؤسسة العامة للمنشآت الرياضية والشبابية والكشفية محمد عويدات، فأشار لموقع “لبنان الكبير” إلى الوضع الصعب لملعب المدينة الرياضية في بيروت وحاجته الماسة الى التمويل. وقال: “الأمر ليس مقتصراً على حالة أرضية الملعب، فهذه مسألة بسيطة، بل مشكلاته تشمل العديد من الأمور الأخرى، بحيث يتطلب هذا الملعب اهتماماً كبيراً مثل توافر مياه صالحة للري وغير مالحة للعناية بالعشب. بالاضافة إلى ذلك، تحتاج غرف الحكام وغرف الملابس إلى صيانة بسبب تسرب المياه من المدرجات، وهناك أسلاك كهربائية مفقودة ومقطوعة. وبالطبع، ساهم انفجار مرفأ بيروت في التسبب ببعض الأضرار”.
وشدد عويدات على أن “هذا الملعب يعتبر ملعب الوطن وواجهة للبنان، ومن الجيد أن تكون هناك محاولة من وفد وزارة الشباب والرياضة للمساهمة في تحسينه”، لافتاً الى “أننا سنعقد لقاءً مع الوزير جورج كلاس لمناقشة هذا الموضوع”.