أيوب لـ”لبنان الكبير”: موسم فني متواضع لكرة القدم اللبنانية

رياض عيتاني

أسدلت الستارة على الموسم الكروي 2022 – 2023، وتقاسم العهد والنجمة الغلة، فظفر الأول بلقب الدوري، فيما جنى الثاني حصادا زرعه بلقب كأس لبنان.

وفي قراءة فنية للموسم، اعتبر المحلل الكروي واللاعب والمدرب السابق حسن أيوب، في حديث لـ”لبنان الكبير”، أن بعض أندية المقدمة بدأت الموسم بخيارات تكتيكية خاطئة. والدليل أن فريقين من الفرق المنافسة على اللقب (العهد والنجمة) أقدما على تغيير مدربيهما بعدما اكتشفا نقاط خلل فنية، الأمر الذي أدخل تغييرات فنية على أدائهما، وصححا مسارهما في البطولة، بقيادة مدربين جديدين هما السوري رأفت محمد (العهد) والبرتغالي باولو مينيزيس (النجمة).

ورأى أيوب أنه وبعكس النجمة والعهد، فان الأنصار كان يعتقد انه يسير على السكة الصحيحة، لكن المباريات الأخيرة الحاسمة في المنافسة على اللقب، خصوصاً أمام النجمة والعهد، كشفت نقاط ضعفه، مما أدى إلى ضياع اللقب، بعد أن تصدر الترتيب معظم فترات الدوري. واعتبر قائد منتخب لبنان السابق أن الضغوط أرخت بظلالها على لاعبي الأنصار، وتجلت في أدائهم الضعيف خلال المباريات الأخيرة من الموسم.

ورأى أيوب أنه وعلى الرغم من إحرازه لقب الدوري، فان العهد لم يكن مقنعاً في أدائه، ولا سيما أنه يمتلك ترسانة من اللاعبين المميزين، فضلاً عن إدارة سخية لم تبخل على فريقها. وهو كاد يقع في فخ النتائج السيئة خلال أكثر من مباراة لم يكن فيها على قدر المستوى الفني لفريق بطل، ومرشح دائم لحصد الألقاب، مع العلم أن تعثر منافسيه الأنصار والنجمة، في بعض المراحل أفاده كثيراً في إحراز لقب الدوري.

وقال أيوب أن النجمة عاد من بعيد إلى المنافسة في المراحل الأخيرة حيث نجح في انتزاع بطاقة التمثيل الخارجي في كأس الاتحاد الآسيوي، وهي من أبرز مكاسبه هذا الموسم، بالإضافة لتتويجه بطلاً لكأس لبنان.

واعتبر أن استقدام المدرب مينيزيس إلى النجمة، انعكس إيجابياً، وتجلى من خلال النتائج. ولو أتيحت للأخير فرصة تولي مهامه في وقت مبكر من الموسم لكان النجمة في وضع أفضل، علما أن أداء “النبيذي” في نهائي كأس لبنان لم يرتقِ إلى المستوى المطلوب، فالعهد كان أفضل، لكن النجمة كسب المباراة، بفضل تألق حارسيه علي السبع وعلي حلال.

واعتبر أيوب أن الأنصار افتقد عامل التطور في مستواه الذي لم يتدرج تصاعدياً خلال الموسم، على الرغم من ثبات الجهاز الفني بقيادة جمال طه، وعدم تغييره، الأمر الذي كان ينبغي أن ينعكس استقراراً على الصعيد الفني، لكن الفريق نزف نقاطاً في غاية الأهمية خلال الأمتار الأخيرة حيث كان من المعول على عناصر الخبرة في الفريق أن يقدموا أداءً أفضل.

وقال أنه يجب على إدارة الأنصار وجهازها الفني المقبل تفادي الهبوط المتكرر في الأداء، في نهايات الموسم، إذ انه أمر يتكرر في صفوف الفريق الأخضر، وهو لافت ومعالجته تكون بالإعداد الجيد وبالبدائل الفنية المناسبة. والفريق قادر على حل هذه المسألة لأنه يملك الامكانات الإدارية والفنية.

واعتبر أيوب ختاماً أن المستوى الفني للموسم المنصرم، لم يكن بحجم طموحات جمهور كرة القادم المتعطش للعروض الجيدة، علماً أن الجماهير نفسها والإعلام أعطيا رونقاً لهذا الموسم، وساهما في رفع المستوى، ولو بشكل مبالغ فيه في بعض المراحل حيث عززت أيضاً مواقع التواصل الاجتماعي الروح التنافسية لدى متابعي كرة القدم اللبنانية.

ورأى أيوب ان استعدادات الأندية الجارية، للموسم الجديد تسير بزخم قوي، وهي تعد بالأفضل في الموسم المقبل، ولا سيما إذا أتيح للمدربين اختيار اللاعبين الأجانب والمحليين الجدد، بدلاً من أن تكون هذه المهمة على عاتق الإدارات، التي تلجأ لاحقاً إلى تغيير المدربين والأجانب لمعالجة اي خلل فني.

شارك المقال