عن رالف ورفاقه… ونيترات الزعماء

كريستيان زوين

إن ننسَ، لن ننسى شهداءنا، الرابع من آب يوم انفجر لبنان من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه، يوم دمّر كل قلب في لبنان.

لم تُدمّر بيروت فقط، بل دمرت كل المناطق اللبنانية، فكل عائلة لبنانية كان لها قريب أو حبيب في مرفأ الموت أو في جوار العاصمة.

أدخلت نيترات الموت إلى لبنان بواسطة زعماء همجيين لم يبالوا يوماً بوطنهم وبشعبهم، بل كان همهم الأول والأخير مصالحهم الشخصية والحزبية .

لم يفكروا يوما أن تلك المواد ستمزق قلوب أمهات لم يشبعن من رائحة أولادهن. لم يفكروا أن ذلك العنبر يستطيع الوصول إلى أولادهم وعائلاتهم. أوامرهم خارجية، هم زعماء أهملوا البلد بأكمله، تماماً كما أهملوا المرفأ والشعب ضحية إهمال مزرعة بعض الزعماء.

مئات الضحايا، آلاف الجرحى والمنكوبين، لم يبق من بيروت سوى دماء الشهداء وأحجار البيوت المنكوبة .

أبطال فوج الإطفاء رأس الحربة في كل خطر يمس بالمواطنين، استشهدوا وهم يحاولون إخماد نيران نيترات بعض الزعماء.

رالف ملاحي، أحد أبطال فوج الإطفاء الذي استشهد في ربيع شبابه .

رالف ذلك الشاب الطموح، الشاب اللبناني الذي لطالما حلم أن يؤسس عائلة لكي تعيش في بلد أمنه مستقر واقتصاده مزدهر وليس في بلد محكوم من الخارج، حلم رالف أن يعيش في بلد الكرامة والعز وليس في بلد فيه دويلة. كان يطمح إلى النجاح في حياته، كحلم كل شاب لبناني.

علاقته بعائلته أكثر من ممتازة، فنقطة ضعفه كانت والدته التي كان يحميها من صميم قلبه، وجدّته التي كانت كل شيء بالنسبة لرالف والتي أسلمت روحها يوم ذكرى الأربعين لاستشهاد حفيدها. الضحكة لم تفارقه يوماً، يفعل المستحيل لكي يرسل البهجة والفرحة إلى أهله وأصدقائه.

إقرأ أيضاً: إنفجار المرفأ… البحث عن عدالة دولية

رالف الطموح الذي أراد أن يبني منزلاً متواضعاً لكي يعيش مع عائلته وأولاده فيه، ذهب ضحية إهمال الدولة التي دمرت شعبها.

أخيراً لا أحد يستطيع تعبئة الفراغ داخل قلب عائلة الشهيد البطل رالف، فهو الآن ملاك يحرس عائلته، فهنيئاً لك أيها التراب الذي احتضنت خيرة شباب لبنان.

رحمك الله يا رالف ورحم شهداء الرابع من آب أجمعين.

شارك المقال