“الهضبة” ومحبوه… “شوّقنا أكتر شوّقنا”

حسين زياد منصور

“حمد لله عالسلامة هلا هلا اشتقنا ليكم ياما”، “شوّقنا أكتر شوّقنا”… بهاتين العبارتين سيستقبل اللبنانيون النجم المصري عمرو دياب في بيروت. ويبدو أن 19 آب المقبل سيكون حدثاً ذا أهمية في لبنان، الذي يعود اليه “الهضبة” بوساطة قطرية بعد غياب 12 سنة، ليحيي حفلاً أصبح “حديث البلد” على الرغم من كل ما يمر به لبنان منذ الاعلان عنه منذ أسبوع حتى يومنا هذا، وسيبقى حتى تاريخه. انتقادات كثيرة طالت عمرو دياب ومن اشتروا تذاكر حضور حفله، وأن انقساماً طبقياً ظهر بسببه.

ولا يزال رواد مواقع التواصل الاجتماعي يخوضون معاركهم ضد 60 و90 و160 دولاراً أميركياً، أسعار تذاكر الحفل الموعود والمنتظر، وكيف أن هذه التذاكر أصبحت “sold out” بعد دقائق من طرحها في الأسواق، اذ أعلنت الشركة المنظمة للحفل عن نفاد جميع تذاكر الفئة الأولى فور طرحها، ما اضطرها الى زيادة عدد المقاعد، وذلك قبل شهر ونصف الشهر من الموعد المنتظر.

“كالعادة يا سعادة”

حتى أنت يا عمرو دياب قسمت اللبنانيين، وهو أمر ليس بجديد، بل طبيعي، فبين مؤيد ومعارض لدفع ثمن تذاكر الحفل، تذمر الكثيرون حوله، وكيف أن فناناً مصرياً سيأتي الى لبنان البلد الذي يعاني من الأزمات والمشكلات، و”ما في شي ظابط” سيحصل على 750 ألف دولار أميركي؟ وذلك بحسب بعض الممتعضين من هذا الحفل، الذي يقول: “هناك الكثير من الأمور التي تحصل ويجب القلق والالتفات اليها، تعد أكثر أهمية من قضية بيع جميع التذاكر قبل شهر من الحفل”.

اما على المقلب الآخر، مهى كاعين، وهي من المعجبين بالهضبة، فقد تمكنت من شراء تذكرة لحضور حفله وتعلل سبب ذلك بالقول: “أولاً عمرو دياب ليس موجوداً في لبنان كل يوم، ومنذ 12 عاماً لم يأتِ الى لبنان، ويجب أن نأخذ في الاعتبار هذه النقطة، ثانياً من يملك المال بإمكانه شراء التذكرة، والناس تريد أن ترفه عن نفسها خصوصاً في ظل الأجواء التي نعيشها، ويحق لنا أن نتنفس قليلاً، وثالثاً هناك تذكرة بـ 60 دولاراً، وتعد قيمتها لا شيء لمن يعمل ويتقاضى راتباً”.

هذا ما أجمع عليه العديد ممن استطلعنا رأيهم، وأنه يحق للناس الفرح خصوصاً أنهم سيلتقون نجمهم المفضل في بلدهم.

تذاكر بـ 800 دولار

وفي حديث مع “لبنان الكبير” يشير أحد الصحافيين المتخصصين بالفن، رفض أن يذكر اسمه، الى أن هذا الحفل سيكون إعادة احياء لأسواق بيروت والفن والسياحة فيها، والتي لطالما عرفت بها، وأن هذا الحدث سيكون استثنائياً خصوصاً أن الكثير من المتاجر والمحال المهمة والمعروفة أقفلت أبوابها بعد الأزمة/ متسائلاً: “لمَ كل هذا الانتقاد والهجوم على المبلغ الذي سيتقاضاه عمرو دياب لقاء حفله؟ 750 ألف دولار، نعم رقم ليس هيناً، ويساوي ما يقارب الـ 75 مليار ليرة على اعتبار الدولار بـ 100 ألف، ولكن في الوقت نفسه هناك الكثير من الفنانين سيتقاضون أكثر وأكثر، أي ما يقارب المليون دولار”.

ويعتبر أن “سعر التذكرة ليس مرتفعاً أبداً، ومن اشتروها ليسوا من اللبنانيين الموجودين هنا وحسب، بل هناك الكثير من المغتربين، وهذا موسم، ومقارنة مع فنانين آخرين، فإن أغلى تذكرة لحفل عمرو دياب هي 160 دولاراً، في حين لحفل كاظم الساهر هناك تذاكر بقيمة 800 دولار، وبالنسبة الى حفلة وائل كفوري هناك تذاكر بـ 500 دولار، فهذا الأمر لا علاقة له أبداً بما وصف بالانقسام الطبقي”.

ما يحصل تضخيم للواقع

وبالنسبة الى موضوع التذاكر، يرى المحلل الاقتصادي شادي نشابة أنه “لا يمكن نسيان أعداد الوافدين الى لبنان ومن المتوقع أن تكون نسبتهم أكثر من الصيف الماضي بنسبة 20 و30٪، وبالتالي هناك عدد كبير من المغتربين سيكونون حاضرين”.

ويعتبر أن “الطبقية موجودة في كل لبنان، ومع تزايد الأزمة تتسع وتبدأ الطبقة المتوسطة بالاختفاء، لكن المغتربين يلعبون دوراً مهماً في إيقاف الناس على أقدامهم خصوصاً موظفو القطاع العام والذين تعد رواتبهم أقل من سعر التذكرة”، مشيراً الى أن “هؤلاء يشكلون ثلث العاملين في لبنان، اما القطاع الخاص فيشكل الثلثين، ومن يعملون في القطاع العام اما أنهم يعملون في عمل آخر في القطاع الخاص ويتقاضون راتباً الى جانب راتبهم الأساس أو أن المغتربين يقومون بمساندتهم”.

ويصف نشابة ما يحصل بأنه “تضخيم للواقع، وأن هذه الضجة ليس من المفترض أن تحصل”، لافتاً الى أن “من سيذهب الى الحفل سيكون الى جانب من هم موجودون في لبنان، من المغتربين والأشخاص المقتدرين. والمشكلة ليست في عدد من سيحضرون الحفل أو أسعار البطاقات، بل الإشكالية هي في كيفية معالجة المشكلات التي يعاني منها البلد، فالأنظار يجب أن تكون موجهة الى مقلب آخر لا على مقلب الناس التي ذهبت لشراء التذاكر بغض النظر ان كان بمساعدة من الخارج أو من الراتب أو شيء آخر”.

شارك المقال