“Binance” غير مسؤولة… والخسائر 300 مليون!

راما الجراح

تلقى بعض المستثمرين في العملات الرقمية في لبنان ضربة احتيال من منصة “Binance fund” أدّت إلى خسارتهم ملايين الدولارات، بعدما قررت هذه المنصة منذ أيام التوقف عن الدفع للمستثمرين، وهي لا علاقة لها بـ Binance الرسمية والمعروفة عالمياً والتي أكدت ذلك عبر حسابها الخاص في “تويتر” وأشارت إلى أنّ “بينانس” لا تتهاون على الإطلاق في التعامل مع عمليات انتحال الهوية هذه وتأخذها على محمل الجد. وقد تجاوزت خسارة المستثمرين اللبنانيين مبلغ 300 مليون دولار أميركي حسبما تداولته عدة مصادر ومواقع إلكترونية وأكده مؤسس “Buy Bitcoin Leb” نادر ديراني الذي أكّد أن الأشخاص الذين يستمرون في هذا النوع من المنصات يعلمون جيداً المخاطر المرتفعة، وعلى الرغم من ذلك يستمرون فيها”، فيما أكدت مصادر مطّلعة لـ”لبنان الكبير” أن الخسارة المقدرة من البقاع وحده 25 مليون دولار، وحوالى 100 مليون من كل لبنان”.

ومنصة “بينانس” معروفة بأنها منصة آمنة ومأمونة لشراء وبيع العملات الرقمية بسرعة وذلك باستخدام عملية البيع والشراء السلسة من خلال ثلاث خطوات على المُستخدم اتباعها حتى يبدأ عملية التداول، ويمكن للمستخدمين بسهولة شراء الـ”بيتكوين” وغيرها من العملات الرقمية الأخرى باستخدام مجموعة واسعة من خيارات الدفع، بما في ذلك التحويلات المصرفية، وبطاقات الائتمان والخصم، إلى الدفع النقدي.

و”بينانس” موجودة أساساً عبر الإنترنت، ومحظورة من موقع تويتر، ومقرّها في الصين تحديداً، وتُقدّم عدداً كبيراً من العملات الرقمية لكي يتمكن المستخدمون من شرائها وبيعها، ويمكن أن يجدوا أي عملات يبحثون عنها على هذه المنصة حصراً، وتعتبر المنصة الأفضل لتداول العملات الرقمية المُشفّرة لأنها من المنصات القليلة التي لا تزال تسمح بإضافة أعضاء جُدد، إضافة إلى أنها قادرة على معالجة أكثر من مليون معاملة في الثانية.

“بينانس” منصة رسمية، والمستخدم الأول يستطيع كشف العملية!

للاستيضاح أكثر عن عملية الاحتيال التي حصلت وكبّدت اللبنانيين خسائر مادية هائلة، وما إذا منصة “بينانس” تتحمل المسؤولية، تؤكد الصحافية المتخصصة بقضايا التكنولوجيا والمُهتمة بالبحث في خبايا تداول العملات الرقمية حلا نصرالله لـ”لبنان الكبير” أنه “منذ ٥ أيام منصة بينانس توقفت عن استقبال عملة USDT TRC 20 وبررت ذلك بأنها تقوم بعدة إصلاحات لشبكة هذه العملة المذكورة، لكن بعد هذه الإصلاحات لم يعد باستطاعة أي شخص كان يستخدم بينانس فاند أن يتلقى أمواله”.

وتتابع: “الخدعة هنا، هل بايننس هي التي أوقفت استخدام الأموال وهذا الاحتمال وارد جداً، أَم أن “بينانس فاند” هي التي توقفت عن إرسال الأموال، وأُرجح أن بايننس وهي المنصة الرسمية اكتشفت هذا الأمر وهي تستطيع فعل ذلك لأنها تملك جميع المفاتيح العامة وتستطيع رفض أي عملة لا تريدها، وتستطيع أن ترفض تسليم الشخص أمواله في حال كان مصدر هذه الأموال مشكوكاً بأمره”.

وتشير إلى أنه “في حال بينانس هي من قامت بهذا العُطل، فهي غير مخوّلة بالتعويض على الأشخاص لأنها لم تقُم بعملية الاحتيال وغير مسؤولة عن أي شيء، لأنها تعتبر المرحلة الثالثة التي يتم تسليم الأموال لها ولا تكون مسؤولة عن تعويض الضرر الذي أُلحق بالأشخاص”.

وعن الخسارة الكبيرة التي لحقت بالمستثمرين اللبنانيين، تقول: “أُشكك في المبلغ الذي روّجت له العديد من المصادر والذي يبلُغ 300 مليون دولار لأن سيولة “بيتكوين” داخل السلفادور وحدها مثلاً لا تصل لهذا المبلغ، فالرقم مبالغ به جداً، ولا يمكن لأحد معرفته إلا منصة بينانس الرسمية والتي تكشف حجم المبلغ الذي تم إدخاله من بينانس فاند، وأستبعد أن يكون هكذا مبلغ يتحرك في لبنان بالعملات المُشفرة لأن لا سيولة كافية في لبنان لتغطية مبلغ كهذا أساساً”.

وتشرح نصرالله عن سبب حصول الاحتيال ومَن المسؤول: “نسب الاحتيال التي تحصل من خلال العملات المُشفرة وحتى من المصارف تزداد دوماً في الدول التي تعاني من إنهيار مالي وإقتصادي، بمعنى دائماً سنجد ذلك الشخص الذي يعرض علينا قرض مقابل إيداع مبلغ من المال، لكن النقطة الأساسية أن فخ الاحتيال هذا لا تكون مسؤولة عنه أي منصة رقمية تتداول بالعملات المُشفرة ولا حتى تكون معنية بما حصل، بل يكون طرف ثالث لديه محفظة رقمية صحيحة واستطاع ممارسة احتياله على الناس غير أن منصة بينانس لا تتحمل مسؤولية هذا الأمر لأنها حريصة جداً على جميع المستخدمين والمتداولين لديها”.

وعن كيفية كشف هذه العملية توضح: “تداول كثيرون أن فخ الإحتيال هذا يمكن أن يكون مصدره لبنانياً، أقول الجواب على هذا السؤال موجود لدى أول شخص أدخل هذا التداول الى لبنان، لأن العملية تبدأ من خلال Referral ID خاصة لهذا الشخص، وعندما يريد شخص آخر البدء بها يدخل من خلال الـReferral ID الخاصة بأول شخص، وعليه يكمن الجواب الصحيح ١٠٠% لديه فقط”.

كيف تم اكتشاف أنها عملية احتيال؟

ويروي مصدر خاص تمنى عدم ذكر اسمه تفاصيل تجربته على منصة بينانس: “بتاريخ 18 تشرين الأول عند الساعة التاسعة صباحاً قمتُ بتحويل مبلغ من المال من منصة “بينانس فاند” إلى منصة “بينانس” العالمية، ونجحت عملية التحويل، لكن حين دخلت لأتأكد من ذلك في منصة بينانس كانت المفاجأة أن هناك تغييرا وتحويلا في شبكة “ترسي 20″، وقاموا بتنزيل صيانة “مانتنس” إلى خادم الشبكة، عندها حاولت التواصل مع منصة “بينانس فاند” وأتى الرد أن هناك صيانة في قناة والموقع، وأنه تم تقديم السحب إلى الموقع الرسمي لكن سيتأخر حتى تنجح الصيانة مع دعوتنا في ختام الرسالة إلى الانتظار بصبر”.

ويضيف: “لم نتخوف كثيراً في البداية من الموضوع لأن “مانتنس” موجودة على شبكة “ترسي 20” وهي التي نستطيع من خلالها التحويل الى منصة بينانس، وفي اليوم الثاني أرسلت “بينانس فاند” إلى المستخدمين الذين تواصلوا معها رسائل تفيد بأنه لا علاقة لها بالـ”مانتنس” والتحديث، وهنا اكتشفنا جميعاً أن ما يحصل هو عملية نصب وإحتيال”.

ويختم حديثه: “خسارة اللبنانيين تبلغ نحو 125 مليون دولار، منهم من وضع بيته وسيارته في الرهن، ومنهم من باع ما يملك من الذهب وغيره، وأحذر اليوم من الأخبار التي تنتشر في موقع تيلغرام تحديداً لتشجيع اللبنانيين على استخدام مواقع ومنصات أخرى تعود بالربح العالي، يجب أن نكون أوعى وأن لا نتورط مرة أخرى، و”الله يعين” المستخدمين الجُدد الذين دخلوا مؤخراً إلى المنصة، لأن خسارتهم هي الأكبر”.

الأرقام مجرد تقديرات!

وعن صحة الأرقام المتناقلة، أكد الصحافي المتخصص بتدقيق المعلومات محمد الغزيل أنها “مجرد تقديرات، ولا يمكن لأحد معرفة الرقم الصحيح طالما الموقع والمنصة غير مسجلين في لبنان، بالإضافة إلى عدم وجود بيانات بأسماء الأشخاص المتعاملين فيه بشكل كامل، كما لا يوجد أرقام دقيقة عن حجم الاستثمارات بالعملات الرقمية في لبنان، وبحسب متابعتي، فالأرقام المعلنة عن الخسائر هي بناءً على عيّنة تشتكي بعدما تم إظهار فشل منصة بينانس فاند”.

ونتج من أزمة القطاع المصرفي الذي فقد ثقة المودعين والمتعاملين معه تنشيط لسوق العملات الرقمية في لبنان غير المشرّعة بعد، والذي يُعتبر في الوقت عينه مُغرياً لمن يريد الاستثمار فيه في ظل الانهيار الاقتصادي والمالي الذي يعاني منه لبنان، لكن يبدو أنه بعد الخسارة التي لحقت باللبنانيين “اللي ضرب ضرب… واللي هرب هرب”!

شارك المقال