الأزمة الاقتصادية تدفع الناس للجوء إلى العملات الرقمية

فدى مكداشي
فدى مكداشي

الـNFT كلمة تتردد كثيراً في الآونة الأخيرة وتعني الرّموز غير القابلة للاستبدال، وهي تقنيّة ووسيلة إما يتم استخدامها بشكل سليم أو بطريقة غير فاعلة ومؤذية للآخرين. مثلاً، مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة يستفيد منها الكثيرون ويجنون من خلالها الأرباح، وهناك آخرون لا يستخدمونها بطرق جيّدة وبالتالي تؤثّر عليهم بشكل سلبي.

وللاستيضاح عن دور تقنيّة الـNFT الرقميّة وكيفية استخدامها، يشرح الخبير في الأمن السيبراني والتحول الرقمي رولاند أبي نجم لموقع “لبنان الكبير” أن “الرموز غير القابلة للاستبدال هي عكس العمولات الرقميّة والتي هي الرموز القابلة للاستبدال. والفرق بينهما أن أي عملة مثلاً الـ ١٠٠$ يمكنني أن أستبدلها بعملتين كالـ٥٠$ والأمر نفسه ينطبق على البيتكوين”، لافتاً الى أن “العملات غير القابلة للاستبدال لا يمكن استبدالها ولا تقسيمها ولكنها فعلياً وجدت لتثبيت ملكيّة أي شيء رقمي”.

ويوضح أن “ما يعزز قيمة هذه الوسيلة أمران: إمّا أن يكون المنتج الرقمي (كلوحة أو موسيقى…) معمول بشيء مميز أو الذي صنعها هو شخصية معروفة جدّاً. مثلاً، في حياتنا الطّبيعيّة نرى كيف يعمد البعض الى تجميع المقتنيات القديمة كالعملات الورقية التي تعود الى العهد العثماني أو حتى الطوابع القديمة والتي مرّ عليها الزمن ولكنها تثمّن بأكثر من قيمتها بسبب ندرتها. وهذا الأمر قريب لمبدأ الـNFT ولكن فعلياً ليست كل الأشياء الخاضعة لها لديها قيمة فعليّة”.

وعن أسباب اللجوء الى العملات الرقميّة وتحديداً الـ NFT، يقول: “بسبب الأزمة الاقتصاديّة في لبنان والتي انعكست على المصارف، فقدت الناس ثقتها بهذا القطاع بعد فقدان أموالها ووجدت أن هذه الوسيلة غير ناجحة وحتى من كان لديه استثمارات في العقارات وغيرها فقد كل مدّخراته. أمّا بالنسبة الى السبب الثاني، فهي الأحداث الأخيرة في روسيا وأوكرانيا، وأظهرت أن الموضوع الذي يحدث في المصارف والأنظمة العالميّة فيه خطورة كبيرة وليس في لبنان وحسب، وقد رأينا في روسيا كيف تزايدت الضغوط والدعوات من قبل العديد من الدول الغربية لوقف استخدام روسيا نظام سويفت المالي الأمر الذي أثار الذعر في نفوس الناس، خاصّة أنه إذا أردنا اليوم القيام بتحويل الأموال لا بد من أن تمر عبر الأنظمة المركزية أي المصارف، وهذا الأمر أجبر الناس على أن تلجأ الى العملات الرقمية وتحديداً الـNFT لأنه نظام لامركزي ولا أحد يمكنه أن يتحكم به ولا حتى يمكنه أن يسأل عن هويّة الشخص. ولكن هذا الأمر لديه تداعيات سلبيّة إذ يتيح الفرصة لبعض الأشخاص غير الشرعيين القيام بأعمال غير شرعيّة كتبييض الأموال والمخدرات والسلاح وغيرها من الأمور”.

ويشير الى أن “أميركا بدأت تتخذ اجراءات لضبط هذا الموضوع والتي ستنعكس سلباً على هذه العملات الرقميّة فيما بعد، ومنها أولاً أنها أصدرت الدولار الرقمي وهو قريب الى الدولار العادي ولديه القيمة نفسها ولكنه رقمي. وفي الوقت نفسه، بدأ الرئيس الأميركي جو بايدن باجراء دراسات تحضيراً لقوانين تضبط السوق والعملات المشفّرة في موضوع البيتكوين وموضوع الـNFT لأنهم يعلمون مدى خطورته خاصة أنه بدأ استخدامه بطريقة غير شرعيّة وغير قانونية تؤثر على الاقتصاد وغيرها من المواضيع”، معتبراً أن “كل هذه الأمور ستؤثر على موضوع العملات الرقمية وموضوع الـNFT ليروا إذا كانت سترتفع قيمتها أو ستنخفض في حال بدأوا بوضع القوانين وهل سيتعامل الناس معها بطرق غير قانونيّة، لذا كل ذلك قيد الدرس والبحث”.

شارك المقال