الباصات الفرنسية تنتظر الفرج لدعم النقل البري 

فدى مكداشي
فدى مكداشي

مشكلة النقل البري في لبنان قديمة جداً، وقد استعانت الحكومات منذ القرن الماضي بالشرطة الإيطالية والخبراء الأجانب، كما وضعت الخطط والدراسات الا أنها أهملت جميعها ولم تنفذ لأن قطاع النقل البري رهينة للسياسيين والمرابين. ويكفي أن نذكر أن الرئيس نجيب ميقاتي وضع دراسة منطقية لحل مشكلة النقل البري حين تسلم وزارة الأشغال العامة في العام 1998 لكنها أهملت كغيرها.

اليوم يخوض وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حمية مغامرة جديدة في هذا القطاع بعد وصول 50 باصاً من الهبة الفرنسية المؤلفة من 100 باص لنشرها في المناطق اللبنانية بغية المساهمة في حل جزء من مشكلة القطاع خصوصاً بعد الارتفاع الجنوني في أسعار المحروقات. فهل ينجح حمية في إطلاق خطته مع القطاع الخاص، أم أن الخطة ستبقى على الورق كالخطط السابقة؟ 

يرى الناشط في جمعية “تران تران” لإعادة إحياء سكك الحديد في لبنان الياس بو مراد أن “شبكة النقل المشترك أصبحت ضرورة ولا يمكن أن نكمل من دونها، إذ لم يعد المواطن يستطيع تحمل هذا العبء. وكما هو معلوم لبنان لا ينتج المحروقات بل يستوردها وحتى قطع السيارات لا يصنّعها بل يستوردها أيضاً وكل شيء يتعلق بالنقل يتم استيراده”. 

وعن الباصات الـ50 التي أتت من فرنسا الى لبنان وموعد استخدامها، يشير الى أن “هناك مشكلة تقنية إذ أن الباصات التي أتت الى لبنان على الأرجح كبيرة جداً ولا تناسب حجم الطرق على الرغم من أن هناك مساع لتشغيلها ونحن بانتظار هذه الخطة لدراستها”، مؤكداً ضرورة “الاسراع في هذه الخطة في حين أن أسعار المحروقات أصبحت مرتفعة جداً”. 

ويعتبر أن “الباصات التي أتت الى لبنان مفيدة على المدى القصير ولكن يجب وضع استراتيجية على المدى البعيد تعيد إحياء القطار وتجعله العمود الفقري للبنان من خلال ربط كل الباصات بمحطات القطار في المناطق اللبنانية كافة من الشمال الى الجنوب والهدف تخفيف الضغط اليومي على حركة السير”. 

ويوضح بو مراد أن “الجمعية تعمل على متابعة الشؤون والقضايا الوطنية التي تتعلق بهذا القطاع كنوع من مراقبة لحض المسؤولين على معالجة المشكلات العالقة”. 

وعن الحلول المقترحة، يؤكد “أهمية تأمين وسائل نقل عامة للسكان الذين هم خارج العاصمة وفي الوقت نفسه ندعم اللامركزية الإدارية أي أن يكون هناك مدن أساسية تكون مراكز الاستقطاب ولديها شبكات النقل الخاصة بها وتربط هذه المدن ببعضها البعض”. 

وعن كيفية البدء بتطبيق خطة النقل المشترك في المدن الساحلية، يلفت الى أن “هناك نقصاً كبيراً وتحديداً في منطقة طرابلس”، مشدداً على أهمية “التوازن في تقديم الخدمات وليس الاكتفاء بالباصات الـ50”. ويقول: “الدراسات التي أجرتها الجمعية تتعلق خصوصاً بسكك الحديد، وهذا الموضوع يأخذ وقتاً، أي كي ينطلق أول قطار من بيروت الى طبرجا يحتاج حوالي ثلاث سنوات ونصف السنة في حال انطلقنا فوراً، ولكن خلال هذه الفترة لا يمكننا أن نطلب من الناس الانتظار ويجب تشغيل الباصات فوراً”.

ويشير الى أهمية “النظر الى ذوي الاحتياجات الخاصة أي إجراء خطة مبنية على مقاربة كاملة وشاملة للمواطن”.

شارك المقال