أي مسيرة إصلاح تقصدون يا فخامة الرئيس؟

المحرر الاقتصادي

“إني من موقعي، وانعكاساً لتحملي لمسؤولياتي الدستورية، أجدد التأكيد على أنني، وكما التزمت اجراء الانتخابات النيابية، سأعمل بكل ما أوتيت من قوة، من أجل توفير الظروف المؤاتية لانتخاب رئيس جديد، يواصل مسيرة الإصلاح الشاقة التي بدأناها”. هذا بعض ما جاء في الكلمة التي ألقاها رئيس الجمهورية ميشال عون لمناسبة الاحتفال بعيد الجيش والتي ستكون الأخيرة له كرئيس للجمهورية.

عن أي مسيرة إصلاح يتحدث الرئيس؟

  • عن قطاع الكهرباء الذي شهد في عهده اسوأ أداء على الإطلاق بحيث لم يعد اللبناني يحصل على التغذية الكهربائية إلا في ما ندر، في الوقت الذي فشل في انشاء هيئة ناظمة للقطاع الذي هو مطلب الجميع؟ أو عن استعادة مليارات الدولارات من وزارة الطاقة والتي لا يُعرف مصيرها الى اليوم؟

  • عن قطاع الاتصالات المهدد بالإفلاس في وقت بات لبنان يحتل أدنى المستويات من حيث جودة خدمات الانترنت والاتصالات الضرورية لتأمين عمل القطاع الخاص؟

  • عن الوضع الحرج الذي وصل اليه نظام التعليم بعدما كان لبنان مقصداً للطلاب العرب بسبب المستوى المهم الذي كان عليه؟

  • عن الواقع المرير الذي بات عليه القطاع الخاص الذي اضطر الى تسريح موظفيه وإقفال الكثير من أعماله ونشاطاته؟

  • عن معدل النمو الذي بلغه لبنان، حيث يتوقع أن يسجل انكماشاً بنسبة 6.5 في المئة هذا العام بعدما كان انخفض بنسبة 10.5 في المئة في العام 2021، على خلفية انكماش بنسبة 21.4 في المئة في العام 2020؟

  • عن التضخم المخيف للأسعار المركب من ثلاثة أرقام، بحيث يكافح اللبنانيون لشراء قوتهم اليومي؟

  • أم عن آلاف فرص العمل التي فوّتها الشباب نتيجة الأزمة الاقتصادية المركبة التي نعيشها منذ العام 2019؟

  • عن الهبوط الحاد في قيمة العملة التي فقدت أكثر من 90 في المئة من قيمتها الشرائية؟

  • عن استمرار العجز في الموازنة وعدم خفضه الى الناتج المحلي أو تحقيق فاض أولي كان سيسمح للحكومة بأن تزيد إنفاقها الاجتماعي لحماية المواطنين؟ علماً أن الفاض الأولي الذي تظهره أرقام المالية العامة هو نتيجة عدم سدادها لمستحقاتها وللخفض الكبير في خدمة الدين العام بعد تخلف لبنان عن سداد التزاماته لسندات اليوروبوندز.

  • عن قطاع النقل الذي يُكبِّد لبنان أكثر من ملياري دولار سنوياً وفق أرقام البنك الدولي، في ظل ارتفاع هائل في تكلفة النقل مع رفع الدعم عن المحروقات؟

  • عن عدم التوصل إلى خطة للتعافي تحفظ حقوق المودعين وتعيد الحياة الى الاقتصاد وتساهم في استعادة الثقة بلبنان وباقتصاده؟

  • عن عرقلة تشكيل حكومة من الاختصاصيين الملمين بالملفات الاقتصادية العالقة؟

  • عن عرقلة إصلاحات مؤتمر “سيدر” الذي انعقد في باريس في العام 2018 والذي كان يمكن في حينها فرملة الانهيار الاقتصادي؟

اللائحة تطول كثيراً عن عهد أوصل لبنان الى أن يصنّف البنك الدولي أزمته من ضمن أشد عشر أزمات، وربما إحدى أشد ثلاث أزمات، على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر. السبب هو “التقاعس المتعمد المستمر” يا فخامة الرئيس كما قال البنك الدولي.

شارك المقال