6 ساعات كهرباء يومياً في لبنان؟

تالا الحريري

وافقت الحكومة الايرانية على تزويد لبنان بـ 600 ألف طن من الفيول، مقسّمة على 5 أشهر، حسب ما طلب الجانب اللبناني الذي توجه إلى إيران للبحث في ملف الطاقة. فيما أعلنت السفارة الايرانية في بيروت أنّ “السفن المحمّلة بالفيول الإيراني ستكون جاهزة خلال أسبوع أو أسبوعين للإبحار إلى لبنان، والرسو في الميناء الذي يحدّده الجانب اللبناني”. كما أنّها جاهزة للتسليم فور موافقة الجانب اللبناني على الهبة. والجدير ذكره أنّ هذه هي المرة الأولى التي تقدّم فيها إيران مساعدة إلى الدولة اللبنانية مباشرة وليس الى “حزب الله”، فما التساؤلات التي تُثار حول هذا الموضوع؟

دياب: الهبة إختبار لجديّة إيران

المحلل السياسي يوسف دياب أكد لـ”لبنان الكبير” أنّها “المرة الأولى التي تُقدم فيها الدولة الايرانية مساعدة مباشرة الى الدولة اللبنانية وليس الى حزب الله. نحن نعرف أن إيران منذ الثورة الايرانية في العام 1979 لم تقم علاقات مع لبنان بقدر ما استثمرت عسكرياً وأمنياً في حزب الله. كما أنّ انفاق المال الايراني كله كان للحزب والجماعات الموالية لها سواء ميليشيات مسلحة أو أحزاب وتيارات سياسية”.

وذكر بأن “إيران سبق أن قدمت وعوداً بتسليح الجيش وبناء محطة كهرباء وغيرها لكن تبين أنّ كلّ ذلك مقابل أموال”، معرباً عن اعتقاده أنّ “هذه المساعدة اليوم لها بعد سياسي أكثر منه بعد اقتصادي لفك أزمة لبنان. واضح أنّ إيران تسعى من خلالها الى فك عزلتها الاقتصادية وتصدير نفطها إلى الخارج خصوصاً أنّ الجميع يعرف أنّها دولة مفروض عليها عقوبات مشددة. وبالتالي هذا تحدّ لارادة العقوبات ومحاولة إحراج للدولة اللبنانية في هذه المرحلة”.

ورأى دياب أنّ “هذه فرصة لنستفيد من هذه الهبة ولاختبار جديّة إيران في تقديم الهبة أو معرفة ما إذا كانت مجرد دعاية إعلامية. وأعتقد أنّ لبنان قادر اليوم على أن يستفيد من هذه المساعدة خصوصاً أنّه في مرحلة ضبابية، فلا حكومة رسمية تتحمل المسؤولية، كما أنّنا اقتربنا من انتهاء عهد ميشال عون. نحن الآن على أبواب استحقاقات مهمة تتعلق بالحكومة والرئاسة وترسيم الحدود ومحاولة إستنهاض الوضع الاقتصادي”.

أضاف: “نحن أمام جدية إيران في المساعدة وما إذا كانت تنتظر أي مقابل، ومن جهة أخرى في صدد ترقب رد الفعل الدولي وخصوصاً الأميركي على هذا النوع من المساعدات، ومن سيتحمل مسؤولية هذا الموضوع إذا قررت أميركا فرض عقوبات على هذه المساعدة. الأيام المقبلة ستكون فاصلة في هذا الموضوع، أنا غير مطمئن الى نتائج هذا الدعم لأنّ مقابله تكون هناك دائماً شروط سياسية تُفرض، ومن الممكن أن تحقق لإيران مكاسب سياسية لفرض المزيد من هيمنتها على الداخل اللبناني وللقول انّها صديق وحليف للبنان وانّه بحاجة اليها”.

600 ألف طن على خمسة أشهر أي حوالي 120 ألف طن شهرياً. هذه الكمية تستطيع تأمين تغذية بين 5 – 6 ساعات من الكهرباء يومياً حسب التوزيع والاستخدام، وهذا يبقى أرحم من العتمة الشاملة.

وبحسب الأخبار المتداولة، سيكون بمقدور مؤسسة “كهرباء لبنان” تشغيل معملي دير عمار والزهراني ليصلا إلى شبه الطاقة القصوى لهما.

شارك المقال