قروض الاسكان بالليرة حصراً

هدى علاء الدين

بعد الضجة التي أثارها رفع سعر صرف الدولار الرسمي إلى 15000 ليرة والارتفاع الهستيري للعملة الخضراء في السوق السوداء، سيطرت حالة من الخوف والقلق على أصحاب القروض السكنية لناحية الغموض حول آلية الدفع وماهية العملة التي ستتطلبها عملية سداد الأقساط، لا سيما وأن معظم المستفيدين من هذه القروض غير قادرين على سداد قيمتها بالدولار بسبب تدهور القيمة الشرائية الناتج عن ارتفاع سعر صرف الدولار وانهيار العملة الوطنية.

وفي هذا الاطار، طمأن رئيس مجلس الادارة المدير العام لمصرف الاسكان أنطوان حبيب، أصحاب قروض الاسكان الى أن سداد هذه القروض سيبقى بالليرة اللبنانية، مشيراً إلى أن من غير الوارد إطلاقاً أن تتحوّل آلية الدفع إلى الدولار الأميركي، خصوصاً وأن مصرف الاسكان ليست له علاقة بسعر صرف الدولار مقابل الليرة سواء كان سعر الصرف 1500 ليرة أو 8000 أو 15 ألفاً ليرة كونه يُقرِض بالليرة اللبنانية فقط.

وعن إمكان أن يسدد المقترِض القرض السكني دفعة واحدة، أوضح حبيب أن صاحب القرض الذي تخطى سداد أكثر من 7 سنوات مع دفع الغرامات المتوجبة عليه يحق له ذلك فقط، في حين أن من قام بسداد أقل من 7 سنوات لا يمكن له سداد قيمة القرض دفعة واحدة.

وقال حبيب: “في حزيران 2022 أطلقت رزمة قروض عند سعر صرف 20 ألف ليرة، إلا أن وصول الدولار إلى الـ 44 ألفاً أثّر على حركة السوق العقارية في البلاد. وتوزعت القروض حينها على ثلاثة أنواع هي قرض السكن بقيمة مليار ليرة لمدة 30 سنة، قرض الترميم بقيمة 400 مليون ليرة لمدة خمس سنوات، وقرض الطاقة الشمسية بـ200 مليون ليرة لمدة سنتين”.

وعن آلية دفع القرض السكني، فستكون بحسب حبيب مقسمة إلى نصفين، الأول سيشمل نصف القيمة بالليرة اللبنانية والنصف الآخر بالدولار. أما سداد قيمة قرض الطاقة الشمسية فسيصبح نقداً بكامل المبلغ اعتباراً من مطلع العام 2023 لأن المصارف لم تعد تقبل بالشيك المصرفي.

وبحسب المدير العام لمصرف الإسكان، فإن الصندوق العربي خصّص مصرف الاسكان بقرض قيمته 50 مليون دينار كويتي، لكن تنفيذه تأخّر بسبب انتشار جائحة كورونا عالمياً وما تركته من تداعيات اقتصادية، آملاً في الاسراع في صرف القرض بعد تعيين وزير خارجية الكويت الجديد الأمير سالم الصبّاح نجل الأميرة اللبنانية ليلى المرعبي، هو في الوقت ذاته رئيس مجلس إدارة الصندوق الكويتي للانماء الاقتصادي والاجتماعي ومعروف بعلاقته المميّزة مع الشعب اللبناني، كاشفاً عن طلب موعد معه من أجل متابعة موضوع القرض وتسريع صرفه، مع استمرار المساعي مع الصندوق الكويتي خصوصاً لجهة دعم المصرف كجزء من حل يشمل مصادر تمويل أخرى يمكن أن تساعد في استمرار منح القروض.

ويمكن للراغبين في الحصول على قروض من مصرف الاسكان التقدّم حالياً بطلب عبر الموقع الالكتروني للمصرف فقط أو عبر استخدام الخط الساخن الخاص به، مع الاشارة إلى أن مصرف الاسكان لديه أمواله الخاصة التي يستخدمها لإعطاء القروض بما فيها السكنية والتأكيد على أن مهمة المصرف إنسانية، وهي ليست تجارية هدفها تحقيق أرباح أو توزيعها، وذلك بحسب ما قاله حبيب. ووفقاً للأرقام، فقد زار 250 ألف لبناني الموقع الإلكتروني الخاص بمصرف الإسكان، مع تقديم حوالي 10 آلاف استمارة، وعلى الرغم من إعطاء موافقة مبدئية على 1000 طلب، إلا أن أصحابها لم يتمكنوا من تأمين كامل الأوراق المطلوبة لاستكمال المعاملات بسبب إضراب موظفي القطاع العام ولا سيما القطاع العقاري.

يأتي قرار مصرف الاسكان قبل شهر على بدء اعتماد سعر الصرف الرسمي الجديد بمثابة بشرى سعيدة لأصحاب القروض السكنية التي لن تخضع لحكم سعر الصرف الجديد، لتكون بذلك الليرة اللبنانية العملة الحصرية لسداد هذه القروض على اختلاف قيمتها.

شارك المقال