هل يهدد دولار الـ50 ألفاً الرغيف؟

تالا الحريري

تعود أزمة الرغيف بين فترة وأخرى الى الواجهة، وسط تخوف من انقطاعه في ظل الوضع الاقتصادي الذي يزداد سوءاً. وكالعادة لدى سماع أي خبر عن توقف تسليم الطحين، يهرع الناس إلى الأفران وفي غضون دقائق تتشكل طوابير للحصول على ربطة خبز.

أكثر من نصف اللبنانيين باتوا تحت خط الفقر، ودخل لبنان في أزمة غذاء في ظل انقطاع سابق للطحين وغياب بعض المواد الغذائية، الى جانب ارتفاع أسعار أخرى نتيجة تقلب سعر صرف الدولار.

وانتشرت في الآونة الأخيرة أنباء عن تخوف من أزمة طحين بعدما أظهرت المعلومات أنّ هناك نقصاً كبيراً في هذه المادة في الجنوب وتوقف بعض المطاحن عن تسليم الطحين الخاص بصناعة المعجنات، وسط خشية أبداها تجمع أصحاب المطاحن من أزمة طحين ونقص في القمح في المطاحن، وخصوصاً بعد كلام نقيب الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف عن أن كمية الطحين تكفي لأسبوعين. وبحسب ما أوضح فان “المشكلة تكمن في تسديد ثمنه لأصحاب المطاحن، والتأخير من مجلس الوزراء لأنّه لا يلتئم ومن هنا التأخير في دفع مستحقات المطاحن من دعم القمح”.

بعد محاولة التواصل المتكرر مع سيف وتعذّر الحديث معه، أشار نقيب أصحاب المطاحن أحمد حطيط لـ “لبنان الكبير” إلى أنّ “لا اشكال في هذا الموضوع، وكل المطاحن تسلم طبيعياً ولا توقف. كما أنّ لا نقص خصوصاً اذا كنا نتكلم عن الطحين الموحد للخبز العربي. نحن من نسلم الطحين لمطاحن الجنوب الكبرى التي بدورها توزع للأفران، ونحن لغاية اليوم لا نزال نسلم بصورة طبيعية ولم نتوقف عن التوزيع لأي طرف”.

وكان البنك الدولي وافق سابقاً على قرض طارئ لدعم استيراد القمح بقيمة 150 مليون دولار، وحصل لبنان عليه نتيجة أزمة الغذاء التي يمر بها. وفي هذا الاطار، أوضح حطيط أنّ “مناقصة جرت بقيمة باخرة واحدة تحمل 30 ألف طن من القمح ومن المفترض أن تصل أول باخرة الشهر المقبل، وأتى هذا القرض في إطار تجنب النقص لاحقاً”، مؤكداً أنّ “الطحين الموحد للخبز العربي لا يزال مدعوماً وسيبقى كذلك”.

لكن يبدو أنّ الأزمة ستحدث لا محالة ربّما ليس بسبب النقص في كميات الطحين بل بسبب وصول الدولار الى عتبة الـ50 ألف ليرة. فقد أعلن رئيس نقابة الأفران والمخابز العربية في بيروت وجبل لبنان ناصر سرور أن “الأفران تتجه الى التوقف عن العمل في صالات العرض والتوزيع على المحال والسوبرماركت في حال لم يصدر وزير الاقتصاد أمين سلام تسعيرة تتلاءم مع الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار الذي تجاوز عتبة الخمسين ألف ليرة في السوق السوداء”. واعتبر أن من الواجب “إعطاء عمال الأفران حقوقهم في تسعيرة ربطة الخبز الجديدة للاستمرار في الانتاج والعمل”.

شارك المقال