هل تتحوّل السيارات الكهربائية الى بديل ناجح؟

جنى غلاييني

في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها لبنان منذ ما يقارب ثلاث سنوات وغلاء الأسعار والمعيشة المكلفة جدّاً، يلجأ اللبنانيون الى الاعتماد على أنفسهم في كثير من القطاعات الحيوية ومنها الكهرباء، بحيث انتشرت مؤخراً بصورة كبيرة ألواح الطاقة الشمسية نتيجة غياب كهرباء الدولة 24/24، عدا عن الفاتورة الباهظة للمولدات. وينعكس تحليق سعر صرف الدولار على أسعار المحروقات التي تسجّل ارتفاعات غير مسبوقة، إذ باتت صفيحة البنزين تساوي راتب موظف، ما حدا بالكثيرين الى الاستغناء عن سياراتهم أو ركنها في المواقف أو بيعها واستبدالها بسيارات صغيرة توفّر البنزين، أو شراء سيارات كهربائية على الرغم من أنّ ثمنها ليس رخيصاً لكنهم في الوقت عينه يوفرون على جيوبهم ثمن المحروقات. فهل تعتبر السيارات الكهربائية رهاناً محفوفاً بالمخاطر في لبنان أم بديلاً ناجحاً؟

إن شراء سيارة كهربائية قد لا يخطر في بال معظم اللبنانيين، أو يبقى غير وارد بالنسبة الى الكثيرين منهم، على الرغم من صناعة سيارة كهربائية محلية أُطلقتها عام 2021 شركة “إي في إليكترا” باسم “القدس رايز”. ويقول أحد أصحاب معارض السيارات في بيروت، الذي قرّر استيراد عدد من السيارات الكهربائية في العام 2021، لموقع “لبنان الكبير”: “استوردت 5 سيارات كهربائية منذ سنتين كنوع تجريبي لأرى إذا كان هناك إمكان لفتح سوق لهذه السيارات، وبالفعل قبل انتهاء العام كانت السيارات الخمس مباعة، فقررت البدء باستيراد أعداد كبيرة منها ونشط سوقها مع انقطاع الوقود في لبنان حينها، وحتى اليوم لا تزال تباع هذه السيارات ولكن بصورة أقل من قبل”.

وعن أسعار هذه السيارات، يوضح أنها “تتراوح ما بين 18 و40 ألف دولار اعتماداً على الطراز وسنة الإنتاج، في حين أن بعض السيارات يمكن أن يتجاوز سعرها الـ 100 ألف دولار مثل Tesla والتي بالتأكيد لا تتوافر إلا عند الطلب، ولكن الأكثر مبيعاً هي الأرخص سعراً”.

ويشير الى أن “غالبية من يشترون هذه السيارات لديها مصدر موثوق للكهرباء في المنزل أو ربما في مكان آخر، لكن البعض الآخر يجد أن بدائل إمدادات الطاقة شحيحة مما يدفعه إلى اللجوء إلى نظام المولدات الخاصة لشحن السيارات الكهربائية. وبالطبع هناك عشرات محطات الشحن في جميع أنحاء لبنان، بما في ذلك محطات الوقود الكبيرة المملوكة لشركة Medco وIPT، وفي مواقع خاصة مثل نادي السيارات والرحلات في لبنان (ATCL) وفي مواقف السيارات لبعض الوكلاء والمساحات التجارية مثل ABC أو سبينس”، لافتاً الى أن “السيارة إذا شُحنت على مولد بقوة 5 أمبير فسوف يستغرق شحن نصف البطارية حوالي سبع إلى ثماني ساعات. أمّا في حال شُحنت على مولد أو مصدر كهربائي بقوة أكثر من 30 أمبير فبالتأكيد ستشحن بالكامل في ظرف ساعة”.

وعما إذا كانت هذه السيارات تتماشى مع طبيعة لبنان، يؤكد أن “الافتقار إلى البنية التحتية الملائمة لهذا النوع من السيارات يقلق بعض اللبنانيين من اتخاذ خطوة فعلية لشرائها، ولكن برأيي يعتبر لبنان نظراً الى صغر حجمه وطبيعته الجبلية، أرضاً مثالية للسيارات الكهربائية”.

ويشدد على أن “هناك ميزة جيدة في السيارة الكهربائية وهي أنها تتطلب القليل جداً من قطع الغيار أو الصيانة الدورية، ولكن استبدال البطاريات يستلزم نفقات كبيرة جدّاً، لكنها مصممة لمسافة تقارب 400 ألف كيلومتر، وهذه المسافة تُعتبر طويلة جداً بالنسبة الى بلد مثل لبنان، لذا لا من مخاوف تثيرها السيارة الكهربائية”.

شارك المقال