عمال مياه الجنوب… بين احتجاز الرواتب واستنسابية المصارف

نور فياض
نور فياض

من قلة الموت يعيش الموظف، فهو أول المتأثرين بالأزمة الاقتصادية والأكثر تضرراً منها، وبات معاشه لا يكفيه أياماً قليلة في ظل الغلاء المعيشي وانهيار الليرة أمام الدولار. ولم يكتف بهذه المعوّقات وحسب، انما زاد همه هماً آخر، فعلى الرغم من الزودة والخدمات المقدمة له، الا أنه يعيش اليوم صراعاً مع المصارف التي تحتجز راتبه وأثرت على الخدمات التي يمكن أن يقدمها الى المواطنين وخصوصاً المياه، وهذا ما يحصل اليوم مع عمال مؤسسة مياه لبنان الجنوبي.

ممثل نقابة مستخدمي وعمال مؤسسة مياه لبنان الجنوبي حسين يوسف أكد لـ”لبنان الكبير” أن “مشكلة رواتب العمال والمستخدمين في مؤسسة مياه لبنان الجنوبي مع المصارف التجارية بدأت منذ أن ألغى مصرف لبنان عملية تزويد صندوق المؤسسة بالرواتب نقداً على سعر صيرفة، بحيث أن الراتب يتم تقاضيه نقداً من صندوق المؤسسة التي اضطرت للعودة إلى تحويل الرواتب إلى المصارف التجارية عبر مصرف لبنان كما هي العادة، لكن المشكلة ظهرت عندما بدأت الاستنسابية في التعاطي لدى المصارف، فبعضها أعطى كامل الراتب على سعر صيرفة، اما البعض الآخر فبدأ بالتقسيط كفرنسا بنك. في المقابل يقول بنك الاعتماد اللبناني (لا تغطية وعليكم القبض بالليرة اللبنانية)، في حين سوسيتيه جنرال احتجز الأموال متذرعاً بعدم وجود تغطية من المصرف”.

واعتبر يوسف أن “كل هذه الحجج ليست من شأن الموظف، والعامل يطالب في ظل هذه الأزمة الخانقة بالحصول على راتبه الذي لا يتعدى المئة دولار. من هنا كان لا بد للنقابة من أن تتحرك لأجل العمال عبر ارسال البيانات والاتصال بالجهات المختصة، وقامت بزيارة لرئيس الاتحاد العمالي العام مشكوراً الذي يسعى الى حل هذه المعضلة”، موضحاً أن “هؤلاء العمال المظلومين لا سيما عمال غب الطلب يتقاضون ٨٠ دولاراً شهرياً”.

ولفت الى أن “البلد عموماً يعاني من أزمة، لكن تأثيرها الأكبر كان على القطاع العام اذ يتقاضى الموظفون والعمال رواتبهم بالليرة اللبنانية، اما سعر صرف الدولار مقابل الليرة فوصل الى حدود خيالية والرواتب لا تزال كما هي”، مشيراً الى أن “ما حصل عليه الموظف من زودة ما هو إلا زيادة بسيطة بالمقارنة مع زيادة سعر الصرف وغلاء الأسعار الأمر الذي يصيب المؤسسات الانتاجية ذات الطابع الخدماتي في الصميم مثل مؤسسات المياه في لبنان بحيث أن فرق الصيانة لا يمكنها الغياب وعمال محطات الضخ يداومون ليلاً. كل هذه الأمور مجتمعة وضعت العامل في مواجهة مع أهالي بلدته بالنسبة الى انقطاع المياه خصوصاً في الصيف الأمر الذي يعود الى أسباب عدة منها الانقطاع الكلي للكهرباء ولخطوط الخدمات ما يؤثر على المياه.”

وناشد يوسف عبر موقع “لبنان الكبير” الجهات المانحة والجمعيات، “مساعدة عمال غب الطلب ذوي المعاشات الضئيلة الذين بات وضعهم مأساوياً”.

عامل سخرة هو: طريقة إجبار الناس على عمل يؤدونه من دون مقابل مادي لجهدهم. تعيش المصارف أزمة لا تنتهي بين يوم وضحاه وبالتالي لا تستطيع تأمين الرواتب للموظف الذي لا شأن له بتلك الأزمة. فهل سيطول الصراع بينها وبين الموظف، الذي يصبح عامل سخرة وليس متطوعاً في مؤسسات الدولة أم سيلجأ الى حضن المؤسسات الخاصة لتفرغ العامة من موظفيها؟

شارك المقال