الثوم يتفوق على البصل… والسعر على صرف الدولار!

حسين زياد منصور

بعد موضوع البصل الذي “هزّ” الشعب اللبناني بسعره المرتفع وأصبح “ترند” وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، ها هي أسعار الثوم تحلق عالياً متجاوزة أسعار البصل، الذي وصل الى حاجز 90 ألف ليرة وما فوق في بعض المحال، فيما سعر كيلو الثوم تراوح بين 120 و150 ألفاً.

أسعار الخضار عموماً “نار” وهذا أمر طبيعي لأسباب عدة منها ارتفاع كلفة الانتاج، وارتباط كل شيء بالدولار باستثناء ايجار اليد العاملة التي تحتسب على الليرة اللبنانية، وانهيار الليرة أمام الدولار الأميركي الذي وصل الى مستويات قياسية بعد تخطيه الـ 80 ألفاً.

ويلعب ارتفاع أسعار المحروقات دوراً مهماً في زيادة أسعار كل شيء، لأنها تؤثر بصورة مباشرة على كلفة النقل، ليس بالنسبة الى الخضار والفاكهة وحسب، بل المواد والسلع الغذائية كافة، من دون أن ننسى غياب الرقابة والمحاسبة، فارتباط تسعير هذه المواد بالدولار أصبح واقعاً كالبورصة، فالأسعار ليست نهائية وقابلة للتغيير بصورة دائمة كلّما ارتفع سعر صرف الدولار، الى جانب أن شهر رمضان المبارك على الأبواب فيما الطائفة المسيحية دخلت في شهر الصوم، وهذا من الأسباب التي تؤدي الى تضاعف الأسعار بحجة عدم الموازاة بين العرض والطلب.

وفي حديث لـ “لبنان الكبير” يوضح رئيس تجمع المزارعين والفلاحين إبراهيم ترشيشي أن “الثوم مستورد، و90٪ منه من الصين، لذلك سعره يتأثر بالسعر العالمي وسعر صرف الدولار في السوق السوداء، وهذه الأسعار ستبقى هكذا حتى دخول الثوم المصري الى السوق اللبنانية خلال منتصف الشهر المقبل ويكون في العادة سعره أرخص. أما الثوم المنتج في لبنان فيبدأ موسمه في العاشر من أيار ويبقى لغاية الشهر العاشر من السنة بكميات ضئيلة. ففي الوقت الذي كنا نصدر الثوم، وصل الصيني بسعر رخيص وفي حالة جيدة وتغليف رائع وباهتمام مثير، وأدى ذلك الى انتصاره على اللبناني، وبالتالي خفت زراعته لأن الكلفة أصبحت مرتفعة مقارنة مع المستورد، وهذه كارثة كبيرة بسبب تفضيل المنتج الأجنبي على الوطني”.

ويقول: “بخصوص الطاقة الشمسية، سمعنا بوجود مساعدات من الفاو وغيرها من المنظمات، ونحن نشكر هذه المبادرات وكل من سعى الى الحصول عليها، ونتمنى أن توزع كطاقة شمسية لا مقابل بدل مادي حتى يتمكن المزارعون من الافادة منها بصورة دائمة، ولتخفيف العديد من التكاليف عنهم”.

ويشير علي فاضل أحد تجار الفاكهة والخضار الى أن “سعر الثوم يحتسب وفق سعر الدولار الحالي، لذلك نجد سعره مرتفعاً نوعاً ما لأن أكثر من 85٪ منه مستورد ومن الصين تحديداً، خصوصاً أن الوقت الحاضر ليس بموسم زراعة الثوم، والانتاج الوطني عموماً لا يصمد الى هذه الأوقات بل يكون قد استخدم”.

ويلفت الى “أننا كنا نشتري طن الثوم من الصين بما يقارب 1500 دولار أميركي، ويسعر الكيلو حينها بألفي ليرة لبنانية بالجملة، اليوم لا يزال الطن بـ 1500 دولار لكن قيمته وفق سعر الصرف تغيرت بعد أن كانت مليوني ليرة لبنانية أصبحت بحدود 120 مليوناً، واليوم أصبحت الكلفة على المزارع تحتسب بالفريش دولار، إن كان ايجار الأرض أو المحروقات أو الأسمدة اللازمة والبذور”.

تجدر الاشارة الى أن البلد يعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية ومالية غير مسبوقة منذ صيف 2019، أدت الى تدهور القيمة الشرائية للمواطنين ووضع الأمن الغذائي اللبناني خصوصاً بعد العملية الروسية في أوكرانيا التي بدأت منذ عام، على الرغم من اتخاذ لبنان إجراءات ضرورية عن طريق منع تصدير المنتجات الأساسية التي تستخدم في الصناعات الغذائية.

شارك المقال