مياومو مصلحة مياه الجنوب يدقون ناقوس الانذار: وضعنا مأساوي

نور فياض
نور فياض

يعاني موظفو وعمال مؤسسة مياه لبنان الجنوبي من الضائقة الاقتصادية كسائر مؤسسات لبنان، ولكن في الآونة الأخيرة استجدت بعض الأمور التي فاقمت الأزمة وزادت من صعوبتها على الجميع، وبلغت ذروتها عند عمال غب الطلب الذين يعانون أكثر من غيرهم لأسباب عدة، ما قد يدفعهم الى التوقف عن العمل.

وفي هذا الاطار، أعلن المجلس التنفيذي لنقابة مستخدمي وعمال مؤسسة مياه لبنان الجنوبي في بيان “التوقف عن العمل وعدم الحضور الى المراكز يومي الاثنين والأربعاء بتاريخ 20/22 آذار2023، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد والصعود الصاروخي لسعر صرف الدولار والوضع المأساوي لجميع الموظفين لا سيما عمال غب الطلب، وبعد أن لامس سعر صفيحة البنزين المليوني ليرة، ومع دخول أيام الصوم المبارك وما لها من مصاريف، ولأننا لم نستطع لغاية تاريخه التوصل الى أي بوادر حلول قد تؤدي الى التخفيف من أعباء الاستمرار، وحرصاً منا على كرامة العاملين”.

وطالب المجلس “جميع الزملاء العاملين بتسمياتهم الوظيفية كافة بالالتزام التام وذلك حرصاً على مصالحهم وعلى مصلحة القطاع، وانتظار ما قد يستجد من تطورات”، مشيراً الى أنه سيجتمع نهاية الأسبوع المقبل “لتحديد ما يستجد من خطوات.”

ويؤكد ممثل نقابة مستخدمي وعمال مؤسسة مياه لبنان الجنوبي حسين يوسف لـ”لبنان الكببر” أن “عمال غب الطلب في المؤسسة وهم يشكلون الغالبية يعانون منذ بداية الأزمة، ولكن تفاقمت أزمتهم خصوصاً في شهر شباط عندما اعتبرهم مصرف لبنان ضمن القطاع الخاص وليس العام ومنع عنهم قبض رواتبهم بالدولار على سعر صيرفة، فأصبح معدل راتب العامل أقل من ٤٠ دولاراً، مع العلم أن عمال القرى لا يمكنهم الا أن يداوموا كل أيام الأسبوع، اضافة الى أنهم يوزعون المياه عبر سياراتهم الخاصة في البلدة نفسها أو البلدات المجاورة، وأحيانا يوزعون المياه أكثر من مرة في اليوم على هذه المناطق، ما يترتب عليهم عبء آخر وهو البنزين، وبات راتبهم لا يكفي حتى لبضعة أيام”.

ويشير يوسف الى أن “عمال الصيانة يعانون من الموضوع نفسه، ولا ننسى عمال المحطات الذين لا يمكنهم التوقف أبداً عن الضخ، وكل هذه الأمور اجتمعت لتدق ناقوس الانذار، إذ أن العمال سيمتنعون قسراً عن العمل لعدم استطاعتهم الوصول إلى مراكز عملهم بسبب ارتفاع الدولار الذي بلغ حدوداً غير مسبوقة.”

ويوضح أن “الدولة منذ بداية الأزمة تقترح حلولاً جزئية ومرحلية، وكل الحوافز التي أقرتها تآكلت بفعل ارتفاع سعر الصرف وضعف القدرة الشرائية، وما زاد الطين بلة أن الزيادة الموعود بها القطاع الخاص أي عمال غب الطلب تأخرت بسبب تأخر الحكومة في توقيع المراسيم، اضافة الى إيقاف صيرفة”، لافتاً الى أن “ادارة المؤسسة بشخص رئيس مجلس الادارة – المدير العام الدكتور وسيم ضاهر قامت مشكورة بإرسال كتاب إلى مصرف لبنان تطلب فيه اعتبار عمال غب الطلب جزءاً من القطاع العام وأن يتقاضوا رواتبهم على منصة صيرفة. كما تابع الموضوع أيضاً رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر مشكوراً ولكن من دون جدوى، اذ أنه عندما صدرت مراسيم الزيادات السابقة والتي جاء في مضمونها (أن المؤسسات التي لا تملك السيولة اللازمة لسداد تلك الزودة عليها أن ترسل إلى وزارة المالية طلب مساعدة)، فوراً أرسلت المؤسسة الطلب الى وزارة المالية عبر سلطة الوصاية المتمثلة بوزارة الطاقة، ومن ثم أرسل وزير الطاقة والمياه طلب المساعدة إلى وزارة المالية منذ ١١تشرين الثاني ٢٠٢٢ وذلك من أجل دفع الحوافز لعمال غب الطلب ولكن لم تصل المساعدة لغاية اليوم.”

بسبب هذه المعوقات، يقول يوسف: “بناء على كل هذه المعطيات ونظراً الى الظلم الكبير الحاصل بحق عمالنا، ولأننا لا يمكن أن نلجأ إلى السلبية المطلقة بخصوص الاضراب الذي سيؤذي أهلنا في الجنوب بالدرجة الأولى، قرر المجلس التنفيذي للنقابة تنفيذ اضراب تحذيري ليومين في٢٠ و٢٢ آذار الجاري علّ صرختنا تصل الى مسامع المسؤولين وكل من يعنيه الأمر ومن يعتبر نفسه حريصاً على الجنوب والجنوبيين أن يساعد في ما خص هذا الموضوع لأن الوضع وبالتحديد وضع عمال غب الطلب أصبح مأساوياً”.

الكل يجمع على مقولة ان الدولار هو المادة الأساسية لكل شيء وسبب كل مشكلة، فهو يعوق بغيابه وييسّر بتوافره، ولكنه اليوم شلّ ويشلّ كل المؤسسات ولا سيطرة أو رقابة عليه ولا امكان لتثبيته، وأمام هذا الواقع، أصبح العمال في وضع يرثى له، والمؤسسات فارغة منهم والبلد الى الهاوية أكثر فأكثر، فهل من وسيلة لانقاذه والتفات الساسة الى مشكلاته، أم أننا سنبقى نستمع الى الأحاديث الشعبوية التي تفتقد الحلول، وننتظر المعجزة الالهية؟

شارك المقال