انتشار قوارير “سورية” غير صالحة للاستخدام… لا أزمة غاز في لبنان

عمر عبدالباقي

عادت قضية قوارير الغاز إلى الواجهة مجدداً، بعد نداء نقابة قطاع الغاز الى وزارة الطاقة لتجديد قرار استبدال القوارير المهترئة، الذي نفذ في العام 2015 لمدة خمس سنوات، وبدأ تسليم القوارير الجديدة في بداية العام 2016، بحيث وزعت مليون و800 ألف قارورة غاز. وأشارت النقابة الى أن هناك نسبة ملحوظة من القوارير غير الصالحة للاستخدام في الأسواق اللبنانية، والتي تشكل خطراً على سلامة المواطنين.

وشدد أمين السر والاعلام في نقابة موزعي الغاز جان حاتم، على ضرورة الانتباه إلى قوارير الغاز ذات اللون “الأزرق الغامق” والتي تحمل عبارة “صنع في سوريا”، لأنها غير مطابقة للمواصفات القياسية، وهنا ينبغي من المواطنين التأكد من صلاحية القارورة التي تشكل قنبلة موقوتة.

زينون: خطرة ويجب تلفها

رئيس نقابة العاملين والموزعين في قطاع الغاز فريد زينون أكد لموقع “لبنان الكبير” أن “أي ابلاغ من وزارة الطاقة بشأن تبديل قوارير الغاز لم يصلنا حتى الآن، ونحن في انتظار اتخاذ هذا القرار الذي يتطلب أن يعقد الوزير اجتماعاً لمناقشة هذا الموضوع والعمل على تنفيذه”، آملاً “أن يستمر الوزير في قرار تبديل القوارير المتهالكة”. وأوضح “أننا أكدنا للوزير سابقاً أهمية السلامة العامة وحماية المواطنين في منازلهم ومؤسساتهم مثل المستشفيات والمطاعم وغيرها، خصوصاً مع وجود عدد كبير من النازحين السوريين في لبنان، الذين دخلوا الأراضي اللبنانية مصطحبين معهم حوالي مليون ونصف المليون قارورة غاز، يستخدمونها ويعبئونها من الشركات في الداخل، ومن ثم تدور على الأراضي اللبنانية. طبعاً هذه القوارير منها غير صالحة للاستخدام وتشكل مخاطر”.

أضاف زينون: “اذا أردنا حالياً أن نبحث ضمن مناطق بيروت، فحوالي 70٪ من هذه المناطق تحتوي على قوارير غاز جديدة. وعلى العكس من ذلك في مناطق الشمال والجنوب والقرى عموماً، تجد قوارير عمرها 30 عاماً مهترئة، وتشكل خطراً على حياة المواطنين، وهي بحاجة إلى التلف. وطبعاً نحن ندرك تماماً هذه المخاطر، بناءً على ما نراه من خلال الموزعين المنتشرين في جميع أنحاء لبنان والشركات التي تتعامل مع القوارير المتهالكة، ولهذا السبب نعود ونناشد وزير الطاقة تنفيذ هذا القرار”.

لا مشكلة في استيراد الغاز حالياً

وعن الأوضاع الأمنية في المنطقة وخصوصاً في البحر الأحمر وتأثير ذلك على وصول الغاز الى الأراضي اللبنانية، قال زينون: “نحن نستورد غاز البوتان من اليونان، لذا، ليست هناك مشكلة في مسألة الاستيراد حالياً، ولن يكون للمشكلات التي تحدث في البحر الاحمر تأثير فعلي على لبنان، ولكن قد تشهد رسوم التأمين على الشحن البحري ارتفاعاً في المستقبل. وفي الوقت الحالي، لا نواجه أزمة غاز في لبنان. ومع ذلك، في حال تحوّلت هذه التهديدات الأمنية إلى حرب شاملة في المنطقة، فمن المحتمل أن نتأثر ونواجه أزمة في الحصول على الغاز، وذلك بسبب تعذر وصول سفن الغاز المستوردة الى الشواطئ اللبنانية. ونحن كنقابة ندعو دائماً جميع المواطنين الى الحفاظ على قوارير الغاز الخاصة بهم ممتلئة قدر الامكان، لأننا لا نعرف متى يمكن أن تتغير الأمور أمنياً، فالاحتياطات الوقائية ضرورية دائماً، ونحن نوجه نداء الى جميع المواطنين للتحلي باليقظة واتخاذ الاجراءات الواجبة خصوصاً مع وجود عدد كبير من اللاجئين السوريين في لبنان”.

متى نتخلص من جرّة الغاز؟

تتوافر في بعض الدول العربية، مثل مصر، شبكات غاز طبيعي تمتد تحت الأرض بصورة موثوقة وفقاً للمواصفات القياسية. تستخدم هذه الشبكات أنابيب HDPE المتينة، ما يجعلها تشبه بنية التوزيع الأخرى مثل الكهرباء والمياه. وفي دول الخليج، تنتشر الأسطوانات المنزلية للغاز، مثل البروبان والبيوتان، على نطاق واسع في المنازل والشقق، أما المجمعات الكبيرة مثل القصور والمولات والمطاعم، فتستخدم فيها خزانات الغاز التي تتم تعبئتها بانتظام من شركات الغاز المحلية.

هل يمكن أن يحقق لبنان يوماً تغييراً في طريقة استخدام الغاز مع حل مشكلات القوارير وتوزيعها والقلق من جودتها؟ اعتبر زينون أن “هذا الموضوع صعب جداً تنفيذه في لبنان، فالأمر ببساطة بحاجة الى وزارة تخطيط متخصصة بهذا الموضوع. وإن كان للبنان يوماً ما نصيب من النفط وتخطيط ووزارة فمن الممكن أن ننفذ هذا المشروع، ولكنه حالياً بعيد ولا نستطيع الاستغناء عن قارورة الغاز”.

شارك المقال