طبقة علوية مشبوهة للصغار… معلومات جديدة عن صالون “التيكتوكر” المغتصب

فاطمة البسام

قبل أيام انتشر خبر مقتل الـ “Tiktoker” العراقية المعروفة باسم “أم فهد” في بغداد، رمياً بالرصاص، الأمر الذي رافقته موجة من التساؤلات والغضب في صفوف الناشطين على منصة “تيك توك”، لينتشر بعدها خبر العثور على قاصر مقتولاً في مصر تم التمثيل بجثته، وتبين فيما بعد أن المرتكب قاصر أيضاً قام بتصوير فعلته بهدف التجارة بالأعضاء، ويستدرج ضحاياه عبر “تيك توك”.

أمّا الخبر الذي ضجّت به وسائل الاعلام اللبنانية يوم أمس، فهو توقيف عصابة من مشاهير المنصة المذكورة بتهم عدّة، أبرزها الاعتداء على قاصرين وإجبارهم على تناول المخدرات. وأشار مصدر أمني معني بالقضيّة لموقع “لبنان الكبير”، إلى أنّ “هناك عصابةً كبيرةً تضمّ العديد من الأشخاص، تنشط في مجال التّعرّف على الأطفال والتودّد إليهم، قبل استدراجهم والإيقاع بهم”، لافتاً إلى أنّ “مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية يجري تحقيقات مكثّفة بإشراف القضاء المختص، وحتّى الآن جرى توقيف سبعة أشخاص توافرت معطيات عن تورّطهم في هذه الأفعال، بعد أن ادعى عليهم أهالي 8 قاصرين اعتدي عليهم”.

وأوضح المصدر أنّ “مكتب جرائم المعلوماتية بدأ بتعقّب حسابات على تطبيق تيك توك تحوم حولها شبهات، وتبيّن أنّ أصحابها يستخدمون أسماء وهميّة، وأنّ أفراد العصابة يتقاسمون الأدوار”، مبيّناً أنّ “نحو عشرة أشخاص بينهم قاصرون، يتولّون مهمّة التّعرّف على الأطفال من متابعي هذا التّطبيق، ويستدرجونهم ويعملون على تسليمهم الى آخرين من أجل الاعتداء عليهم جنسيّاً، وتوريطهم في تعاطي المخدرات وتشجيعهم على الإدمان عليها”.

وأكّد المصدر أنّ “التّحقيق حدّد حتّى الآن أكثر من 20 شخصاً، بينهم سبعة موقوفين أحدهم مزيّن شعر معروف، لكنّ توقيفهم لا يزال على ذمّة التّحقيق بموجب الشّبهات المتوافرة حولهم، ولم توجَّه إليهم اتهامات قضائيّة بانتظار ختم المحاضر الأوّليّة وإحالتها على النّيابة العامّة”، نافياً ما جرى تداوله في بعض وسائل الاعلام حول تورط رجل أعمال اماراتي في تمويل هذه العصابة من أجل القيام بأفعال غير أخلاقية.

أمّا مصفف الشعر “ج.م”، المشهور بعبارة “حبيبي تشرب شي”، فموقوف حتى الآن على ذمّة التحقيق، وهو يمتلك صالوناً رجالياً مؤلفاً من عدّة طوابق في محلّة الدكوانة، وبحسب التحقيقات الأولية يعتقد أنه من يدير الشبكة.

وأصبح “ج.م” معروفاً بفضل الفيديوهات التي كان ينشرها على المنصات، وهي عبارة عن تسريحات خارجة عن المألوف لاقت رواجاً بين الأطفال والمراهقين ليقصدوا محلّه بهدف الحصول على تسريحة شعر والتقاط صورة معه.

مصدر كان يقصد محل الحلاقة قبل سنوات، قال لموقع “لبنان الكبير”: “ان الموظفين لديه في السابق كانوا صغاراً في السن، معظمهم من السوريين، أمّا الطابق العلوي الذي كان يحتوي على مواد وبضاعة للمحل، فحوله العديد من علامات الاستفهام، اذ كان يسمع منه بعض الأصوات التي تدل على حدوث شيء مريب”، بحسب المصدر.

مصدر آخر كان يعمل لدى “ج.م”، أشار لموقع “لبنان الكبير”، إلى أنه ترك الصالون بسبب خلاف مالي حصل بينهما، إلاّ أنه لم يلحظ علامات شاذة في سلوكياته، وصُدم عندما علِم بالخبر، قائلاً: “اللي بدو يعمل هيك ما بيفضح حالو”.

وحاول موقع “لبنان الكبير” التواصل مع بعض الأهالي للحديث عن القضية، الا أنهم رفضوا الادلاء بأي حديث أو تصريح بناء على توجيهات القضاء.

لماذا أصبحت المنصة الصينية مورداً خصباً؟ ببساطة، لأن “التيكتوكر” قد يحصل في جولة خمس دقائق من البث المباشر، على مبلغ 10 آلاف دولار، عبر التفاعل معه من جهات داعمة، فيما يخصص “تيك توك” تقنية الدعم المالي، عبر أيقونات ترسل الى “التيكتوكر” خلال فيديو البث المباشر مثل “الخرزة الزرقاء”، “هدية القلب”، “الباندا”، “الميكروفون”، “لوليبوب”، “كود نايت”، “هدية المرح”… وغيرها. ولكل أيقونة تسعيرة، ويبدأ بعضها بدولار واحد، وينتهي البعض الآخر بـ300 دولار. ولعلّ أهم تلك الأيقونات وأغلاها سعراً في لبنان هي أيقونة “الأسد”، التي تساوي قرابة 300 دولار، علماً أن تسعيرتها تختلف من بلد إلى آخر.

وفي ضوء شيوع الخبر، انتشرت أسماء عديدة من مصادر غير رسمية، يرجح أنها على علاقة بالقضية، واللافت في الموضوع، أن حسابات المتورطين والموقوفين لم تغلق حتى الآن، فيما سارع البعض إلى تبرئة ساحته قبل أن تطاله “طراطيش” من القضية.

أمّا السؤال الأهم: هل أصبحت هذه المنصة تشكّل خطراً حقيقياً على روّادها؟

شارك المقال