خاص

مفاوضات الحسم بين مجموعات الانتفاضة في 3 دوائر

ينطلق المعطى الأساس الذي يمكن تأكيده في سرد واقع التحالفات الانتخابية بين القوى والأحزاب الناشئة في مرحلة ما بعد انتفاضة 17 تشرين، من التعدد في الأشكال والمقاربات التي تتّخذها المجموعات التي منها من يتجه الى خوض الاستحقاق على لوائح واحدة في مقابل انقسامات ظاهرية في دوائر أخرى. وبمعنى أوضح، فإن الحيرة مسيطرة على الوضع الانتخابي الخاص بهذه القوى المحسوبة على الخط التغييري والعمل جار بالمفرّق، على الرغم من التعبير عن بعض من إيجابيات حيال القدرة على التوصل إلى لوائح موحدة خلال الساعات الأخيرة السابقة لإقفال باب تشكيل اللوائح. وعلم “لبنان الكبير” أن المفاوضات مستمرة في أكثر من دائرة لتوحيد العدد الأكبر من المجموعات في عدد من الدوائر الأساسية التي يعوّل على إمكان التوصل الى خروق فيها، علماً أن مصادر مواكبة عن كثب للمشاورات الانتخابية بين القوى الناشئة تستقرئ الاتجاه نحو تعددية في اللوائح على اختلاف الدوائر، باعتبار أن ثمة أسماء مستقلة تعتزم تشكيل لوائح خاصة بها من خارج لعبة المجموعات المنتفضة. كما أن ثمة مجموعات فردية تعمل على تشكيل لوائحها لاجراء استفتاء مرتبط بوضعها الخاص.

وتلفت المصادر إلى أن تشكيل لوائح مستقلة أو ملغومة أو خاصة بمجموعة معينة وحدها لا يشكل بذاته عائقاً أمام لائحة الانتفاضة، بقدر ما يتمثل العنصر المطلوب في توحيد النسبة الأكبر من المجموعات في لائحة واحدة، حيث المشاورات مستمرة على وجه الخصوص في دائرتي “بيروت الثانية” و”جبل لبنان الرابعة” (الشوف – عاليه) لخوض الانتخابات عبر لائحة واحدة بين غالبية أجنحة المجموعات الأساسية، بما يجعل اللوائح الأخرى غير جدية. وعُلم أن المفاوضات حقّقت بعض التقدم الملحوظ في الشوف وعاليه في الساعات الماضية بين حزب “تقدّم” الناشئ وتنظيم “لحقي” لجهة إمكان خوض الانتخابات على لائحة واحدة، بما يشمل الاتفاق على عدد من الأسماء وانتظار أن تلوح بوادر الاتفاق على الأسماء غير المحسومة حتى الساعة؛ أو الافتراق بينهما في حال لم تصل المشاورات الى خواتيم جيدة.

وعلم أن المعطى الايجابي تمثل في التوصّل إلى الاتفاق على ترشيح كلّ من نجاة صليبا وغادة عيد عن مقعدين مارونيين في الشوف بانتظار التوافق على اسم المرشح عن المقعد الماروني الثالث، بعدما كان التشاور على الأسماء المارونية هو ما يشكّل محلّ تباين بين المجموعات. أما الأسماء السنية المرشحة عن مقعدي اقليم الخروب، فهي التي تشكل محل تحدٍّ أساس أمام قوى الانتفاضة والمجموعات الناشطة في المنطقة، باعتبار أن ثمة كثافة في عدد المرشحين الذين يستمرون في خوض الاستحقاق بانتظار ما يمكن أن ينتج عن مشاورات الساعات الأخيرة. أما مقاعد عاليه فبات الاتفاق شبه نهائي حولها، علماً أنها لم تكن قد شكّلت تحديات أو تناقضات بين المجموعات.

أما في دائرة “بيروت الثانية” فالأوضاع معقدة بشكل أكبر لناحية كثرة اللوائح وارتفاع أعداد المرشحين، مع إمكان وصول عدد اللوائح المحسوبة على المجتمع المدني والوجوه المعارضة إلى 4 لوائح، إذا ما تم احتساب لائحة النائب فؤاد مخزومي معها والتي تضم بدورها أسماء محسوبة على المجتمع المدني. كما أن القدرة على حصر أعداد المرشحين غير ممكنة على صعيد الدائرة خلافاً لدائرة الشوف وعاليه حيث الأعداد أقل وقابلية الانسحاب أكبر. وتزداد الأوضاع تعقيداً بشكل أكبر في دائرة “جبل لبنان الثانية” (المتن الشمالي) حيث تبدو احتمالية توحيد المجموعات غير قابلة للتحقّق مع بروز مجموعات عدّة تعمل على تشكيل لوائح خاصة ومنها مجموعة “مواطنون ومواطنات في دولة” التي تريد أن تعمل على استفتاء خاص بها. وعلم أن المفاوضات بين نسبة كبيرة من المجموعات المدنية والشخصيات المستقلة لم تصل إلى نتيجة في دائرة المتن، بما يؤكد الاتجاه إلى تشكيل لوائح متفرقة.

زر الذهاب إلى الأعلى