باسيل يعجّل بتطهير “التيار” من عون… ابن الأخت لا يرث الجنرال

آية المصري
آية المصري

أصبحت الخلافات داخل “التيار الوطني الحرّ” التي تطفو الى السطح في كل مرحلة كقصة ابريق الزيت، طالما أن رئيسه جبران باسيل، عاشق ولهان لأي كرسي أو منصب يعرض عليه، ويُنصب نفسه الوريث الوحيد و”الشرعي” للرئيس السابق ميشال عون، رافضاً أي وريث آخر في العائلة سواه، وأكثر ما يقلقه “ارث” رئاسة الجمهورية والتيار، فما يحق له لا يحق لغيره، هكذا كانت الرواية منذ البداية وهكذا ستبقى طالما أن باسيل هو الحاكم بأمر “التيار”، ومن يخالف رأيه اما يتعرّض للتأديب أو تُسطر بحقه محاضر طرد تعسفي بعد تحوّيله الى هيئة تحكيمية تندرج تحت اسم “مجلس الحكماء” ومؤلفة من كوادر من “التيار” تحقق مع النائب الذي يحوّل اليها وتستجوبه وبعدها تصدر بحقة قراراً يوّقع عليه جبران.

وبعدما ظهرت الى العلن قضية طرد نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب من “التيار” نتيجة جملة من الخلافات المتراكمة، لاحت منذ فترة معطيات تؤكد طرد النائب آلان عون أيضاً، لكن الأخير لا يشبه غيره خصوصاً أنه من النواب المتحضرين الذين يتقبلون الرأي الآخر ويتمتع بمسيرة نضالية كبيرة في “التيار”، لكن رأيه المخالف هو ما أزعج “الصهر” باسيل، مع العلم أن خال آلان عون هو ميشال عون، وهذا يعني أن هذه القرابة يجب أن تمنع تطييره من “التيار”، ولكن من ينسى النائب السابق شامل روكز صهر عون السابق، الذي لم يصدق ساعة خروجه من تكتل “لبنان القوي”، لأنه لم ينتسب يوماً الى التيار البرتقالي؟

المؤكد وبحسب معلومات “لبنان الكبير” من مصادر في “التيار” أن “الخلاف بين آلان عون والتيار واقع، لكن أي قرار رسمي بطرده علناً لم يصدر بعد، وهذا القرار يحتاج الى توقيع من جبران الذي لم يفعل ذلك حتى اللحظة، مع العلم أنه جرت احالة آلان على هيئة الحكماء منذ ما يقارب الشهرين نتيجة جملة من الأسباب سنكشفها في ما يأتي، لكنه رفض يومها المثول أمامها”.

لماذا جرت إحالة آلان عون على “مجلس الحكماء”؟

مصادر من “التيار” كشفت لـ”لبنان الكبير” أن “المشكلة الأساسية وراء هذا الانزعاج هي جملة من مواقف آلان المغايرة للتيار وعدم التزامه بمواقفه، وظهوره في مقابلة بودكاست عبر قناة الـ mtv في 9 تشرين الثاني عام 2023، وهذه القناة يقاطعها التيار بعد المشكلة التي حدثت في برنامج صار الوقت في 3 تشرين الثاني عام 2022، أثناء حضور نائب عن التيار شربل مارون، والتي على أساسها قاطعوا القناة، مع العلم أن الياس بو صعب عاد وظهر في البرنامج عينه خلال شهر شباط الماضي”.

أضافت المصادر: “اما المشكلة الثانية، فهي عندما سُئل آلان في احدى المقابلات عن موقفه من طرد بعض الشخصيات القديمة والمناضلين في التيار ومن بينهم زياد أسود وحكمت ديب، وقال حينها انه لا يقبل بقرارات كهذه ولو كان قادراً لما اتخذ هذا القرار، وبذلك يكون أعطى رأيه بطريقة سلبية عن الطرد التعسفي بحق المناضلين في التيار”.

وبالنسبة الى المشكلة الثالثة، أشارت المصادر الى أنها “مرتبطة بجلسة 14 حزيران الشهيرة، بعدما إتهم التيار آلان بالتغريد خارج السرّب من خلال تصويته لمرشح الثنائي الشيعي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بحيث لم يلتزم بقرار التيار ولم يصوّت لصالح التقاطع الذي حصل بينه وبين المعارضة حول الوزير السابق جهاد أزعور. اما انزعاج التيار من كلام آلان خلال جلسة الموازنة 2024 عندما أعرب عن اشتياقه الى الرئيس سعد الحريري، فهذه الرسالة لم يجرِ التطرق اليها علناً في التيار لكنها أزعجتهم قليلاً”.

اذاً، الأنظار تتجه الى ما بعد القرار الرسمي الذي سيصدر عن جبران ومن سيكون التالي الذي سيُطرد من “التيار”، وبحسب المصادر نفسها فان التاليين على القائمة سيكونان من حصة كسروان والمتن أي النائبان سيمون أبي رميا وابراهيم كنعان، و”التيار” يبحث اليوم في “التخريجة” اللازمة لطرد أبي رميا أولاً.

وبالتالي كما هو واضح، فان “التيار” بات يقوم على شخصيتين ترضيان باسيل وتنفذان أوامره، ولديه حساسية مفرطة تجاه جماعة “الطاقة” أي النائبة ندى البستاني والنائب سيزار أبي خليل الحاضران في كل اللقاءات والاجتماعات، مع العلم أنه همّش الجميع وجعل كل نائب متموضعاً في “التيار” كما يريد، فغسان عطا الله متخصص في العلاقة مع حركة “امل” وتحديداً الرئيس نبيه بري، والنائب جورج عطا الله متخصص في الشؤون مع “القوات” ووثيقة بكركي، والبقية “كمالة عدد” في الصورة و”لزوم” نصاب أي جلسة نيابية، ما يؤكد أن باسيل خائف على حلمه المستقبلي ويريد عزل كل من يشكل خطراً عليه وعلى “ارثه” فيما بعد، فكيف اذا كان ابن أخت الرئيس؟

شارك المقال