الكحالة تودع بجاني غداً… والتحقيقات انطلقت

لبنان الكبير

بعد إنقلاب شاحنة عند منعطفات بلدة الكحالة محملة بعتاد عسكري تابعة لحزب الله قامت قوة من الجيش اللبناني عند الساعة الرابعة فجراً برفع الشاحنة وفتح الطريق بالاتجاهين وقامت بمتابعة الوضع واتخاذ التدابير الامنية المناسبة.

اما الهدوء الحذر فسيطر على أجواء الكحالة طيلة النهار على عكس منطقة الغبيري التي شيّعت اليوم عنصر حزب الله الذي سقط نتيجة هذه الاشتباكات أحمد قصّاص، وحضر التشييع حشد كبير من منصاري الحزب، فيما سيشيع غداً فادي بجاني في منطقته “الكحالة”.

ويذكر أن بجاني وبحسب رواية أهالي المنطقة تقدَّم مع مجموعة منهم لانقاذ السائق لحظة انقلاب الشاحنة لكنهم تعرضوا لاطلاق نار كثيف من قبل عناصر تابعة لحزب الله كانت مولجة بتأمين الشاحنة المحملة بالأسلحة ما أدى إلى إصابته إصابة قاتلة في رقبته.

وكان قد صدر عن أهالي بلدة الكحالة وعائلة الشهيد فادي بجاني البيان التالي: “بعد المصاب الجلل الذي ألمّ ببلدتنا العزيزة ووطننا الحبيب لبنان، يُعلن أبناء الكحالة، وعائلة الشهيد فادي بجاني ان وداع الشهيد فادي، تم تحديده نهار الجمعة 11/08/”2023، طالبين من القوى الأمنية “تحويل السير عن الطريق العام و السماح فقط للمشاركين في التشييع بالوصول الى البلد”.

وفي المقابل، بدأ مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي التحقيق في حادثة الكحالة، وقد تبين بحسب تقرير الطبيب الشرعي أنّ فادي بجاني قضى بثلاث طلقات وأحمد علي قصاص قضى بسبع طلقات.

وكشفت التحقيقات الأولية التي ارتكزت على كاميرات المراقبة، عن أن الشاحنة انقلبت بحادث عرضي، وسيحدد عقيقي الجهة المخولة في متابعة التحقيق لاحقاً على ضوء النتيجة، في حين لم يتم تحديد هوية من بدأ بإطلاق النار حتى اللحظة.

وعُلم أن فصيلة بعبدا في قوى الامن الداخلي التي باشرت تحقيقاتها منذ ليل الاربعاء في حادثة الكحالة قامت بجمع الادلة والكشف على مسرح الجريمة.

كما وأحيل المحضر الى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني بناء على اشارة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية لاستكمال التحقيقات.

واثر ذلك، عقد حزب الكتائب اللبنانية اجتماعا استثنائيا للمكتب السياسي في قسم الكحالة في إقليم عاليه الكتائبي، تلاه مؤتمر صحافي لرئيس الحزب النائب سامي الجميل أكد فيه “تأييد أي قرار يراه أهالي الكحالة مناسبا”.

ورأى الجميل أن “لبنان في موقع خطير، مشددا على أنه لا يمكننا أن نكمل هكذا فقد وصلنا الى نقطة اللاعودة”، داعيا إلى “تغيير جذري ووعي من قبل من يأخذ البلد إلى المجهول وإلا فإن البلد ذاهب إلى أماكن خطيرة نعرف إلى أين أوصلتنا في السابق”.

ودعا “الجيش وقيادته إلى أن يعرفا أن الأسلوب بالتعاطي من قبل حزب الله وميليشياته سيوصل البلد الى أماكن خطيرة”، مشددا على أنه “إذا لم يتحمل الجيش مسؤوليته بحماية اللبنانيين ووضع حد للتجاوزات سيكون هو أيضا شاهد زور على ما يمكن أن يصل إليه البلد”.

وأكد الجميل أنه “لا يمكن للجيش أن يحمي أو يتستر على نقل السلاح والذخائر والمسلحين وعلى التهديد الذي يتعرض له اللبنانيون يوميا”، معتبراً “أننا لسنا مستعدين للتعايش مع ميليشيا مسلحة في لبنان، وندعو المعارضة إلى الى الانتقال من الاسلوب التقليدي بالعمل السياسي الى موقع آخر وجودي كياني أساسي فلبنان مطلوب منه أن يأخذ قرارات استثنائية وإلا لن نكون على قدر المسؤولية”.

ووصف النائب نديم الجميّل عبر حسابه على منصة “اكس” بيان الجيش اللبناني “بغير المقبول واقل ما يقال عنه انه يستخف ويسخّف ما حصل في الكحالة، فالبيان تناسى سهوة او عمداً تسمية الجهة التي كانت تنقل الذخائر، ووجهتها”، معتبراً أن “الاهم، لم يوضح الجيش عما اذا اصبحت الحمولة في احد المراكز العسكرية التابعة له ام قام بتسليمها لاحد المراكز العسكرية التابعة للميليشيا”.

وأضاف الجميل: “على الجيش اللبناني تحمل مسؤولياته كاملةً او التخلي عنها… لبنان ليس جاهزاً لتحمل مرة جديدة ثمن تخاذل الجيش”.

الى ذلك، اعتبرت لجنة الإعلام والتواصل في”التيار الوطني الحر”، أن “ما حصل عند كوع بلدة الكحالة جرس إنذار للخطر المحدق بدولة تتحلّل ومجتمع يتشنّج”.

وأضافت في بيان: “رحم الله” أبو يوسف “فادي بجاني وكلّ ضحية سقطت نتيجة قصور من حزب الله أو القوى الأمنية ومحاولة استغلال من المزايدين من سياسيين واعلاميين”.

وقالت: “إنّنا إذ نعزّي أهل الشهيد بجاني وعموم أهالي الكحالة الحبيبة نعلن تضامننا معهم، ونعتبر الدولة بأجهزتها الأمنية والقضائية مسؤولة عن ضبط الوضع وإجراء التحقيقات وكشف الحقيقة وأسباب التأخر في معالجة ذيول الحادثة ومحاكمة أي مرتكب ومقصّر”.

وفي المقابل، اصدرت كتلة الوفاء للمقاومة بيانا جاء فيه: “تدين الكتلة بشدّة التوتير المبرمج والظهور الميليشاوي المسلح الذي شهدته بلدة الكحالة يوم أمس عقب انقلاب شاحنة عند أحد منعطفاتها، وتعرض أفرادها للاعتداء في محاولة للسيطرة عليها وإطلاق النار الموجّه الذي أدّى إلى استشهاد أحد الإخوة، وإعاقة تدخّل الجيش اللبناني ومحاولة منعه من ضبط الاستفزاز”.

ورأت الكتلة أنّ “ذلك هو نتاج التحريض والتعبئة الغبيّة والحاقدة التي تشكّل مادّة فتنويّة يعمد إلى توظيفها قاصرو النظر أو المتورطون في المشاريع المعادية لمصالح لبنان واللبنانيين”، معتبرةً ان “هذا التوتير وما نجم عنه هو بعهدة التحقيقات الجارية لتأكيد الوقائع وكشف المتورطين والمحرضين وسوقهم الى العدالة”.

وتوجهت الكتلة بأحرّ التعازي والتبريكات لذوي الشهيد المغدور المجاهد أحمد علي قصاص المتميّز برباطة جأشه ومناقبيّته وشجاعته، راجيةً له من الله عظيم الأجر والثواب وعلو الدرجات في جنان الخلد والنعيم الدائم ولأهله جميل الصبر والسلوان.

ومن جهته، رأى رئيس بلدية الكحالة جان بجاني أن لبنان وشبابه يدفعان غاليا بسبب السلاح المتفلّت وغياب الدولة”، مشداً على أنه “لا يجوز نقل الاسلحة بهذه الطريقة”.

واعتبر بجاني أنه “إذا رافقت الاجهزة الامنية شحنات نقل الاسلحة مشكلة، أو تُنقل هذه الشاحنات من دون أجهزة أمنية مشكلة أكبر”، لافتاً إلى أنه “يجب على الاجهزة الامنية منع أي اشتباك ممكن أن يقع”.

وكان مختار الكحالة عبدو أبي خليل قد أكد أنّ “ما حصل في الأمس يحمّل المسؤولية أولًا لحزب الله كما للدولة التي تكون آخر الحاضرين فلم نرَ أي قاضي تحقيق انما انتشار عناصر لحماية الشاحنة”.

وأصدر المجلس التنفيذي للرابطة المارونية البيان آلاتي: “إن المجلس التنفيذي للرابطة المارونية يستهول ويستنكر شديد الاستنكار، ما حصل في بلدة الكحّالة ليل الأربعاء التاسع من آب 2023 جراء انقلاب شاحنة عائدة لـ”حزب الله” بحمولتها العسكرية، ووقوع شهيد من أبناء البلدة هو فادي بجاني برصاص العناصر المرافقة للشاحنة، ومن قبل مقتل المسؤول السابق في ” القوات اللبنانية” في بلدة “عين ابل” الجنوبية الياس الحصروني”.

وأشار البيان الى أن “يرى في ذلك اشارات لاستدراج البلاد الى فتنة تماثل ممهداتها ما حصل في أواخر ستينيات القرن المنصرم ومطالع سبعينياته، والذي أوصل البلاد إلى حرب طالت خمسة عشرة عاما، وأطلِقت عليها توصيفات شتى، لكنها كانت حربا مدمّرة دفَع لبنان وشعبه أثمانا غالية لها على جميع الصعد. وإن التصرف الاستفزازي من الذين كانوا يواكبون الشاحنة والذي شابه التوتر، دلّ أن ثمة من لا يقيم وزنا لسيادة الدولة وكرامة الناس، ويعتبر أن له الحق في تجاوز سلطة الدولة وترهيب الناس، ونقل الأسلحة والذخائر على عينك يا دولة، من دون أن تتجاسر الأخيرة بأجهزتها كافة على القيام بواجباتها”.

وعبّر لقاء “مستقلون من أجل لبنان” في بيان، عن أسفه الشديد “لما حصل في الكحالة ما أدى الى سقوط قتيلين”، ودعا “كل الأطراف الى التهدئة وضبط النفس تاركين للجيش اللبناني والقضاء المختص متابعة التحقيقات واتخاذ القرارات المناسبة”.

وشكر اللقاء “الجيش اللبناني على الدور الذي قام به لضبط الوضع ومنع فتنة طائفية لا تحمد عقباها، منوها بقيادته الحكيمة”، داعيا “جميع اللبنانيين الى الالتفاف حول المؤسسة العسكرية التي تشكل الضمانة والأمل لقيامة لبنان”.

شارك المقال