أحيا حزب “القوات اللبنانية” ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية خلال قداس حمل عنوان “لتبقى لنا الحرية”، في باحة المقر العام للحزب في معراب، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بالنائب العام على أبرشية جونية المارونية المطران أنطوان نبيل العنداري.
وألقى رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع كلمة استهلها بالقول: “جبناء هم والليل عباءة إجرامهم، والنهار ايضا، جبناء هم كخفافيش الليل تسللوا الى بلدة مسالمة هانئة ليزرعوا الموت بهدف زرع الخوف. حصدوا الدم، لكن، وطالما في عروقنا دم، لن يحصدوا إلا مقاومة مقاومة مقاومة”.
وأشار جعجع الى أن “حادثة قتل الياس الحصروني، مؤشر للحوار الذي يبشر به محور الممانعة منذ أشهر، وتبين ان هذه الجريمة منظمة، فمثلا: كل من السيارات الأربعة المشاركة اتت من بلدة مختلفة من: عيتا الجبل، بنت جبيل، حانين وبرعشيت. والمستغرب ان كل هذا جرى فيما “حزب الله” “ما معو خبر شيء”. توقفنا عند كل هذه التفاصيل لأن الحقيقة العارية فقط تنقل الفكرة الأوضح عن الفريق الآخر”.
وشدد على انه “هذا هو محور الممانعة والمقاومة تماما، وهذا مثال الدفاع عن اللبنانيين الذي يتغنون بها يوميا، وهذا هو الحوار الذي يدعونا اليه، وبالتالي فريق الممانعة فريق إجرامي بامتياز، ويتصرف بعض اللبنانيين والناس وكأنه لم يحدث شيئا، سائلا: “ما الذي فعله الياس الحصروني لاغتياله؟ جل ما قام به هو التعاون مع وجهاء عين إبل وسكانها لمنعهم من ان “يسرحوا يمرحوا” فيها خارج كل قانون”.
كما رأى ان “محور الممانعة و”حزب الله” في لبنان يتصرفون كما يريدون خارج كل قانون ودستور، وبعيدا من رأي جميع اللبنانيين الآخرين”، مضيفا: “ماذا وإلا اغتيال رفيق الحريري، باسل فليحان، سمير قصير، جورج حاوي، جبران تويني، بيار الجميل، وليد عيدو، أنطوان غانم، وسام عيد، وسام الحسن، محمد شطح، لقمان سليم… ماذا وإلا 7 أيار 2008 مع اكثر من 100 مواطن لبناني شهيد من بيروت والجبل. ماذا والا عين الرمانة والكحالة وعين إبل”.
والى محور الممانعة، قال جعجع: “إذا كان لباطل الإجرام جولة، فسيكون لحقنا في الحياة والحرية الف جولة وجولة. “إنت مش أخضر بلا حدود، إنت أسود بلا حدود، ونحنا رح نكون مواجهة بلا حدود”.
ورأى انه “حان الوقت ليتخذ اللبنانيون القرار”، وسأل: “هل لبنان الذي نعيشه حاليا هو لبنان الذي نريد؟ هل هذا لبنان الذي تعبنا وضحينا وسهرنا ليالي وسنوات وقرون من اجله؟ هل هذا لبنان الذي استشهدنا من أجله عشرات آلاف المرات؟ هل هذا لبنان الذي اخترناه بيتا لنا من بين بيوت أخرى على وجه الأرض؟ هل هذا لبنان الذي نريد توريثه لأولادنا؟ “أكيد لأ، ومية والف لأ!”.
وجدد رئيس القوات التأكيد ان “لا مشكلة لدى القوات اللبنانية مع حزب الله او الأحزاب الممانعة الاخرى كأحزاب سياسية، باعتبار ان المشكلة الأولى ترتبط بمشروعهم للبنان الذي يتمثل اليوم من خلال الواقع الذي نعيشه، الا أن المشكلة الأكبر تبقى مع طريقة فرض مشروعهم بالقوة والإكراه والغصب والاغتيالات وكل الوسائل الملتوية التي لا يتصورها عقل انسان”.
ولفت الى أننا “نسمع محاضرات دورية من قياديي حزب الله ومحور الممانعة حول العفة والطهارة والاستقامة، في وقت هم أنفسهم من دعم جماعة الفساد في العقد الماضي للحصول على وزارات الخدمات الأساسية التي من خلالها مارست الفساد على اعلى المستويات وبأبشع الطرق الممكنة، وكبدت الدولة عشرات مليارات الدولارات، ومن عطل تشكيل الحكومات لأشهر طويلة وطويلة كثيرا بغية تأمين وزارتي الطاقة والأشغال وغيرها لحلفائه، دون ان ننسى من تولى حقيبة وزارة المال منذ 10 سنوات”.
وأشار الى ان”عندما طفح كيل اللبنانيين نزلوا الى الساحات والشوارع احتجاجا على اوضاعهم المأساوية، حينها من أرسل ميليشياته لضربهم وحرق خيمهم واجبارهم على ايقاف تحركهم؟ من الحامي الفعلي لمنظومة الفساد في هذه الدولة؟”.
وطرح جعجع جملة تساؤلات: “من يغطي التهريب الذي يكبد المواطن خسائر نحو مليار دولار سنويا؟ من يشجع على التهرب الضريبي والجمركي الذي يكلف الخزينة اللبنانية حوالي الملياري دولار سنويا؟ من هشل السواح العرب، وخصوصا الخليجيين الذين شكلوا مصدرا أساسيا للدخل القومي؟ ومن تسبب بتوقف المساعدات الخليجية المباشرة وكل الاستثمارات عن لبنان واللبنانيين؟ ومن يسهل إنتاج الكبتاغون وبقية أنواع المخدرات والاتجار فيها في لبنان والمنطقة ككل إذا مش ابعد من هيك كمان؟ مؤكداً أن “الجواب هو محور الممانعة، ثم محور الممانعة، وليس آخرا محور الممانعة”.
وتوجه الى “حزب الله”، بالقول: “إذا كنت قادر تاكلنا كلنا نحنا وواقفين، ما تنتظر لحظة نخليك تاكلنا نحنا وقاعدين حدك”، مضيفا: “قد تعلمنا من كل ما حصل في السابق، تعلمنا من رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز، تعلمنا من 7 ايار، وتعلمنا مؤخرا من لقمان سليم والياس الحصروني”.
وأشار الى أن الثنائي الشيعي يحاول منذ سنة تقريبا ايصال مرشح تابع لهم على سدة الرئاسة الأولى، من خلال اعتماد اسلوبهم التعطيلي، فهم يصرحون ليلا نهارا عن ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، فيما يعطلون الانتخابات اما من خلال عدم الدعوة الى جلسة او السعي الى فضها عبر انسحابهم بحجة التعادل السلبي في المجلس. لنسلم جدلا ان هذا المجلس لن يستطيع انتخاب رئيس جديد، فلماذا تغادرون من الدورة الأولى بدل المشاركة في دورة ثانية وثالثة … وعاشرة عندها سنرى إذا كان هذا المجلس سينجح في انهاء الفراغ.”
وتساءل عن “سبب دعوتهم الى الحوار عندما يحين فقط موعد الاستحقاق الرئاسي، ففي الأمس القريب جرت انتخابات رئاسة المجلس النيابي في ظل التركيبة الحالية، وحصلت الانتخابات وانتخب الرئيس بـ65 صوتا و”مشي الحال””، مضيفا: “لماذا عندما وصلنا الى الانتخابات الرئاسية “ما بقا يمشي الحال” وبات يعد هذا المجلس مقسوما، واصبحنا بحاجة الى حوار و”صار بدا جمعية عمومية للأمم المتحدة”؟ فلو كان محور الممانعة يملك 65 صوتا لمرشحه أكان دعا الى الحوار؟”، معتبراً أن الجواب بسيط: “هذا المحور غير قادر على ايصال مرشحه، في الوقت الذي لا يقبل بغيره”.
وجدد التأكيد ان “طريق جهنم مرصوفة في كثير من الأوقات بالنوايا الحسنة والكلام الطيب، ولكن في نهاية المطاف تبقى طريق جهنم، لذا لن نسلكها ولو للحظة وسنصرخ: “عا بعبدا ما بيفوتوا””.
وقال: “نحن مستعدون ان نتحمل الفراغ لأشهر وسنوات، الا اننا غير مستعدين أبدا لتحمل “تقالة دمن” بالدرجة الأولى، وفسادهم وسرقاتهم وسوء إدارتهم وسيطرة دويلتهم على دولتنا بالدرجة الثانية، لذلك لن نرضى إلا برئيس يجسد، ولو بحد مقبول، قناعاتنا وتطلعاتنا فيكون بقدر مهمة الإنقاذ التي يحتاجها البلد”.
وتابع: “نحن لا نريد رئيس جمهورية لنا، بل نسعى الى ايصال رئيس الى “الجمهورية” التي يحلم بها كل لبناني. انطلاقا من هنا، تأكدوا من أمر واحد: “قد ما جربوا، قد ما حاولوا، وقد ما تملعنوا، قد ما ضغطوا، وقد ما اغتالوا، في نهاية المطاف: عا بعبدا ما بيفوتوا”.
وتوجه رئيس القوات الى اصدقاء لبنان في الخارج بالقول : للذين يحاولون مساعدتنا، خصوصا من يتمتعون بتاريخ طويل من الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ووجود دولة فعلية وحسن سير مؤسساتها”، مشيراً الى أنه “بكل صراحة ومحبة، كنا ننتظر منهم مساعدة اكثرية اللبنانيين الذين يتشاركون معهم القيم نفسها لبناء دولة ومؤسسات فعلية في لبنان، وكي يسود حكم الدستور والقانون، بدءا من انتخاب ديمقراطي وفعلي لرئيس الجمهورية في المجلس النيابي اللبناني، تبعا لما يقتضيه الدستور، هذا ما كنا ننتظره منهم بدل مجاراة الفريق الآخر بخزعبلاته، تارة بمقايضة رئيس الجمهورية برئيس الحكومة”.