أسير فلسطيني يحصد جائزة “بوكر” العالمية للرواية العربية 

لبنان الكبير

فاز الكاتب الفلسطيني باسم خندقجي، القابع في السجون الاسرائيلية منذ نحو 20 عاماً، بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها السابعة عشرة، في العاصمة الاماراتية أبوظبي الأحد، عن روايته “قناع بلون السماء” الصادرة عن دار الآداب. تبلغ القيمة المالية للجائزة المقدمة من مركز أبوظبي للغة العربية بدعم من مؤسسة “بوكر” في لندن 50 ألف دولار، إضافة إلى ترجمة الرواية الفائزة للغة الانجليزية.

وكانت قد تأهلت للقائمة القصيرة للجائزة، التي أعلن عنها في شباط الماضي، الرواية المصرية “مقامرة على شرف الليدي ميتسي” للكاتب أحمد المرسي، ومن فلسطين “سماء القدس السابعة” لأسامة العيسى، و”قناع بلون السماء” لخندقجي، ومن السعودية “باهبل: مكة Multiverse 1945-2009″لرجاء عالم، ومن سوريا “خاتم سليمى” لريما بالي، ومن المغرب رواية “الفسيفسائي” لعيسى ناصري.

وخندقجي روائي فلسطيني ولد في مدينة نابلس، عام 1983. درس الصحافة والاعلام في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، وكتب القصص القصيرة حتى اعتقاله في العام 2004 حين كان يبلغ من العمر 21 عاماً. وأكمل تعليمه الجامعي من داخل السجن عن طريق الانتساب الى جامعة القدس، حيث كانت رسالته عن الدراسات الاسرائيلية في العلوم السياسية.

واختارت لجنة التحكيم الرواية الفائزة من بين مئة وثلاثة وثلاثين رواية ترشحت للجائزة لهذه الدورة، باعتبارها أفضل رواية نشرت بين تموز 2022 وحزيران 2023، وتسلمت الجائزة بالإنابة عن الكاتب ناشرة الرواية صاحبة “دار الآداب” رنا إدريس.

والقناع في الرواية الفائزة هو إشارة إلى “الهوية الزرقاء” التي يجدها نور، وهو عالم آثار مقيم في مخيم في رام الله، في جيب معطف قديم، صاحبها إسرائيلي، فيرتدي نور هذا القناع، وهكذا تبدأ رحلة الرواية السردية.

وقال رئيس لجنة التحكيم نبيل سليمان عقب الاعلان عن الرواية الفائزة: “يتناغم في قناع بلون السماء الشخصي بالسياسي في أساليب مبتكرة. رواية تغامر في تجريب صيغ سردية جديدة للثلاثية الكبرى: وعي الذات، وعي الآخر، وعي العالم، حيث يرمح التخييل مفككاً الواقع المعقد المرير، والتشظي الأسري والتهجير والإبادة والعنصرية”.

أما رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية ياسر سليمان فقال: “تجول رواية باسم خندقجي (…) في عوالم يتقاطع فيها الحاضر مع الماضي في محاولات من الكشف الذي ترتطم به الأنا بالآخر. كلاهما من المعذبين في الأرض، إلا أن أحدهما هو ضحية الآخر. في هذه العلاقة، تصبح النكبة الفلسطينية نصباً تذكارياً بصفتها أثراً من آثار كارثة إنسانية لا علاقة لضحية الضحية فيها”.

ومنذ أسره في العام 2004، كتب خندقجي مجموعات شعرية، من بينها “طقوس المرة الأولى” (2010) و”أنفاس قصيدة ليلية” (2013)، وثلاث روايات: “نرجس العزلة” (2017)، و”خسوف بدر الدين” (2019)، و”أنفاس امرأة مخذولة” (2020).

والجائزة العالمية للرواية العربية مكافأة سنوية تختص بمجال الإبداع الروائي باللغة العربية، وقد أطلقت في أبوظبي عام 2007، وتقوم “هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة” الحكومية بدعمها مالياً.

شارك المقال