جلسة حكومية موجعة لباسيل… هل ينتقم في البرلمان؟

لبنان الكبير

بين الأربعاء والخميس جلستان، الأولى حكومية في السراي، أقرت سلفة 62 مليون دولار للكهرباء إضافة إلى 54 مليون دولار للصيانة، ما يؤدي الى انفراجة في الكهرباء، والثانية رئاسية ستعقد اليوم في البرلمان حيث لا طعم ولا نكهة لها، ولن تؤدي الى أي نتيجة في الاستحقاق الرئاسي. وبين الجلستين، صرخات واعتصامات ونداءات استغاثة من شعب يكتوي بنار غلاء المعيشة، ويتوجع من تحليق أسعار صرف الدولار حتى لم يعد معاشه يساوي شيئاً.

والبداية من جلسة مجلس الوزراء حيث نجح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مرة أخرى في تحقيق هدف في مرمى النائب جبران باسيل، فعقد جلسة مع “حبة مسك” في ظل الشغور، اذ تمكن من رفع ‏رصيده الوزراي الى 17 في ضوء مشاركة وزيرين اضافيين لم يحضرا الجلسة الأولى، ‏وتغيب 6 وزراء فقط، والأهم أنه أمنّ ميثاقية مسيحية مرموقة بحضور 7 وزراء مسيحيين ‏من أصل 12.‏ كما حضر وزير الاقتصاد أمين سلام، الذي أشارت معلومات “لبنان الكبير” منذ أيام الى أنه اتصل بالرئيس ميقاتي وأبلغه حضوره الجلسة. كما شارك وزير السياحة وليد نصار الذي قال انه غير منتسب الى “التيار الوطني الحر”، ‏وان حضوره لن يسبب أي خلاف مع النائب جبران باسيل،  ووزيرا “حزب الله” الى جانب ‏رئيس مجلس إدارة “كهرباء لبنان” كمال حايك.

وفي ظل هذه المعطيات، ستتجه الأنظار اليوم الى أداء تكتل “لبنان القوي” في الجلسة الرئاسية، وما اذا كان سيرد الصاع صاعين خصوصاً أن ميقاتي وعد بجلسة ثالثة لمجلس الوزراء ‏قريباً للبحث في سائر بنود جدول الأعمال بما يضمن مشاركة جميع الوزراء الذين شاركوا في ‏جلسة الأمس.‏

وفيما تتردد معطيات عن أن “التيار البرتقالي” قد وصل الى مرحلة الطلاق مع “حزب الله” على خلفية مواقفه ومشاركته في الجلسات الوزارية، وانه ينتظر التوقيت المناسب لاعلان ذلك، أكد مصدر مطلع لموقع “لبنان الكبير” أن “التيار العوني” لا يستطيع فك تحالفه مع “حزب الله” في بند وحيد هو العاشر من ورقة التفاهم بحيث لا يستطيع الخروج منه لأنه يكون خرج عن تأييده المطلق للسلاح. لذلك نرى “حزب الله” غير آبه بسقف التهديد العالي الذي يتبعه “التيار”، وهو مطمئن الى أن بند السلاح سيبقى ساري المفعول. واذا تجرأ “التيار” وأسقط هذا البند، فسيكون محكوماً باللجوء الى القوى السيادية حيث سيكون في الصف الثاني وليس في الصف الأول. واذا اختار التموضع في الوسط فسيكون معزولاً وضعيفاً، ويخسر كثيراً شعبياً وسياسياً. “التيار” في مأزق كبير، لذلك يتريث ويتحمل كي لا يصل الى الطلاق النهائي. يمكن أن نرى طلاقات فرعية اما الطلاق الرسمي الكبير، فلن يحصل.

وبعد الجلسة الوزارية، أشار ميقاتي إلى أنّ “ما يجب أن يفهمه الجميع أنه حين يجتمع المجلس ليس ‏ليزيد الشرخ، بل لخدمة المواطن، ولا نجتمع لنؤمن شيئاً لفريق دون فريق، والأجواء كانت ‏جد مريحة خلال الجلسة. كان أول أمر على جدول أعمالنا ملف الكهرباء. وطلبنا من وزير الطاقة بدء المفاوضات مع ‏الشركة المورّدة لتتحمّل الغرامات. وإذا نجحنا في حلّ موضوع الكهرباء فنكون قد وجدنا ‏حلاً لأكثر من 50 في المئة من مشكلات اللبنانيين. واتّفقنا على عقد جلسة قريباً، ‏في الأسبوع المقبل أو الذي يليه، لبحث كلّ الأمور الطارئة التي يحتاج إليها المواطن.‏ الحكومة الحالية، من موقعها الدستوري كحكومة تصريف أعمال، ليست ‏في وارد الحلول مكان رئيس الجمهورية أو اعتبار أن البلد يمكن أن يستمر من دون رئيس”.

أما حايك فأوضح أن “تحويل الدولارات من ‏مصرف لبنان الى مؤسسة كهرباء لبنان موضوع أساس. ولم نتعهد بشيء ‏مقابل الحصول على السلفة، لأن التعهدات يجب أن تطال عدداً من الادارات”.

وفيما تغيب وزير الطاقة وليد فياض عن الجلسة، أفادت المعلومات ‎بأن المخرج الذي ‏سيعتمده رئيس حكومة تصريف الأعمال هو بتوقيع مرسومي سلفتي الخزينة من رئيس ‏الحكومة ووزير المال والوزير المختص أي وزير الطاقة، وبما أن فياض لم يحضر سيأخذ ‏ميقاتي توقيعه من المرسوم الذي أرسله منفرداً، فتعتمد صيغة الحل نفسها التي اعتمدت ‏مع وزير الدفاع‎.‎

أما على صعيد جلسات الخميس التي تحولت الى فولكلور دستوري لا أكثر ولا أقل، فإن جلسة اليوم لن تنتج جديداً فستصوّت القوى السيادية للنائب ميشال معوض و”الثنائي الشيعي” للورقة البيضاء حتى لو أراد “التيار البرتقالي” تسجيل مفاجأة انتقامية، فلن يغير في المعادلة، اذ أشار مصدر متابع لموقع “لبنان الكبير” الى أن “التيار” مربك كثيراً في تحديد خياره في الجلسة الحادية عشرة، وبالاضافة الى اجتماعه الأخير الذي استغرق أكثر من 5 ساعات للبحث عن اسم يرشحه للرئاسة، استمرت المحاولة حتى قبل ساعات من الجلسة ليتم التوافق على صيغة تتمايز عن “حزب الله” من جهة، ولا تندفع نحو الفريق السيادي من جهة أخرى. هناك نواب داخل تكتل “لبنان القوي” يدفعون في اتجاه حسم موقف “التيار” بالتقارب مع القوى السيادية، وهناك 3 نواب اقترحوا أن تتم تسمية النائب معوض ليس تأييداً له بل رداً على مواقف “حزب الله” ومشاركته في الجلسات الوزارية  اذا لم يستجد أي جديد. “التيار” يتخبط بين 3 اتجاهات: اما تسمية اسم أو شعار أو التصويت بورقة بيضاء أو التصويت لمعوض. والاتجاه الى التصويت بالورقة البيضاء هو الأضعف لأن “التيار” لم يعد يحتمل مسايرة الحزب بها.

وفي هذا الاطار، أعرب مجلس المطارنة الموارنة اثر اجتماعه الشهري في الصرح ‏البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، عن تخوفه من “ترحيل انتخاب رئيس جديد للبلاد إلى أمد لا يعرفه أحد ‏ولا يجلب للبنانيين سوى المزيد من المعاناة”، مكرراً “مطالبة المجلس النيابي بتحمّل ‏مسؤولياته على هذا الصعيد والمسارعة الى بت هذا الاستحقاق الدستوري الأساس درءاً لمزيد ‏من التدهور والإنهيار”.

وحذر من “محاولة لإحداث فراغ في المناصب المارونية خصوصاً والمسيحية ‏عموماً في الدولة، وهذا يدلّ على نيّة خفيّة ترمي إلى تغيير هوية لبنان المبنية على الحرية ‏وصون كرامة المواطنين‎”.

شارك المقال