السعودية ثابتة على “لا أسماء”… و”حزب الله” يقاتل لأجل تسوية

لبنان الكبير

أهلاً وسهلاً في لبنان، بلد اليأس الأسود والانتحار، هذا واقعنا لأن كل شيء فيه معلّق، ما عدا الجيش الجاهز دائماً للمواجهة باللحم الحي وعن مسافة صفر في وجه العدو الاسرائيلي.

كل شيء معلق، فالانتخابات البلدية تنتظر مصيرها، والمدارس الرسمية اليوم تدخل انقساماً حول مؤيد ومعارض لتعليق الاضراب، اما الطالب فينتظر افادة تكمل له رحلة علم بلا معلومات ولا مستقبل طالما القوى السياسية تعلّق البلاد على استحقاق رئاسة الجمهورية المستمر في الدوران حول مصطلح “المرشح الأنبوبي” الذي أطلقه رئيس مجلس النواب نبيه بري منهياً جدية ترشيح النائب ميشال معوض ومعطلاً حظوظ قائد الجيش العماد جوزيف عون وواضعاً اسم رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية على الطاولة من دون جلسات أو نصاب، لينتهي الأسبوع بحفلة أخذ ورد وقراءات حول الموقف السعودي من اسم فرنجية، تحسمها مصادر سياسية مطلعة على هذا الموقف عبر موقع “لبنان الكبير” بالقول: “المملكة ليست في وارد الدخول في لعبة الأسماء، وعلى اللبنانيين اختيار رئيس جمهوريتهم اللبنانية العربية السيادية”. وتشير الى أن “زمن التسويات ولى، ومعادلة رئيس جمهورية مقابل رئيس حكومة أو ما تسوّق له فرنسا على قاعدة فرنجية – نواف ليس ضمن نقاشاتها”.

وتضيف المصادر: “عودوا الى مواقف وزير الخارجية السعودي ومتطلبات سيدر والمبادرة الكويتية وهنا يكمن بيت القصيد”. وتنفي كل ما يتم تداوله على لسان البعض بأن هناك لقاء بين شخصية سعودية وأخرى لبنانية، مشددة على أن لقاء وزير العدل مع نظيره السعودي “يأتي ضمن اطار بروتوكولي لا أكثر ولا أقل”. كما تنفي أي زيارة رسمية لشخصية سعودية الى لبنان، بالقول: “عشم ابليس بالجنة”.

وتذكر المصادر بأن “التغريدة الأخيرة للسفير السعودي وليد بخاري واضحة من حيث الموقف، فلا أحد يراهن على السراب، اذ كتب: ‏تَستَهوِينِي كثِيراً أُطرُوحَةُ الأَملِ – الَّذي لَا يمنَحُ الثِّقَةَ وَلَا يَرتَقِي إِلَى مُستَوى التَّنَبُّؤِ – لأَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ بِقَولِهِ: الأَمَلُ كَالسَّرَابِ يَغُرُّ مَن رَآهُ وَيُخْلِفُ مَن رَجَاهُ…! وكانت واضحة برسائلها لناحية الاستحقاق الرئاسي”.

ويبقى الرهان في هذا الاستحقاق على محاولات بكركي التي لم تنجح حتى اليوم في جمع النواب المسيحيين. ووصف البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي السياسيين اللبنانيين بـ”جماعة سياسية خالية من أية مسؤولية”، معتبراً أن “من المؤلم حقاً غياب رجال دولة عندنا، والبرهان أن لا أحد من السياسيين والأحزاب أو الكتل النيابية، يقدم مشروعاً واحداً جدياً لإنهاض لبنان من انهياره الكامل”.

وقال الراعي في عظة ألقاها بعد قداس الأحد: “يتعثر انتخاب رئيس للجمهورية، لأنه وبكل أسف يدور الخلاف حول إنتمائه إما الى فئة الممانعة، كما يسمى، وإما الى فئة السيادة. والحل الوحيد هو في الخروج من هذه المعادلة، والعمل من الشعب على انتخاب رئيس وطني متحرر من كل إرتباط وانحياز وفئة ومحور”.

وفي ظل اتساع هوة هذا الفراغ، توقعت أوساط متابعة لأجواء الاستحقاق الرئاسي أن يدعو الرئيس بري إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية قبل شهر رمضان الكريم، لكن مصادر مقربة من عين التينة أوضحت عبر موقع “لبنان الكبير” أن “لا شيء محسوماً حتى هذه اللحظة، خصوصاً وأن الرئيس بري يرفض عقد جلسة فولكلورية”.

وأكدت مصادر نيابية تغييرية أن “الجانب الدولي وتحديداً الفرنسي لم يفرض أي اسم علينا كمرشح أساس، وخلال لقائنا الأخير مع السفيرة الفرنسية آن غريو أكدنا عدم قبولنا بالذهاب نحو تسوية رئاسية تعيدنا الى التسوية السابقة مع الرئيس السابق ميشال عون”، مشددة على “أننا لن نرضخ ولن نقبل بتحديد اسم للرئاسة مقابل اسم للحكومة المقبلة ونكون مماثلين لحكومات الوحدة الوطنية، وبالتالي كنواب معارضة وتغييريين لن نذهب في هذا الاتجاه ونحن اليوم خلقنا توازناً سياسياً في المجلس مبنياً على مرشح مقابل الآخر، وهذه الخطوة ايجابية”.

وأوضحت المصادر “اننا كنواب تغييريين ومعارضة لن نتفق على مرشح جديد الا بالتنسيق مع النائب ميشال معوّض، واليوم اسم صلاح حنين من أفضل الأسماء المطروحة نظراً الى ما يملك من إحترام واسع لدى الطرف المعارض، ولكن لا يمكن الجزم بأنه البديل عن معوّض”، مشيرةً الى “أننا بتنا في مرحلة نحن نملك الاسم الذي لا نقبل بالكشف عنه في هذه اللحظة، والطرف الآخر لديه مرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية”.

وبالنسبة الى التصعيدات “الممانعة” الباحثة عن تسوية، برزت مطالبة المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بـ “حماية السيادة اللبنانية بكل الأدوات”، معتبراً أن “هذا يتطلب من المعطلين ترك الأدوار الخبيثة، والحل بتسوية سياسية تنتهي برئيس وطني قوي، والمعركة معركة خيارات وهناك من يريد أن يبيع لبنان بكيس بصل، فيما واقع لبنان وشعبه بأمس الحاجة الى تشريع الضرورة وحكومة منعقدة ومتابعة، وحذار لعبة الوقت لأنها لعبة نار لا تبقي ولا تذر”.

ووافق عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق على أن “أولويتنا تكمن في انتخاب رئيس للجمهورية من أجل أن نوقف الانهيار وننقذ البلد، ولكن أولوية فريق التحدي والمواجهة أخذ البلد إلى مغامرة جديدة للانقلاب على التوازنات السياسية الداخلية”، لافتاً الى أنهم “يريدون الإمساك بالبلد ليغيروا هويته وموقعه ودوره في المنطقة، وليلحقوه بركب التطبيع”.

ورأت مصادر مطلعة أن “محور الممانعة يسعى بصورة مستمرة الى إظهار أن الازمة تتمثل في أن هناك فريقين متخاصمين في البلد يساهمان في اتساع الانقسام الداخلي”، معتبرةً أن “حزب الله بات يتحسس من الأزمات التي تحيط به وتؤثر عليه من جهة وعلى لبنان من جهة أخرى، بحيث أصبح يستشعر مخاطر الانهيارات المهيمنة علينا”.

الى ذلك، تساءل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده “كيف تريدون أن يتطور بلدنا وأن يخرج من مأزقه والوجوه الحاكمة هي نفسها التي أوقعته في المأزق؟”، قائلاً: “يرفعون شعارات ويعملون عكسها. يدعون العفة والاهتمام بشؤون الناس ويطبقون على ما تبقى من أموال الناس وأنفاسهم”.

شارك المقال