“صحة البلد” بين بري وبخاري… اسرائيل تنتكس بغزة وتعمّق عدوانها بلبنان

لبنان الكبير / مانشيت

“صحة البلد” كانت موضع تشاور بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والسفير السعودي وليد بخاري، خلال لقائهما في عين التينة، غداة استقبال السفير السعودي لنظيره الايراني مجتبى أماني في “الخيمة العربية” في اليرزة، في محطة أساسية لتحرك قريب لـ”اللجنة الخماسية” لاعادة تحريك الاستحقاق الرئاسي الذي طال سكونه، فيما كل المحيط القريب والبعيد يتفجر، بالقذائف والمواقف والاحتمالات، بحيث تبدو اسرائيل عالقة في نفق غزة من دون منفذ منظور، لتتجه صوب لبنان بهدف التصعيد لتغطية انتكاساتها الميدانية في القطاع.

السفير بخاري الذي التقى في الأيام الأخيرة مع سفراء من الخماسية الدولية، والسفير الايراني، أطل أمس من عين التينة مع الرئيس بري، واستعرضا الأوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين البلدين. وبادر السفير بخاري بسؤال الرئيس بري عن صحته ليجيبه الأخير: “الصحة والحمدلله بألف خير بس صحة البلد مش بخير”. ليرد السفير: “لا لا ان شاء الله خير يا دولة الرئيس”. واستمر الحديث الخاص لفترة وسأل بري ضيفه خلال التقاط الصور: “ضعفان؟”، فأجابه السفير: “صار الي شهرين موقف الخبز والرز، والمسا بشرب زنجبيل وقرفة”.

ولم يكن بخاري وحده ضيف بري، فاستقبل السفير المصري علاء موسى، الذي أكد ما كشفه “لبنان الكبير” أول من أمس عن سبب تأجيل لقاء الخماسي الدولي مع رئيس المجلس، أي انتهاء السفراء الجدد، لا سيما السفيرة الأميركية من الترتيبات البروتوكولية. وأشار موسى إلى أنه تناول مع بري مسألة الشغور الرئاسي ودور اللجنة الخماسية وخريطة عملها في المستقبل، وتم تبادل الآراء حول هذا الأمر “وكلها باذن الله سوف تؤدي الى أشياء إيجابية سوف تظهر في المستقبل القريب ان شاء الله”.

ميدانياً، تلقت اسرائيل ضربة قاسية في غزة، معلنة مقتل ٢٤ من عناصر جيشها، ٣ بضربة على دبابة، و٢١ بانفجار مبنيين زرعت بداخلهما متفجرات ما أدى إلى انهيارهما، وهي أفدح خسارة بشرية تتكبدها في يوم واحد منذ بدء الحرب، واعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل مرت بأحد أصعب أيامها في الحرب.

وفي جبهتها الشمالية، وسع الجيش الاسرائيلي القصف الجوي إلى منطقة قريبة من مدينة صيدا، حيث أدت غارة جوية إلى تدمير نادٍ للرماية في إقليم التفاح على مسافة 25 كيلومتراً من أقرب نقطة حدودية، بما اعتبره الجيش الاسرائيلي رداً على قصف “حزب الله” لقاعدة ميرون الجوية، التي قال الحزب إن استهدافها هو رد على الاغتيالات الأخيرة في لبنان وسوريا. وأعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت أن “عيوننا تتجه إلى حزب الله الذي يواصل استفزازنا في الشمال ونحن مستعدون لأي تطورات”، وذلك بعيد اجتماع للمجلس الوزاري الاسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية “الكابينت” في جلسة خاصة في إحدى البلدات الشمالية، بمشاركة رؤساء سلطات محلية.

وكان الرئيس السابق للحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط علق على حسابه الخاص عبر منصة “إكس” على الحركة الدولية كاتباً: “الخماسية الرئاسية.. المهم الدوزنة”.

وبينما كرر عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم أن “مرشحنا الوحيد لرئاسة الجمهورية هو سليمان فرنجية إذ لم يُبحث بعد في التخلّي أو عدمه، وإنّنا نختار وفق المعايير إذ حتى اللجنة الخماسية لم تدخل في الأسماء بل في المعايير”، أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “الحل رئاسيا، يكمن في الذهاب الى جلسة إنتخابيّة بدورات متتالية حتى الوصول الى إنتخاب رئيس جديد للبلاد وإلا سيبقى الفراغ سيّد الموقف، في ظل تعنّت الفريق الآخر وتمسّكه بتبوؤ مرشحه سدّة الرئاسة أو سيستمر في التعطيل”.

وفيما كان الميدان الجنوبي على سخونته المعتادة، أعلن “حزب الله” إستهداف قاعدة ‏ميرون للمراقبة الجوية في جبل الجرمق للمرة الثانية وذلك “رداً على الاغتيالات الأخيرة في لبنان ‏وسوريا والاعتداءات المتكررة على المدنيين والمنازل في قرانا الصامدة بعدد كبير من الصواريخ ‏المناسبة وتحقيقه فيها اصابات مباشرة”.‏

وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي إنه جرى رصد قذائف خرقت الحدود من الأراضي اللبنانية. وأضاف: “جرى اعتراض بعضها بنجاح من الدفاع الجوي… ولحقت أضرار طفيفة ببنى تحتية في قاعدة لسلاح الجو. لا توجد إصابات في الحدث، والتفاصيل قيد الفحص، ولا يوجد ضرر في القدرات العسكرية الجوية”.

وقد ردت اسرائيل على الاستهداف بشن غارة جوية على نقطة بعيدة ٢٥ كيلومتراً عن الحدود، بحيث استهدفت المقاتلات الحربية منطقة واقعة بين بلدات حومين ورومين وصربا في إقليم التفاح، وأفيد أن الغارة استهدفت نادياً للصيد والرماية في المنطقة، وأدت إلى تدميره بالكامل، كما أدت إلى تدمير منزل قرب النادي.

وكان وزير الدفاع الاسرائيلي أعلن أنه أجرى تقويماً للأوضاع الأمنية بشأن المواجهات المستمرة مع “حزب الله” على خلفية الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، وقال في تصريح مشترك مع رئيس نتنياهو، وبيني غانتس، للتعقيب على مقتل 24 جندياً وضابطاً إسرائيلياً في قطاع غزة، الاثنين: “إن حزب الله يواصل استفزازاته في الشمال، وأعيننا مفتوحة على كل ما يحدث في المنطقة. أجريت تقويماً للوضع بهذا الخصوص، ونحن على أتم استعداد. لا نريد الحرب، لكننا مستعدون لمواجهة أي وضع يحدث في الشمال”.

وفي نيويورك، ألقى وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب محاضرة في مجلس العلاقات الخارجية، شرح فيها موقف لبنان المؤيد لاعادة الهدوء والأمن الى الجنوب من خلال انسحاب اسرائيل من الأراضي اللبنانية كافة التي ما زالت تحتلها لا سيما مزارع شبعا، ووقف الخروق. وأشار الى طلب رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي خلال مؤتمر النازحين في جنيف من المفوضية العليا للاجئين، البدء ببرامج تجريبية لاعادة السوريين بصورة آمنة الى قراهم، لأن بقاءهم من دون حلول في لبنان يهدد أمن المنطقة واستقرارها. وأكد بو حبيب الرغبة العربية في إنهاء الصراع من خلال إيجاد سلام عادل، وشامل، ومستدام قائم على حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية الصادرة عن قمة بيروت للعام ٢٠٠٢، كي يفوز مشروع السلام في منطقتنا.

شارك المقال