الاغتيالات بالمسيرات تتحكم بأجواء الجنوب… فماذا يحمل هوكشتاين؟

لبنان الكبير / مانشيت

قبيل زيارة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت المتوقعة غداً، صعّدت اسرائيل أمس من اغتيالاتها بالطيران المسير، فطالت 7 عناصر من “حزب الله” في استهدافين، الأول لمنزل في راميا والثاني لسيارة في الناقورة، بما يمكن تفسيره أنه رسالة إلى واشنطن التي تزيد من ضغطها على دولة إسرائيل للتوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار تحت عنوان “هدنة رمضان” تحدث عنها هوكشتاين نفسه منذ نحو أسبوع، فيما تستفز ادارة جو بايدن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر اظهار دعمها للوزير في حكومته بيني غانتس الذي يعتبر الرقم واحد شعبياً وفق استطلاعات الرأي الأخيرة.

هوكشتاين

ومن المتوقع أن يحل هوكشتاين ضيفاً في بيروت غداً، في جولة جديدة يلتقي خلالها الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي. وعما اذا كان في جعبته أي جديد، أشارت أوساط مطلعة لموقع “لبنان الكبير” إلى أن “هناك فرصة حقيقية يعمل عليها الموفد الأميركي وأصبحت معلومة، من مساعدات اقتصادية ودعم للجيش، وحتى اعادة إعمار الجنوب”، لكنها تساءلت ما إذا كانت مهمة هوكشتاين شبيهة بوعود الادارة الأميركية خلال مرحلة المفاوضات على الترسيم البحري، والتي لم يفِ بأي منها، بل واستعملت في سياق الضغط السياسي.

الاغتيالات الجوية

وكانت مسيرة إسرائيلية استهدفت سيارة على طريق عام الناقورة – صور المعدة ضمن المناطق الآمنة من القصف، بسبب وجود قوات “اليونيفيل” فيها، وتعتمد على هذه الطريق في تحركاتها.

إثر ذلك، كتب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي على حسابه على منصة “إكس”: “قصفت طائرات سلاح الجو صباح اليوم (امس) سيارة في جنوب لبنان كان يستقلها عدد من المخربين الذين كانوا قد أطلقوا قذائف صاروخية على الأراضي الاسرائيلية، علماً أن هؤلاء المخربين عملوا ضمن فرقة الامام الحسين المحسوبة على إيران وتعمل لصالح حزب الله”.

ونعى الحزب 3 من مقاتليه قضوا في السيارة المستهدفة، وذلك غداة نعيه 4 مقاتلين آخرين قضوا بضربة اسرائيلية على منزل في بلدة راميا مساء الجمعة، بينما أعلن الجيش الاسرائيلي أنه قصف “مجمعين عسكريين” تابعين للحزب ليلاً في البلدة.

وكان الحزب أعلن في وقت سابق أن مقاتليه شنوا “هجوماً جوياً بمسيّرة انقضاضية” على قيادة القطاع المستحدَث في ليمان، ليعود بعدها ويعلن عن سلسلة عمليات عسكرية، استهدف فيها تجمعاً لجنود إسرائيليين في محيط موقع جل العلام، فيما استمر القصف المتنوع على عدد من البلدات الجنوبية الحدودية.

خلاف نتنياهو وغانتس

إلى ذلك، وفيما تتكثف الجهود في مصر من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار قبل شهر رمضان، يبدو أن ادارة بايدن أصابها “الاحباط العميق” والغضب مما تراها “حكومة إسرائيلية عنيدة ومتعجرفة”، وأرادت توجيه رسالة شديدة اللهجة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي فدعت وزير حكومته بيني غانتس ليزورها اليوم، وقد قبل بالزيارة في تحدٍ واضح لنتنياهو الذي قال في رد مباشر: “يوجد لدولة إسرائيل رئيس حكومة واحد فقط”. وتأتي هذه الزيارة بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن غانتس يعتبر الرقم واحد شعبية في الكيان الاسرائيلي.

وتأتي الزيارة على وقع فقدان الصبر الأميركي من نتنياهو، الذي حذر مسؤولون في ادارة واشنطن من أنه إذا اتضح قيامه بتخريب وقف إطلاق النار لأسباب سياسية، فسيؤدي ذلك إلى تصادم مباشر مع البيت الأبيض.

ورأى المسؤولون الأميركيون في حديث مع وسائل إعلامية أنه على الرغم من أن “حماس” تمارس الألاعيب، ولا تجعل الحياة سهلة بالنسبة لنا، فإن إسرائيل تفعل الشيء نفسه، مؤكدين أن “هذا لن يوقفنا، نحن نركز على الصفقة”.

ونقل الاعلام عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة نتنياهو تقترب من نقطة لم يعد ممكناً بعدها التسامح مع تحديها لشركائها الأميركيين.

شارك المقال