اليونيفيل “جريحاً”… متى يقوم لبنان؟

لبنان الكبير / مانشيت

يحتقل المسيحيون الغربيون بعيد الفصح اليوم. المسيح قام. حقاً قام. ولبنان ما زال على درب الجلجة، بعدما خرب تجار الهيكل كل مؤسساته، وحكّموا دويلة ميليشيا بالدولة الوطنية بل بمصير الشعب اللبناني الذي يراقب بلا حول حرباً تحرق جنوبه بسبب حسابات تكمن ما بعد ما بعد ما بعد ما بعد حدوده. ووسط الدخان يتصاعد السؤال: متى قيامة لبنان؟

والسؤال يولد أسئلة: “حرب المشاغلة” من “حزب الله” و”حرب الاستنزاف المبرمج” من إسرائيل الى أين ستصل؟ وهل “الحرب الشاملة” باتت قريبة؟ وهل القرار الدولي 1701 ما زال صالحاً لضبط الوضع وللبناء عليه لحالة أكثر استقراراً مستقبلاً؟

بالأمس، كان يوم استهداف الـ1701 بامتياز عبر قذيفة جرحت 3 من مراقبي هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة ومترجماً لبنانياً، بما يرقى فعلاً الى “جرح” اليونيفيل كجسم وتكليف دولي وبالتالي وضعه ضمن دائرة التشكيك من كثيرين يرونه ناقصاً في جوانب عدة.

“اليونيفيل”

وبينما أعلنت “اليونيفيل” في بيان أنها لا تزال تحقق في مصدر الانفجار، اعتبرت أن استهداف قوات حفظ السلام “غير مقبول” وأنه جرى نقل المراقبين المصابين للعلاج.

وقال المتحدث باسم “اليونيفيل” أندريا تينينتي: “هذا الصباح، أصيب ثلاثة مراقبين عسكريين من بعثة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة ومساعد لغوي لبناني أثناء دورية راجلة على طول الخط الأزرق عندما وقع انفجار بالقرب من موقعهم. وتم الآن إجلاؤهم لتلقي العلاج الطبي. يدعم مراقبوOGL (UNTSO) اليونيفيل في تنفيذ ولايتنا”. وأشار إلى “أننا نحقق في أصل الانفجار”.

وشدد على وجوب “توفير السلامة والأمن لموظفي الأمم المتحدة. وتقع على عاتق جميع الجهات الفاعلة بموجب القانون الإنساني الدولي مسؤولية ضمان الحماية لغير المقاتلين، بما في ذلك قوات حفظ السلام والصحفيين والعاملين في المجال الطبي والمدنيين”، مكرراً دعوته لجميع الأطراف إلى “وقف التبادل العنيف الحالي لإطلاق النار قبل أن يتعرض المزيد من الأشخاص للأذى”.

إدانات

وأدان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي “استهداف” قوات الأمم المتحدة، معبّراً عن “تضامنه مع القوات الدولية بعد الاستهداف الذي أصاب آلية لليونيفيل ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى”.

وأعربت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، يوهانا فرونيكا، عن حزنها لإصابة المراقبين العسكريين الدوليين الثلاثة والمترجم اللبناني. وقالت على منصة “إكس”: “في الوقت الذي نكرر فيه التأكيد على ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة والمدنيين، فإن الحادث يذكرنا بالحاجة الملحة للعودة إلى وقف الأعمال القتالية عبر الخط الأزرق وإعادة الالتزام بتنفيذ القرار 1701″، الذي أنهى حرباً بين “حزب الله” وإسرائيل في العام 2006.

وباشرت وزارة الخارجية والمغتربين إعداد شكوى عاجلة الى مجلس الأمن الدولي إثر هذا الاعتداء، “المخالف للقانون الدولي، والقانون الدولي الانساني، لا سيما لجهة إستهداف حماة السلام من موظفي الامم المتحدة، بعد مسلسل استهداف الصحافيين، والمسعفين، والأطفال، والنساء، والمدنيين”، بحسب الوزارة، التي لفتت في بيان الى أن “هذا الاعتداء على القوات الأممية يأتي في سياق سياسة اسرائيل المتعمدة في عدم احترام قرارات الشرعية الدولية وممثليها منذ العام ١٩٤٨ ولتاريخه، ورغبتها الدائمة في شطب كل ما يتصل بعمل هذه الشرعية، ومن ضمنها سعيها الى وقف تمويل الأونروا، لتصفية حقوق الشعب الفلسطيني”.

نفي اسرائيلي

في المقابل، نفى الجيش الاسرائيلي شن غارة جوية على مركبة تقل مراقبين تابعين للأمم المتحدة في جنوب لبنان. وقال في بيان: “خلافاً للتقارير، لم يقصف جيش الدفاع الاسرائيلي مركبة تابعة لليونيفيل في منطقة رميش هذا الصباح”. (امس)”.

كما نفى المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي أن تكون القوات الاسرائيلية استهدفت المركبة.

الميدان

وكانت القرى الجنوبية شهدت أعنف جولات القصف الاسرائيلي، وغصت السماء بالمسيرات الحربية، فيما أعلن “حزب الله” عن سلسلة عمليات استهدفت موقعي المالكية والرادار، بالاضافة إلى قصف ثكنة راميم بصاروخ “بركان” ومبنى يتموضع فيه جنود العدو في مستعمرة أدميت.

بكركي تهاجم عين التينة

الى ذلك، رأى البطريرك الماروني بشارة الراعي في رسالة الفصح، التي وجهها من الصرح البطريركي في بكركي، أنّ “المجلس النيابي بشخص رئيسه وأعضائه، يحرم عمداً ومن دون مبرّر قانوني دولة لبنان من رئيس، مخالفاً الدستور في مقدّمته الّتي تعلن أنّ لبنان جمهوريّة ديموقراطيّة برلمانيّة، وفي طريقة انتخابه في المادّة 49، وفي فقدان المجلس صلاحيّته الاشتراعيّة، ليكون فقط هيئةً ناخبةً بحسب المادّة 75”.

وأسف الرّاعي لأنّه “لا توجد أيّ سلطة تعيد المجلس إلى الانتظام وفقاً للدستور. وبالنّتيجة، مؤسّسات الدّولة مفكّكة، والشّعب يعاني ويفقد الثّقة بجميع حكامه”، متسائلًا: “أين الميثاق؟ وأين العنصر المسيحي الأساسي في تكوين الميثاق الوطني؟”.

وعن الحرب على الحدود، قال الراعي: “يجب ألا يتحول جنوبنا من أرض وشعب الى ورقة يستبيحها البعض على مذبح قضايا الآخرين وفي قواميس حروب الآخرين. فجنوب لبنان بل كل أرض لبنان هي لكل اللبنانيين الذين يقررون سوياً ومعاً مستقبل وطنهم وسلامه وأمنه ومتى يحارب، ولأجل من يحارب. فندعو اللبنانيين الى كلمة سواء تعلن وقف الحرب فوراً ومن دون إبطاء، والالتزام بالقرارات الدولية ذات الصلة، لا سيما القرار 1701، وتحييد الجنوب عن آلة القتل الاسرائيلية وإعلاء مفاهيم السلام والقيامة على سواها من المفاهيم المغلوطة”.

شارك المقال