هوكشتاين يسبق بلينكن للمنطقة… هل بدأ رسم التسوية؟

لبنان الكبير / مانشيت

ثلاثة ديبلوماسيين أميركيين وفرنسيين في المنطقة، وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في بيروت اليوم، وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن يبدأ جولة في الشرق الأوسط الثلاثاء، وسبقهما الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في زيارة إلى تل أبيب التقى فيها وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت. وتأتي هذه الزيارات في ظل دفع واشنطن القاهرة الى عقد اتفاق هدنة بعد إقصاء الدوحة، ويبدو أن هناك خرقاً في مكان ما، بحيث تسرّب المصادر المصرية لوسائل الاعلام أن هناك “تقدما ملحوظا” في مساعيها مع طرفي الصراع، ولعل هذا التقدم هو ما دفع هوكشتاين إلى زيارة تل أبيب مستبقاً زيارة وزير خارجية بلاده، على الرغم من أن الحديث الرسمي هو أنه في “زيارة عائلية”، اذ يسعى منذ جولته الأخيرة بين بيروت وتل أبيب إلى تحضير الأرضية لانهاء التصعيد العسكري على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية بعد الاتفاق في غزة. وفي السياق نفسه تأتي زيارة سيجورنيه، الذي عدّلت ادارته من مبادرتها، فلحظت ارتباط الميدانين، وتراجعت عن مطالب تعجيزية لا يقبلها “حزب الله”.

وفيما يستمر التصعيد ميدانياً في الجنوب، علم “لبنان الكبير” أن “حزب الله” طمأن رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط في اللقاء الأخير بينهما أنه لن يوسع الحرب، وما يجري في الميدان هو تثبيت معادلات إلا في حال أرادت اسرائيل التوسيع فالحزب جاهز لكل الاحتمالات. ووصف المشاركون في الاجتماع بأنه “كان جيداً واتسم بالمصارحة المشتركة”.

الميدان

تستمر الاستهدافات المتبادلة بين اسرائيل و”حزب الله”، الذي أعلن عن كمين مركب استهدف آلية اسرائيلية قرب موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا المحتلة، وعن استهداف قوة مشاة في موقع المالكية. في المقابل، كشف الجيش الاسرائيلي، أنه “قصف بنى تحتية لحزب الله في شبعا جنوب لبنان بينها مستودع للأسلحة ومنصة لإطلاق الصواريخ، وقصف بنية تحتية عملياتية لحزب الله في كفرشوبا”.

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية، الى “مقتل إسرائيلي بصاروخ مضاد للدروع أطلقه حزب الله مساءً على منطقة هار دوف (مزارع شبعا)”، موضحة أن “سائق الشاحنة الاسرائيلي الذي قُتل في مزارع شبعا كان يعمل على إقامة عائق عند الحدود”.

إلى ذلك، نعت “الجماعة الاسلامية” عنصرين من جناحها العسكري “قوات الفجر” قتلا في غارة اسرائيلية استهدفت سيارة في منطق ميدون في البقاع الغربي.

هوكشتاين في تل أبيب

نقلت وسائل اعلام اسرائيلية أن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت بحث مع آموس هوكشتاين، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي جو بايدن، في التصعيد الجاري بين إسرائيل ولبنان على جانبي الحدود.

وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية، مساء أمس، بأن غالانت التقى هوكشتاين، خلال قيام الأخير بزيارة عائلية في تل أبيب، موضحةً أنه يعمل على التسوية بين إسرائيل ولبنان. وأشارت الصحيفة على موقعها إلى أن اللقاء أجري على خلفية التوتر بين إسرائيل و”حزب الله”، وأن هوكشتاين من المتوقع أن يلتقي في وقت لاحق، الرئيس الاسرائيلي إسحاق هرتزوغ.

وفي السياق، ذكرت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية أن هوكشتاين يصل إلى المنطقة، للبحث في خفض التصعيد على الحدود مع لبنان، مشيرة إلى أن “واشنطن رسمت خطوطًا لتحقيق بداية اتفاق حول وقف إطلاق النار وتحرير مختطفين في قطاع غزّة”. وبحسب الصحيفة، كانت الفرضية أنه “ابتداء من اللحظة التي يتحقق فيها الهدوء في الجنوب (جنوب فلسطين المحتلة)، فإن هوكشتاين سيجترح حلاً ما، والهدوء سيعود إلى الشمال، على الأقل لوقت ما”.

بلينكن في جولة جديدة

وسبق هوكشتاين بزيارته جولة جديدة يجريها وزير خارجية بلاده أنتوني بلينكن في الشرق الأوسط الثلاثاء. وتأتي الزيارة على وقع اشارات من القاهرة الى أن الاتصالات المصرية تجري مع الأطراف كافة بهدف الوصول الى هدنة، ووقف الحرب وإنهاء المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني. والتقى وفد أمني مصري، أمس، مسؤولين إسرائيليين، لبحث سبل استئناف المحادثات الرامية الى إنهاء الحرب في غزة، وإتمام صفقة لتبادل الأسرى، وفق ما نقلت وسائل الاعلام عن مصادر لم تسمّها. كما نقلت عن مسؤولين أن “إسرائيل ليست لديها أي مقترحات جديدة تقدمها؛ لكنها مستعدة للتفكير في هدنة محدودة يجري بموجبها إطلاق سراح 33 من النساء وكبار السن والمرضى بدلاً من 40 محتجزاً كان النقاش يدور حولهم من قبل”.

سيجورنيه في بيروت

وسط هذه الأجواء، يصل اليوم وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الى بيروت، حيث يطمح الى انتزاع ضمانة من اسرائيل و”حزب الله” بالتزام عدم خرق القرار 1701 بما يعيد الهدوء الى جانبي الحدود.

ونقلت وسائل الاعلام عن مصادر مسؤولة أن وتيرة الاتصالات تسارعت في صورة ملحوظة في الأيام الاخيرة لمنع أي هجوم اسرائيلي على لبنان، مشيرة الى أن المبادرة الفرنسية قائمة ولم تتغير، على الرغم من كثرة الوساطات والوسطاء نسبة الى الأهمية التي توليها فرنسا للبنان، وقدر بعض المسؤولين أن المساعي الفرنسية قد تختتم بزيارة للرئيس ايمانويل ماكرون نفسه

شارك المقال