“الحزب” يصدّ الزوار: غزة قبل لبنان

لبنان الكبير / مانشيت

قبيل بدء جولة وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه على المسؤولين، نعى “حزب الله” أي مبادرة قد يحملها للتهدئة على الحدود، مجدداً ربط الجبهة الجنوبية بغزة، وسط استمرار التصعيد عبر كثافة نيران اسرائيلية واستعراض عضلات مخابراتي من “الحزب” باستهدافات يقول انها نوعية، فيما نقلت وسائل الاعلام عن تقارير عسكرية، أن الجيش الاسرائيلي أعاد تموضعه على طول الحدود بما يبدو أنه خطط هجومية متزامنة مع انتشار حشود جديدة على الجبهة، وهي إما للضغط بشأن الحل الديبلوماسي أو استعداداً لعمل عسكري ضخم، لا يمكن معرفة تبعاته.

وسط هذه الأجواء، تتزايد ضغوط الولايات المتحدة على اسرائيل من جهة، وضغوط مصر على “حماس” من جهة أخرى من أجل دفع صفقة تبادل بينهما، في محاولة لتجنب اجتياح إسرائيلي مخطط له لرفح، تزامناً مع تسريبات أميركية عن إمكان فرض قيود على تسليح الجيش الاسرائيلي في حال تنفيذ عملية عسكرية كبيرة في رفح.

الميدان

ميدانياً، أعلن الجيش الاسرائيلي أن “مقاتلات إسرائيلية قصفت منشأة عسكرية تابعة لحزب الله في الريحان ومبنى عسكرياً في كفركلا جنوبي لبنان”. وكان الطيران الحربي واصل غاراته ليل أول من أمس، وقصف فجر أمس بلدتي كفرشوبا وشبعا في منطقة العرقوب. وأسفرت الغارات عن مقتل عنصر في حركة “أمل” وتدمير بعض المنازل والممتلكات. واستهدف ليل أمس مبنى في منطقة صربين، وأفيد عن سقوط أكثر من ١١ إصابة.

في المقابل، أعلن “حزب الله” أنه “رداً على اعتداءات العدو على القرى الصامدة والمنازل المدنيّة وخصوصاً الاغتيال الجبان على طريق السريرة، قصف ‏‏‏مساء الجمعة موقع حبوشيت ومقر قيادة لواء حرمون في ثكنة معاليه غولاني بعشرات صواريخ الكاتيوشا”.

وكذلك استهدف عناصره صباحاً “تموضعات ‌‏مستحدثة لجنود العدو غرب مستعمرة شوميرا بالأسلحة الصاروخية وأصابوها إصابة مباشرة”. ومساء أمس، أشار الى أنه استهدف موقعين عسكريين في شمال إسرائيل، رداً على قصف طاول ليلاً “منازل مدنية” في جنوب لبنان وأسفر عن 3 قتلى، بينهم مقاتلان من الحزب.

وقال الحزب في بيان: “رداً على اعتداءات العدو على القرى الصامدة والمنازل المدنيّة، خصوصاً بلدتي كفركلا وكفرشوبا، شن مجاهدو المقاومة الاسلامية اليوم (السبت)، هجوماً مركباً بالمسيرات الانقضاضية والصواريخ الموجهة على مقر القيادة العسكرية في مستوطنة المنارة وتموضع قوات الكتيبة 51 التابع للواء غولاني”.

الحزب ينعى مبادرات التهدئة

وفيما يبدأ وزير الخارجية الفرنسية جولة على المسؤولين أساسها التهدئة على الحدود، اعتبر نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أن المبادرات حول قضية جنوب لبنان غير قابلة للحياة إذا لم يكن أساسُها وقف إطلاق النار في غزَّة. وقال: “من يأتي بمبادرة تحت عنوان وقف إطلاق النار في الجنوب إراحةً لإسرائيل لتتمكن أكثر في غزَّة… نحن مع غزَّة وفلسطين ولسنا مع إسرائيل، لذا فلتتوقف في غزَّة أولاً وعندها تتوقف في لبنان، أمَّا أن يأتوا إلينا بتهديدات، فهذه التهديدات بأنَّ إسرائيل يمكن أن تهجم عليكم ويمكن أن تقاتلكم، نقول لهم تهديداتكم بإسرائيل تزيدنا قناعة بصوابية مواجهتنا وتصلِّب مواقفنا أكثر، وسنرى من تنفع معه التهديدات هم أو نحن”. 

ضغوط أميركية مصرية

في السياق، زادت الولايات المتحدة من الضغوط على إسرائيل، وزادت مصر من الضغوط على حركة “حماس”، من أجل دفع صفقة تبادل بينهما، في محاولة لتجنب اجتياح إسرائيلي مخطط له لرفح. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ”الشرق الأوسط”: “ان جهود ربع الساعة الأخير قبل اجتياح رفح تكثفت، وخلف الكواليس تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل من أجل إنجاح الصفقة، بينما تضغط مصر على حماس”.

وناقش مسؤولون مصريون مع نظرائهم الاسرائيليين في مصر، الأربعاء، اتفاقاً محتملاً، ثم وصل وفد مصري إلى إسرائيل الجمعة، من أجل مواصلة المباحثات. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن تل أبيب وافقت على الفكرة من حيث المبدأ، وقررت إعطاء مصر فرصة للتوصل إلى اتفاق قبل الهجوم على رفح. وأكد مسؤولون إسرائيليون لنظرائهم المصريين يوم الجمعة، بحسب موقع “واللا” الاسرائيلي، أن إسرائيل مستعدة لمنح مفاوضات الرهائن “فرصة أخيرة”. وقال مسؤولون آخرون إن مجلس الوزراء الحربي الاسرائيلي سمح لفريق المفاوضات الاسرائيلي للمرة الأولى هذا الأسبوع، بمناقشة إطلاق سراح أقل من 40 رهينة.

وأشار مسؤولون أميركيون لصحيفة “نيويورك تايمز”، الى أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيدرس إمكان فرض قيود على تسليح الجيش في حال تنفيذ عملية عسكرية كبيرة في رفح.

لقاء معراب

وسط هذه الأجواء، احضنت معراب لقاء سياسياً موسّعاً حمل لواء تنفيذ القرار 1701 فوراً “والا ذهبت الأوضاع نحو ما لا يحمد عقباه”، على حد تعبير أو “تحذير” رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، وخلص الى المطالبة بنشر الجيش اللبناني فوراً في الجنوب.

ورأى جعجع أن “حكومة تصريف الأعمال كاملة المواصفات وهي مسؤولة عما يحصل في جنوب لبنان”، مشيراً الى أن “الحزب يبرر وجوده بالدفاع عن لبنان، لكن تبين العكس وأنه غير قادر عن الدفاع، بعد الدمار الحاصل جنوباً”. ولفت الى أن “بقاء الحزب يمكن أن يعرض حدودنا الجنوبية للاختراق ومناطقنا الجنوبية للخطر”. وقال: “كل المعطيات تقول إنه في حال انتشر الجيش اللبناني في كل النقاط الموجود فيها الحزب في جنوب لبنان ينتهي الخطر، فماذا تنتظر الحكومة للتحرك؟. واعتبر أن “شعب الجنوب يدفع ثمن وجود ذراع عسكرية إيرانية على حدود إسرائيل”.

شارك المقال