رفح بالعلاقة الأميركية الاسرائيلية… وسخونة الجنوب ترتفع

لبنان الكبير / مانشيت

في يوم الانتصار على النازية يفشل العالم في وقف حرب الابادة الاسرائيلية على الفلسطينيين، بحيث انتهت اجتماعات القاهرة وغادرت الوفود من دون الوصول إلى نتيجة، بينما رفع الرئيس الأميركي جو بايدن الصوت مهدداً بوقف مد الكيان الاسرائيلي بالسلاح الأميركي، معترفاً بأن القنابل التي زودته واشنطن بها وأوقفتها الآن استخدمت في قتل المدنيين، ما يطرح التساؤل إن كان هذا الاعتراف سيستخدم في دعوى الابادة الجماعية في محكمة العدل الدولية. وفيما تعددت ردود الفعل على كلام بايدن وأولها من خصمه المحلي الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي اتهمه بالانحياز إلى “حماس”، وضع الوزير الاسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير، اسمي بايدن و”حماس” وبينهما قلب على منصة “اكس”، ليدخل على خط التعليقات وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت متوجهاً الى الأعداء والأصدقاء بالقول: “لا يمكن إخضاع إسرائيل وسنحافظ على وجود دولتنا مهما كان الثمن”. واختتم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو جوقة الردود بأن “إسرائيل ستقاتل بأظافرها في رفح إذا اضطرت”.

وسط هذه الأجواء وتزامناً مع تهديد ايراني نووي جديد، يستمر التصعيد على جبهة جنوب لبنان، بل ويتزايد أكثر كل يوم، بحيث أفيد عن مقتل 6 عناصر من “حزب الله” و3 من حركة “الجهاد الاسلامي” بين الأربعاء والخميس، فيما ارتفعت حصيلة الجنود الاسرائيليين القتلى هذا الأسبوع إلى 4 بعد مقتل جندي أمس في موقع المالكية إثر استهدافه من “حزب الله”. ومن المتوقع أن ترتفع وتيرة التصعيد في حال توسعت العملية العسكرية في رفح.

ملف النزوح

وفيما الجبهة تشهد تصعيداً، لا يزال الملف الأبرز على الساحة اللبنانية هو “النزوح” السوري، فقد عقدت في الصرح البطريركي في بكركي، الطاولة المقفلة لمناقشة ملف اللاجئين السوريين في لبنان، بدعوة من المركز الماروني للأبحاث والتوثيق، برئاسة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، مع عدد من الوزراء وقادة الأجهزة الأمنية. وكشف وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين بعد الاجتماع أن أول قافلة عودة ستكون الثلاثاء المقبل وتضم ألفي نازح على أن تتبعها قافلة ثانية بعد أسبوع.

الميدان

قُتل 6 عناصر من “حزب الله”، بين مساء الأربعاء والخميس، فيما أعلن عن مقتل جندي إسرائيلي في هجوم نفّذه الحزب على أحد المواقع العسكرية، وسط تطور لافت في وتيرة العمليات العسكرية للحزب ونوعيتها.

وأشار الدفاع المدني اللبناني إلى “سقوط 4 شهداء”، وأن فرقه تعمل على “إخماد حريق شبّ داخل سيارة من نوع (رابيد) استهدفتها غارة جوية إسرائيلية على طريق عام بافليّه”.

لاحقاً، نعى الحزب 3 من عناصره، هم علي أحمد حمزة من بلدة دبعال وسكان بلدة المجادل في جنوب لبنان، وأحمد حسن معتوق من بلدة صير الغربية، وحسين أحمد حمدان من منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك بعد ساعات على نعيه عنصرين مساء الأربعاء هما مصطفى علي عيسى من بلدة الدلّافة في البقاع الغربي، وحسن محمد إسماعيل من بلدة كفرفيلا الجنوبية.

والعنصران اللذان قتلا الأربعاء، كانا قد سقطا في غارة أخرى على بلدة العديسة الحدودية، إضافة إلى 3 عناصر في “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الاسلامي” الفلسطينية، قتلوا الأربعاء، في غارة استهدفت منزلاً في بلدة الخيام جنوب لبنان.

وهي المرة الأولى التي ينعى فيها “حزب الله” عناصر له، منذ نحو أسبوعين، وأعلن عن استهداف مقاتليه بعد ظهر ‌‏الخميس “إحدى المنظومات الفنية المستحدثة التي تم تثبيتها مؤخراً في موقع ‏راميا بالأسلحة المناسبة، وأصابوها إصابة مباشرة، ما أدى إلى تدميرها”، وعن استهدافه “مركزاً ‏قيادياً مستحدثاً للعدو الاسرائيلي في مستعمرة نطوعة بقذائف المدفعية”.

وأفادت وسائل الاعلام بأن مسيرة انقضاضية قادمة من لبنان انفجرت بهدف للعدو داخل مستعمرة المطلة بعد محاولات اعتراضية للقبة الحديدية والطيران الحربي، لافتة إلى أن “أحد الصواريخ الذي أطلقته الطائرات الحربية أثناء محاولات اعتراض المسيرة الانقضاضية انفجر في أطراف مدينة الخيام محدثاً دوي غارة جوية”. كما أفادت باستهداف محيط مستعمرة شلومي بصاروخ ثقيل.

انتهاء مفاوضات القاهرة

وفيما أعلن عن انتهاء جولة المفاوضات الأخيرة حول الهدنة في غزة ومغادرة الوفود القاهرة، أشار مسؤولون اسرائيليون لوسائل الاعلام إلى أن الجيش سيمضي قدماً في عملياته في رفح. وأعلن الجيش أنه نفذ غارات جوية على بنى تحتية عسكرية لحركة “حماس” في منطقة أقصى جنوب قطاع غزة المحاصر، بما فيها مواقع للقناصة في حي الزيتون.

الخلاف الأميركي الاسرائيلي

إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن يعتقد أن تنفيذ إسرائيل عملية كبيرة في رفح لن يحقق هدف إلحاق الهزيمة بحركة “حماس” في غزة.

وقال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض للأمن القومي في مؤتمر صحافي: “اجتياح رفح… لن يحقق هذا الهدف”.

وأضاف كيربي أن “حماس” تعرضت لضغوط كبيرة من إسرائيل، وأن هناك طرقاً أفضل الآن لملاحقة فلول قيادة الحركة بدلاً من تنفيذ عملية محفوفة بمخاطر كبيرة على المدنيين.

وتابع: “القول بأننا نتخلى عن إسرائيل، أو لسنا مستعدين لمساعدتها على إلحاق الهزيمة بحماس، لا يستقيم مع الحقائق”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أمس إن واشنطن تعتقد أن أي عملية عسكرية كبيرة في رفح ستضعف موقف إسرائيل في محادثات الرهائن مع “حماس”.

وذكر ميلر أن واشنطن لا تزال تتواصل مع إسرائيل بشأن تعديلات في مقترح وقف إطلاق النار المقدم من حركة “حماس”، مشيراً الى أن العمل جار لوضع اللمسات النهائية على نص اتفاق، لكن ذلك العمل “بالغ الصعوبة”.

وأعلن الأميرال دانيال هاغاري كبير المتحدثين باسم الجيش الاسرائيلي أن الجيش لديه الذخائر اللازمة لعملية رفح وغيرها من العمليات المقررة.

في المقابل، رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي على ما يبدو تعهداً قطعه الرئيس الأميركي بوقف بعض إمدادات الأسلحة لإسرائيل إذا هاجمت رفح، مؤكداً أن بلاده مستعدة للوقوف بمفردها إذا لزم الأمر.

وقال نتنياهو في بيان مصور: “مثلما قلت من قبل، سنقاتل بأظافرنا إذا اضطررنا لذلك.. ولكن لدينا ما هو أكثر بكثير من أظافرنا، فبهذه القوة الروحية وبمساعدة الرب سننتصر معاً”.

تهديد نووي ايراني

وفيما يتخوف العالم من توسع الحرب في الشرق الأوسط، قال أعلن مستشار المرشد الأعلى الايراني كمال خرازي أن طهران ستضطر إلى تغيير عقيدتها النووية إذا هددت إسرائيل وجودها، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن سلاح نووي إيراني.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الايرانية أمس عن خرازي قوله: “لم نتخذ بعد قراراً بصنع قنبلة نووية، لكن إذا أصبح وجود إيران مهدداً، فلن يكون هناك أي خيار سوى تغيير عقيدتنا العسكرية”.

شارك المقال