يبدو أن الهدف الاسرائيلي بالرد على تصعيدات “حزب الله” الأخيرة، التي كشف فيها عن أسلحة جديدة في المعركة، هو قطع طريق دمشق – بيروت، الذي يعد خط امداد حيوي للحزب وتحوّل إلى ساحة اغتيالات اسرائيلية لقيادات الممانعة، مع تسجيل عمليتي اغتيال خلال ٢٤ ساعة. وفيما الميدان إلى مزيد من التصعيد، كشف موقع أميركي عن محادثات أميركية – إيرانية في سلطنة عمان لتخفيف التصعيد في المنطقة، ما قد يمهد لترتيبات على صعيد الشرق الأوسط من غزة إلى لبنان واليمن وحتى الاتفاق النووي الايراني.
وبينما الحرب مشتعلة جنوباً، والاغتيالات منتشرة على مساحة البلد، عاشت الضاحية الجنوبية حرباً من نوع آخر، حين قرر عشرات المشاغبين والزعران الانتفاض في وجه تطبيق القانون بهجوم على مخفر المريجة تطور إلى إطلاق نار، بالتزامن مع مسيرات سيارة للدراجات النارية، رفضاً للخطة الأمنية التي تقضي بحجز المخالفة منها، وسط هتافات وشتائم ضد الدولة.
أما على صعيد الملف الرئاسي، فقد قوبلت خريطة الطريق التي وضعها سفراء “الخماسية الدولية” بردود فعل إيجابية على صعيد القوى السياسية، تصدرها رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي أبدى في حديث صحافي استعداده لعقد جلسات متتالية وبدورات متتالية، تؤدي إلى انتخاب الرئيس، قائلاً: “لا أرى وجود أي مشكلة أو عائق من جانبنا”. إلا أن حديث بري لم يوضح إن كانت معضلة الدعوة وترؤس المشاورات قد حلت.
الميدان
تواصل التصعيد على جبهة الجنوب، مع استمرار عمليات الاغتيال التي تنفذها إسرائيل ضد عناصر وقياديين في “حزب الله” وحركة “حماس”، لا سيما على خط بيروت – دمشق الذي شهد عمليتي اغتيال خلال 24 ساعة، الأولى كانت مساء الجمعة عندما استهدف القصف القيادي في “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” شرحبيل علي السيد، في بلدة مجدل عنجر على بعد 5 كيلومترات من الحدود مع سوريا، والثانية يوم أمس السبت حين استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة قرب حاجز للفرقة الرابعة في منطقة الديماس بريف دمشق، على الطريق الواصلة الى طريق دمشق – بيروت، ما أدى الى تدميرها واحتراقها، وأفادت معلومات صحافية بنجاة من كان بداخلها، وهما قيادي في “حزب الله” ومرافقه.
وسبق ذلك استهداف الطيران المسير دراجة نارية في الناقورة حيث أصيب الراكب وهو صياد سمك، بجروح، نقل على أثرها إلى المستشفى، في وقت طال فيه القصف بلدات جنوبية عدة.
في المقابل، أعلن “حزب الله” تنفيذه عمليات عدة، وقال في بيانات متفرقة إنه استهدف “تجمعاً لجنود الجيش الاسرائيلي في محيط ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية»، ورد على استهداف صياد في الناقورة بقصف موقع رأس الناقورة البحري بقذائف المدفعية. وبعد الظهر، استهدف التجهيزات التجسسية في موقع الرمثا بالأسلحة المناسبة، ومن ثم المنظومات الفنية والتجهيزات التجسسية في موقع الراهب بالأسلحة المناسبة، وتموضعاً لجنود إسرائيليين داخل غرفة في ثكنة راميم بمحلقة هجومية انقضاضية أصابتها بصورة مباشرة.
مفاوضات ايرانية – أميركية
وفيما التصعيد مستمر في لبنان وغزة، نقل موقع “أكسيوس” الإخباري، عن مصادر مطلعة، أن اثنين من كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، عقدا محادثات غير مباشرة مع مسؤولين إيرانيين في سلطنة عمان هذا الأسبوع بشأن كيفية تجنب تصعيد الهجمات في المنطقة.
وذكر مصدران أن المحادثات بين مسؤولي إدارة بايدن والمسؤولين الايرانيين ركزت على توضيح عواقب تصرفات إيران ووكلائها في المنطقة، كما بحثت في المخاوف الأميركية بشأن وضع البرنامج النووي الايراني.
وأشار “أكسيوس” الى أن المحادثات، التي شارك فيها كبير مستشاري الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، وأبرام بالي القائم بأعمال المبعوث الأميركي لشؤون إيران، كانت الأولى بين الولايات المتحدة وإيران منذ كانون الثاني، عندما عقدت مفاوضات مماثلة في عمان.
بري يتجاوب مع “الخماسية”
على صعيد الملف الرئاسي، تنظر مصادر سياسية رفيعة الى بيان “الخماسية” بإيجابية وتراه منسجماً مع طرح الرئيس بري والتزاماته، إذ تبنّت “الخماسية” اقتراح “الأستاذ” مع تعديل مصطلح الحوار بالمشاورات. وقرأت مصادره في كلام “الخماسية” عن الجلسة المفتوحة بدورات متعددة ترجمةً للمتفق عليه مع الرئيس بري من غير الدخول في تفاصيله، إذ إن اقتراح بري واتفاقه مع “الخماسية”، وفق معلومات موقع “لبنان الكبير”، هو أن يعقد جلسة مفتوحة بأربع أو خمس دورات متتالية ويُقفل بعدها المحضر في حال لم يحظَ أي مرشح بالأكثرية. ويكون تحديد موعد الجلسات بمعدّل جلسة مفتوحة كل ٤٨ ساعة، أي جلسة انتخاب يليها يوم من دون انتخاب وبعده جلسة مفتوحة أخرى بدورات متعددة.
الا أن تحديد موعد المشاورات يتوقف على انتهاء “الخماسية” من حراكها باتجاه الكتل النيابية، إذ سيتوزع السفراء على الأطراف السياسية للتأكد من مشاركتها في المشاورات، ومن ثم يتم تحديد موعد مع الرئيس بري لوضعه في نتيجة حراكهم واستنتاجاتهم بخصوص الآلية والنقاط العالقة. ومن هذا الباب يستبعد مصدر سياسي رفيع أن تنتهي كل هذه النقاط قبل نهاية أيار، كما حدد بيان “الخماسية”.
غزة
في غزة، أعلن المركز الفلسطيني للإعلام أن أصوات إطلاق نار كثيف وانفجارات دوت في جنوب غرب المدينة وفي شمال القطاع صباح أمس، وأن اشتباكات ضارية دارت أيضاً بين الفصائل والقوات الاسرائيلية في مخيم جباليا، حيث تواصل القوات الاسرائيلية عملية عسكرية منذ عدة أيام.
وفي رفح جنوب القطاع، تعرضت مناطق جنوب المدينة وشرقها لقصف مدفعي مكثف وهجمات بطائرات الهليكوبتر. كما استهدفت غارة إسرائيلية منطقة الفراحين شرق بلدة عبسان الكبيرة في خان يونس.
وفي وقت سابق، أفاد “تلفزيون الأقصى” بأن شخصين قُتلا مساء أمس جراء استهداف طائرات إسرائيلية لمنزل بوسط رفح. كما أطلقت طائرات إسرائيلية عدة صواريخ صوب مدرسة فيصل بن فهد غرب مخيم جباليا، ما أدى الى مقتل مواطن وإصابة آخرين.
وأكد “تلفزيون فلسطين” سقوط 15 قتيلاً و30 مصاباً جراء غارات إسرائيلية على مواطنين حاولوا العودة إلى منازلهم في مخيم جباليا. ونقل “تلفزيون الأقصى” عن الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، أن العمليات العسكرية الاسرائيلية في جباليا تسببت في دمار نحو 300 منزل بصورة كاملة.