يشوعي لـ”لبنان الكبير”: هل يجوز مطالبة من أوصل البلد الى ما وصل اليه بالاصلاح؟

لبنان الكبير
إيلي يشوعي

استغرب الخبير الاقتصادي ايلي يشوعي، في حديث لـ”لبنان الكبير”، “من أشخاص يعتبرون أنفسهم مسؤولين، وفي الوقت عينه هم أبعد ما يكونون عن تحمل المسؤولية”، معتبراً أن “ما يجري اليوم هو الفوضى بعينها في كل مكان وعلى كل الأصعدة. الدولة تتفكك كل يوم أكثر من يوم. المؤسسات تنهار بسرعة كبيرة. الناس في وضع معيشي ليس صعباً انما مستحيل خصوصاً لمن له دخل أو أجر فردي بالليرة اللبنانية، ومهما صحح الأجر لا يمكن تغطية الحاجات الضرورية”.

وقال: “هل يمكن المراهنة على الطبقة السياسية وعلى القضاء النزيه؟ القضاء الداخلي أو الدولي ان لم يستطع استرداد الأموال المفقودة بالعملة الصعبة والتي هي ملك الناس أو أجزاء أساسية منها، فإن الوضع الى المزيد من التدهور. لا يمكن لشعب بأكمله الاعتماد على تحويلات اللبنانيين أو مردود بعض الصادرات خصوصاً أن الدولة مفلسة. كنا من أغنى دول العالم بنسبة الودائع في الدولار قياساً الى عدد السكان. أليس هناك أي مسؤول عن هذا التدهور السريع وفقدان عشرات مليارات الدولارات؟ ليس هناك أي محاولة جدية للانقاذ”.

واذ أكد يشوعي أنه “لا يجوز أن يضحك الخارج على عقول اللبنانيين ويطالبهم بالاصلاح”، تساءل “هل يجوز مطالبة من أوصل البلد الى ما وصل اليه بالاصلاح؟ هل يمكن طلب البناء من الهدامين؟ مطالبة السلطة بالاصلاحات مزحة لأن ذلك يعني ادانة لها. ثم من يضع القوانين الاصلاحية؟ أليس فريق الهدامين؟ هل يمكن أن نصدق أن أي قانون جدي يمكن أن يكشف مسببي فقدان الأموال قد يسير الى طريق التنفيذ؟ من كان وراء انهيار لبنان وسقوطه سياسياً واقتصادياً ومصرفياً واجتماعياً يمكن أن يقبل بقانون كهذا؟ طبعاً لا يقبلون لأنهم هم المرتكبون”.

ولفت الى أن “الجوع كافر، ولا يمكن تحمله، ونحن في مرحلة الجوع وكل الأمور واردة”، متمنياً على المسؤولين “أن يجلسوا مع بعضهم البعض، ويتبرعوا بأموالنا، ويغذّوا خزينة الدولة سراً، وضخ مليارات الدولارات. والأفضل أن يقوموا بهذا الفعل رضائياً قبل أن يحصل ذلك بالالزام. من سيحميهم في النهاية اذا الشعب ثار؟ لأن من يرمي نفسه في مركب الموت هرباً من الجوع لن تصعب عليه محاسبة هؤلاء. أنقذوا أنفسكم بالتبرع لأنه سيحميكم من غضب الناس. عندما يموت الضمير، وتخفت مخافة الله وتختفي من النفوس، يفقد الانسان كل شيء، ويصبح كائناً مرعباً”.

ورأى أن “البلد يتيم، بلا سلطة ولا مسؤولين ولا مهتمين. المسؤولون أتوا الى السلطة من أجل مصالحهم وليس من أجل البلد أو اللبنانيين. الهدف من السلطة، السلطة بحد ذاتها ووسيلة للاثراء غير المشروع. لو كان هناك حد أدنى من عزة النفس، فليستقل فريق الهدم لأنه ليس لديه مستقبل سياسي، فهو فشل في ادارة البلد فشلاً مدوياً، وبطريقة الحكم، وبسياساته الخاطئة. الطبقة السياسية، تاجرت بالدين كثيراً وبالحصص الطائفية، وهذا لا ينفع لا بل نتائجه كارثية، وهذا ما نعيشه اليوم”.

 

شارك المقال