نجار لـ”لبنان الكبير”: القمة العربية تريد التميز عن الدول الغربية وأميركا

لبنان الكبير
ابراهيم نجار

قال الوزير السابق ابراهيم نجار لموقع “لبنان الكبير”: “إقرأ تفرح… أما بعد، مما لا شك فيه ان القمة العربية حدث مهم، وستكون بوابة عودة سوريا الى جامعة الدول العربية والى المجتمع العربي. واستمعت بإمعان الى خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، ووجدت أنه لم يتنازل عن أي شيء أو عن أي طرح أو عن أي حجة كانت سوريا تتسلح بها في الماضي في سياستها الخارجية. لم تتبدل سوريا، وأنا على يقين بأن عودتها الى البوتقة العربية على هذا النحو، انتصار كبير للمصالح العربية التي تريد مكافحة الأصولية في المنطقة. ولا بد من الاشارة الى أن الرئيس السوري في خطابه، تطرق الى السياسة الخارجية التركية والى الدول التي تساند من سمّاهم الاخوان، وانه يريد مساندة دول الخليج في اعادة اعمار سوريا، لكن قراءتي لهذه القمة، تأخذ في الاعتبار السياسات الدولية في الوقت الحاضر”.

ورأى أن “القمة العربية الى حد ما، تبدو وكأنها تريد التميز عن الدول الغربية وعن الولايات المتحدة الأميركية، وكأنها أيضاً تعيد عجلة السير الى الوراء بالنسبة الى العلاقات مع دولة اسرائيل. في هذا السياق، يمكن القول ان السياسات الايرانية والروسية، تخرج منتصرة الى حد ما بفعل هذا الانتقاء العربي، وهذا حدث جديد تتزعمه المملكة العربية السعودية، ومن شأنه اعادة خلط الأوراق بصورة غير مباشرة، ويبقى رهن التطبيق والتجربة. اما الملاحظة الأخرى، فإن دولة قطر، تجاوبت مع الدول العربية من أجل اعادة سوريا الى البيت العربي، لكنها لم تغيّر سياستها تجاه سوريا، وبذلك، لا تزال على تميزها بالنسبة الى سياسة المملكة السعودية وبالنسبة الى المصالح التي تعصف بسوريا اليوم. لذلك، علينا التنبّه وقراءة الأوضاع الجديدة بكل حذر. صحيح أننا سعداء بعودة الوئام والوفاق الى الدول العربية، لكننا أيضاً من جهة أخرى، علينا أن نكون حذرين جداً بالنسبة الى ردود الفعل التي سوف تنتج عن هذا كله”.

أما بالنسبة الى البنود المتعلقة بلبنان، فاعتبرها نجار “جيدة جداً، وتؤسس لقاموس سياسي جديد لاسيما لجهة التمييز بين المقاومة والارهاب وكأن الدول العربية، قبلت بإحتضان منطق ايران في تحالفها مع حزب الله اللبناني. هناك تغيّرات لم تكن منتظرة. كل هذا القاموس القانوني الذي يكرّس المطالب اللبنانية في ما يتعلق بانتخاب الرئيس وتشكيل حكومة واعادة تأسيس الدولة والاصلاحات وملف المرفأ وغيرها من القضايا، مرحب بها الى حد بعيد، لكن كل ذلك يبقى في اطار التمنيات، ويدخل في منطق إقرأ تفرح، ونأمل أن تتطابق حسابات الحقل مع حسابات البيدر”.

واستغرب نجار حضور الرئيس الأوكراني الذي ألقى كلمة أمام المشاركين في قمة جدة، مشيراً الى أن “الانتقائية أو البراغماتية كأنها كانت أيضاً في صلب التوجهات العربية الجديدة حتى لو لم تكن بالمعنى الدولي للكلمة، مرتكزة الى سياسات واضحة المعالم. القاء الكلمة، انجاز كبير، لكن يبقى السؤال هل هذا يحصّن المملكة العربية السعودية تجاه الدول الغربية؟”، مؤكداً أن “القمة محاولة جديدة لارضاء فرقاء متعددين من دون أن يكون هناك رابط منطقي موحد. انها سياسة انتقائية براغماتية، فهل هذا هو النمط السياسي العربي الجديد؟ وتبقى نقاط استفهام متعددة”.

شارك المقال