كسروان – جبيل… “البرتقالي” الخاسر الأكبر

هيام طوق
هيام طوق

الإحصاءات تشير إلى أن المعارك الانتخابية القوية ستكون في الدوائر والمناطق المسيحية خصوصاً في دائرة الشمال الثالثة التي تعتبر أم المعارك الرئاسية، تليها دائرة كسروان – جبيل التي تعتبر عاصمة الموارنة وتحدّد بشكل كبير المزاج المسيحي العام، والتي تتميز بالزعامات والبيوت السياسية والحضور القوي للأحزاب والتيارات السياسية خصوصاً “التيار الوطني الحر” الذي لطالما شكلت هذه الدائرة حاضنة أساسية للبرتقاليين الذين، وبحسب مصادر متابعة، ان المزاج الشعبي انقلب رأساً على عقب في ظل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية المأساوية التي وصل اليها البلد في العهد الذي انتظر مؤيدوه أن يكون قوياً وتغييرياً واصلاحياً، الا ان الوقائع جاءت مخيبة للآمال. وبالتالي، فإن “التيار” يعاني تخبطاً داخل صفوفه وفي هذه الدائرة بالذات التي تتم فيها غربلة الاسماء بشكل دقيق جداً لأن المنافسة قوية وصعبة، وهو بحاجة الى ترشيح أسماء لها ثقلها وشعبيتها لأن الأسماء والمرشحين لدى كل الأطراف تُزان بميزان “الجوهرجي”.

وفيما تؤكد المصادر أن نتائج انتخابات 2022 في دائرة كسروان – جبيل ستشكل مفاجأة كبرى لصالح السياديين، تشير الى ان “التيار” سيخسر مدماكاً أساسياً ورافعة مهمة في كسروان مثل نعمت افرام الذي ترأس الأصوات التفضيلية في انتخابات 2018، وشامل روكز الذي سيكون خارج اللائحة البرتقالية بحسب ما قال لـ”لبنان الكبير”، والذي اعتبر ان الاعلام يتحدث عن الانتخابات أكثر مما هي الامور فعلية على الارض اذ لا شيء واضحاً حتى الساعة، والكل بانتظار الطعن وما سيقرره المجلس الدستوري وتسجيل المنتشرين في الخارج خصوصاً ان الوضع في البلد حالياً حساس جداً. ولفت روكز الى انه يفكر بتشكيل لائحة تضم مستقلين غير حزبيين، وعلاقتي جيدة مع الجميع، لكن لا اتفاق ولا حديث جدياً حتى الآن في هذا الاطار.

وفي حين ان الصورة الانتخابية لا تزال ضبابية خصوصاً لناحية الأسماء واللوائح التي لا تزال غير مكتملة، اذ ان كل الأطراف من أحزاب وتيارات وشخصيات من بيوت سياسية يرفضون الحديث عن تحالفات نهائية أو الكشف عن أسماء معينة على اللوائح لأنه حسبما يقولون ان الوقت مبكر وان الأسماء يمكن أن تتبدل أكثر من مرة خلال هذه المرحلة لان كل جهة تترقب مرشحي الجهة الأخرى لمعرفة الوزن الشعبي لكل مرشح خصوصاً ان هناك أسماء ستكون المنافسة بينها “على المنخار”.

مع العلم ان مراقبين ومواكبين للحملة الانتخابية في هذه الدائرة يوضحون لـ”لبنان الكبير” ان هناك 4 مقاعد ربما تكون مؤكدة لكل من نعمت افرام وفريد هيكل الخازن “والقوات” و”التيار” الا أن التحالفات والأسماء تلعب دورها كما ان تطور الأوضاع والمواقف السياسية تبدل من آراء المقترعين، وبالتالي، فإن المعركة مفتوحة على كل الاحتمالات إلا ان الخاسر الأكبر بحسب الاحصاءات هو “التيار الوطني الحر”، في حين تحافظ “القوات” على قدرتها الانتخابية مع تقدم طفيف.

ولفت مصدر مطلع الى ان السياديين وقوى التغيير في هذه الدائرة يضعون كل ثقلهم للوصول الى البرلمان حتى لو لم يكونوا على اللائحة عينها، مشيرا الى ان الاحصاءات والارقام تكشف “تحليق” افرام الذي يحاول العمل حالياً على تحقيق حاصلَين في اللائحة.

وعلى الرغم من ان ما من شيء نهائي حتى الساعة على صعيد التحالفات واللوائح في الدائرة التي يتنافس فيها المرشحون على ثمانية مقاعد (سبعة للمسيحيين، ومقعد للشيعة) إلا انه يتم الحديث عن بروز أربع لوائح أساسية: لائحة نعمت افرام الذي يتحالف مع قوى التغيير ومع “الكتلة الوطنية” و”الكتائب” ومجموعات من المجتمع المدني. واللائحة الثانية لفريد هيكل الخازن الذي يدخل بقوة الى استحقاق 2022.

أما اللائحة الثالثة التي يشكلها “التيار الوطني الحر”، فمن المنتظر أن تضم الوزيرة السابقة ندى البستاني والنائب الحالي روجيه عازار، ومن المتوقع بقاء النائب سيمون أبي رميا في جبيل أما المقعد الشيعي فهو رهن الاتصالات الجارية مع “حزب الله” وإذا كان التحالف سيكون قائما أم لا، مع العلم ان أحد المراقبين في جبيل لفت لـ”لبنان الكبير” الى ان التيار سيتحالف مع حليفه الاستراتيجي في جبيل على الرغم من ان الناس غير راضية عن هذا التحالف، وهم يقولون ان العقلية تغيرت وبات كل شيء واضحا أمامنا، ولا يمكن شراء أصواتنا في الانتخابات المقبلة بصفيحة بنزين أو مازوت من هنا أو بمبلغ مالي من هناك لأن “أيام الضحك علينا” ولّت الى غير رجعة بعد أن لمسنا ان الرشوة الانتخابية أوصلت البلد وناسه الى جهنم.

واللائحة الرابعة لـ”القوات” إذ ان بقاء النائب زياد حواط في جبيل حتى الآن قائم مع حديث عن انضمام القاضي بيتر جرمانوس.

ويبقى هناك أسماء معروفة في الدائرة لم تحسم ترشحها بعد مثل منصور البون وفارس سعيد اللذين يتحركان ويعقدان اللقاءات بعيداً من الاضواء لغربلة الامور واتخاذ القرار المناسب.

شارك المقال