فيها حاجة حلوة…

عبدالعزيز حسين الصويغ

مصر حلوة…

كتبت مراراً وتكراراً انني أُحب مصر، وأقيم فيها في أمان مع نفسي ومع من أودّهم من الأحباب هنا… مصريين وغير مصريين ممن يعيشون في هذا البلد الكريم، ومنهم ما يُقارب 700 ألف سعودي.

هل يمكن أن يقول أحد أن هذا الكلام هو مجرد كلام لا يخرج من القلب… أو مجرد مجاملة.

أقول: كلام لمن؟… ومجاملة لمن؟

إنه كلام يخرج من القلب… فمثل هذه الكلمات لا تخرج فجأة من فم من يقولها، لكنه يعنيها.

لكن… هل يعني هذا أنني لا أُحب بلادي المملكة العربية السعودية؟!

كيف لإنسان أن يخرج بهذا المعنى، أو يصل إلى هذه النتيجة إلا إذا كان إنساناً معتوها فاقد العقل والمنطق! لذا فُجعت عندما خرج هناك ضيف كان يزور بلادي وقال فيها كلمات جميلة… قالها من القلب الفنّان حسن الرداد عن بلادي… السعودية. فالرجل عبّر عن غبطته وسروره بوجوده في بلاد يعتز بها كل من يزورها – حتى لا أقول المسلمين وحدهم. فهي بلد تفتح قلبها للناس، كل الناس.

فٌتحت النار على الرجل، وعُلقت له المشانق من قبل البعض وخلطوا “شعبان في رمضان”…

هل أن أُحب أنا مصر يعني أنني لا أكنّ المحبة لبلدي… السعودية؟

وهل يعني أن يُحب حسن الرداد السعودية ويتمنى الإقامة فيها أن يكره بلاده… مصر، وأنها لا تشكل له قيمة وليس لها في قلبه مكان؟!

لكنه ليس كلام حسن الرداد ما أثار قلوب من تبلّوا عليه، وكالوا له التهم من قلوبهم المريضة… لكنه أبلغ تعبير عند هؤلاء بالشعور بالفشل، والغيرة على ما تحقق على أرض السعودية.

وأقول… هي بالنسبة للمملكة العربية السعودية مجرد بدايات خجولة… وليعذرنا الجميع إذا ما خرجت هذه البدايات بهذه الروعة والجمال اكتسحت فعاليات كثيرة سبقتها بعقود طويلة. فجاءت بداياتنا لتقفز فوق كل الإنجازات لمن سبقنا. لذا نتقدم لهؤلاء بالأسف الشديد لنجاحنا الباهر، فليس في أيدينا إلا أن نكون مبدعين.

أعذرونا على نجاحنا… ولا عزاء لكم على تفاهتكم… ودواخلكم المُظلمة.


عبدالعزيز حسين الصويغ | كاتب سعودي وسفير سابق

شارك المقال