مشهد الضريح اختصر كل الكلام

تالا الحريري

لم تمر ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري مرور الكرام، وكالعادة امتلأت ساحة الشهداء بالمواطنين من مختلف الأعمار والأجناس ومن كل المناطق اللبنانية ليحيوا هذه الذكرى الأليمة التي ما زال تأثيرها قوياً عليهم وعلى لبنان حتى يومنا هذا. ما زال المواطنون يتحسرون على غياب الرئيس الشهيد، واليوم باتوا يتحسرون أكثر على غياب الرئيس سعد الحريري عن الساحة السياسية.

اختصرت المشهد على الضريح حشود من المواطنين والشخصيات، أتت منذ ساعات الصباح الباكر لقراءة الفاتحة عن روح الرئيس الشهيد ورفاقة الأبرار، ولم تفوّت المناسبة من دون التعبير عن تأييدها النهج الذي سار عليه الرئيس الشهيد وأكمله نجله الرئيس سعد الحريري، الذي التفت الحشود حوله ما يثبت حاجة الشعب والبلد اليه في هذه الأيام العصيبة.

وككل سنة، لم يفوّت الرئيس سعد الحريري إحياء ذكرى والده بزيارة الضريح لقراءة الفاتحة والتواجد بين المواطنين، الذين استقبلوه بالهتافات تعبيراً عن انتمائهم اليه ورغبتهم في عودته الى الحياة السياسية، ليعودوا أقوى، مؤكدين البقاء على وفائهم وانتمائهم اليه والى سياسته الحريرية. ولم يكتفوا بالهتافات بل رفعوا الأعلام واللافتات المؤيدة له وللرئيس الشهيد، وسط صرخاتهم المليئة بالحسرة والقهر، مرددين “من بعدك البلد ضاع، الله لا يسامح يلي اغتالك”.

وغصت ساحة الشهداء بالناس الذين زينوا الضريح بأكاليل الورد، وتوالى وصول الشخصيات الى الضريح وفي مقدمها النائب بهية الحريري وأفراد من العائلة ونايلة تويني الذين تواجدوا الى جانب الرئيس سعد الحريري أثناء قراءة الفاتحة، ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ورئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط ونجله رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط ووزير الداخلية بسام المولوي وعدد من الشخصيات ونواب من كتلة “المستقبل” ووفد من منسقي تيار “المستقبل”.

وخص مستشار وزير الصحة العامة عمر الكوش “لبنان الكبير” بكلمة أعرب فيها عن أسفه الشديد لفقدان الرئيس رفيق الحريري والوضع الذي وصل اليه لبنان بعد استشهاده، مؤكداً انتماءه المستمر الى الرئيس سعد الحريري مهما حدث.

هذه الذكرى على الرغم من أنّها موجعة، لكنّها محمّلة بالشوق الى من غاب وغُيب لبنان معه. لبنان ليس كالسابق يا رفيق، ليتك بيننا لترى كم أنّ محبيك كثر. 17 سنة مرّت لكنه الذكرى في كل مرة تعود أقوى وكأنّها السنة الأولى لغيابك.

شارك المقال