أوكرانيا وجهود اللحظة الأخيرة لتفادي الحرب

حسناء بو حرفوش

لماذا تهدد روسيا أوكرانيا؟ سؤال يتوخى مقال في موقع “تلغراف وأرجوس” (thetelegraphandargus) الإلكتروني، الإجابة عنه، في ظل الجهود المبذولة في اللحظة الأخيرة من أجل تلافي انفجار الوضع مع دخول الأزمة “منعطفاً حاسماً”. ويعكف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على إجراء محادثات مع قادة العالم في محاولة لوقف التصعيد.

وكانت المملكة المتحدة وحلفاء آخرون في الناتو قد حثوا مواطنيهم على العودة من أوكرانيا، كما ألغت بعض شركات الطيران رحلاتها إلى كييف وسط مخاوف متزايدة من أن القوات الروسية التي يُقدر عددها بنحو 130 ألف جندي على الحدود قد تكون مستعدة للهجوم وغزو أوكرانيا في أي لحظة. ومع ذلك، لا تزال الفرصة سانحة لخفض التصعيد والديبلوماسية، وسيواصل رئيس الوزراء البريطاني العمل بلا كلل إلى جانب الحلفاء لحمل روسيا على التراجع عن حافة الهاوية.

لم التوتر بين روسيا وأوكرانيا؟

وفي الأصل، تعود الصعوبات الحالية إلى العام 2014، مع إطاحة الحكومة الأوكرانية الموالية لموسكو برئاسة فيكتور يانوكوفيتش، مما أثار مخاوف في الكرملين من أن البلاد تتحرك في فلك الغرب. وأتى رد الرئيس فلاديمير بوتين في ذلك الوقت، بإرسال قوات لضم شبه جزيرة القرم بينما سيطر المتمردون الانفصاليون المدعومون من روسيا على أراض في شرق أوكرانيا في قتال دموي مع الجيش الأوكراني.

ما الذي يقلق الغرب؟

وحذرت الولايات المتحدة وحلفاء آخرون في الناتو، منذ أشهر، من حشد عسكري روسي مكثف على الحدود الأوكرانية، مما أثار مخاوف من استعداد روسيا لتوغل آخر ضد جارتها الجنوبية. وتشير أحدث التقديرات إلى أن عديد موسكو على المنطقة الحدودية وفي بيلاروسيا المجاورة، قريب من القوة التي يعتقد بعض المحللين أنها ستكون ضرورية لشن غزو واسع النطاق. كما شرعت القوات الروسية والبيلاروسية في مناورات عسكرية واسعة النطاق يعتقد البعض أنها يمكن أن توفر غطاءً لهجوم.

ويطرح السؤال حول استعداد الغرب للتدخل العسكري في حال حصل الغزو. بحسب المقال، هذا الاحتمال غير محتمل بشكل كبير، مع الإشارة إلى أن أوكرانيا ليست عضواً في الناتو، وبالتالي لا يواجه أعضاء الحلف أي التزام للدفاع عنها، كما أن هناك رغبة قليلة في العواصم الغربية لخوض نزاع عسكري مع موسكو. ومع ذلك، أرسل بعض الحلفاء دعماً عسكرياً إلى كييف، وأرسلت بريطانيا ألفي قاذفة صواريخ مضادة للدبابات ومجموعة صغيرة من المدربين العسكريين، لكن مغادرتهم متوقعة خلال عطلة نهاية الأسبوع. كما سجلت تحركات لتعزيز قوات التحالف ضمن أعضاء الناتو الشرقيين، وأرسلت المملكة المتحدة قوات إضافية إلى بولندا وإستونيا.

وعلى الرغم من ذلك، كيف ردت موسكو؟ لقد أتى الرد الرئيسي بالتهديد بفرض عقوبات اقتصادية خانقة، بما في ذلك الإجراءات التي تستهدف الثروة الخاصة لأصدقاء الرئيس بوتين في الغرب. وقد أصر بوتين مراراً على أن روسيا لا تمتلك أدنى نية للقيام بغزو. ومع ذلك، أطلق بوتين سلسلة من المطالب التي تهدف إلى كبح نفوذ الغرب في أوروبا الشرقية، فيما تعتبره موسكو تقليدياً مجال نفوذها. وتشمل المطالب دعوات للحصول على ضمانات بأن الناتو لن يقبل أي أعضاء جدد، بما في ذلك أوكرانيا.

ماذا عن رد فعل الغرب؟

لقد أصر الناتو على أنه لن يقبل فرض قيود على الدول التي يعترف بها في الحلف. لكن بوريس جونسون قال إن هناك محادثة يجب إجراؤها حول ترتيبات القوة في أوروبا الشرقية. أما الأكثر إثارة للجدل فهو موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أجرى محادثات مع بوتين في موسكو، أثار خلالها فكرة “فنلندة” أوكرانيا.

وحثت وزارة الخارجية البريطانية ليل الجمعة، جميع الرعايا البريطانيين في أوكرانيا على المغادرة طالما أن الطرق التجارية متاحة. وعلى الرغم من أن السفيرة البريطانية في أوكرانيا ميليندا سيمونز بقيت مع فريق أساسي في كييف، تم سحب بعض موظفي السفارة وعائلاتهم. كما حث البيت الأبيض المواطنين الأميركيين على السفر من أوكرانيا، وكذلك فعل حلفاء الناتو، مثل كندا والنرويج والدنمارك ونيوزيلندا.

هل سنشهد حرباً روسية – أوكرانية؟

يعتقد بعض المحللين مع وجود هذا العدد من الجنود على حدود أوكرانيا، أن الحشد العسكري الروسي قد ذهب بعيداً جداً بحيث قد لا يتعلق الأمر بنوع من أنواع التوغل العسكري. لكن في النهاية، الأمر منوط بالرئيس بوتين وكيفية تقويمه للأمور في ميزان المخاطر والفوائد المحتملة، في الوقت الذي يكافح الغرب للتمكن من تأمين جبهة موحدة.

شارك المقال