ميقاتي يبيع سلعاتا لباسيل في سوق “حزب الله”

رواند بو ضرغم

باع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إصلاح الكهرباء في “سوق الأحد” لجبران باسيل الذي كلف الدولة باستحواذه على وزارة الطاقة لعقد من الزمن، ما يقارب الخمسين مليار دولار من العجز.

صفقة كهربائية أنجزها ميقاتي وباسيل بعلم “حزب الله” قضت بتثبيت إنشاء معمل سلعاتا، في مقابل تشكيل الهيئة الناظمة قبل تعديل قانون الكهرباء.

كل الأحزاب السياسية التي اعترضت على إنشاء معمل سلعاتا سابقا، وافقت عليه في جلسة مجلس الوزراء والتحقت بالصفقة المعقودة، باستثناء وزراء حركة “أمل” الذين اعترضوا على إنشائه، لما يكبّد خزينة الدولة من أموال في غنى عن صرفها، فقط لإشباع غريزة باسيل الطائفية وإهدائه معملا مسيحيا.

وفق معلومات موقع “لبنان الكبير”، يتذرع ميقاتي أمام المعترضين على معمل سلعاتا بأن “حزب الله” فرض عليه القبول بإنشائه والموافقة على خطة الكهرباء، في المقابل يقول أمام الحزب إن باسيل هو من فرض عليه القبول في إنشاء معمل سلعاتا، وهو استجاب لضغوطه لضرورة إقرار خطة الكهرباء المطلوبة من صندوق النقد الدولي.

الا أن الحقيقة تقول إن الصفقة عُقدت بين ميقاتي وباسيل، وكان “حزب الله” على علم بها ولم يعترض عليها، الا أنه حرص على التزام تشكيل الهيئة الناظمة لكهرباء لبنان قبل تعديل قانون الكهرباء ليرضي شريكه الشيعي الرئيس نبيه بري. غير أن هذا الاتفاق غير مضمون النتائج، وخصوصا أن باسيل حصل على سلعاتا، وسيناور في تشكيل الهيئة الناظمة لتعيين أعضائها وفقا لمصالحه الشخصية، فالأزمة ستنتقل بعدها الى مرجعية رئيس الهيئة وتوزيع الأعضاء بين الأحزاب السياسية، بالاضافة الى تعديل القانون ومدى القضم من صلاحيات وزير الطاقة، وهذا ما لم يقبل به باسيل الحاكم بأمر الطاقة ووزارتها.

تستغرب مصادر وزارية “انبطاح ميقاتي وحزب الله” أمام باسيل، وتقول إن كل ما حصل في مجلس الوزراء مسخّر لمصلحة ولي العهد العوني، وتقف مذهولة أمام سبب انقلاب “حزب الله” على موقفه الاساسي برفض إنشاء معمل سلعاتا بذريعة انه يكبّد خسائر مالية لخزينة الدولة. فماذا تبدّل اليوم؟ من المؤكد أن “حزب الله لم يقتنع اليوم بجدوى المعمل المسيحي، إنما الهدف من إنشائه هو تقوية حليفه التيار الوطني الحر قبيل الانتخابات النيابية، وهو مستعد لتسخير انتصاراته المحلية والدولية لانتشاله من مستنقع إخفاقات عهده، فقط لأنه الحليف المسيحي الوحيد له الذي يمتلك قاعدة شعبية تغطيه دوليا. وهو منبطح أمام حليفه المسيحي لدرجة أنه اكتفى بإبداء الاستغراب، عبر وزيره مصطفى بيرم في مستهل مجلس الوزراء، لبيان وزارة الخارجية الذي صدر ضد الهجوم الروسي على اوكرانيا، فضلا عن عدم التشاور في ذلك، وتحميل لبنان تبعات الدخول في مثل هكذا نزاع بأبعاده الخطيرة.

“حزب الله” ضد بيان وزارة الخارجية، لكنه سجل اعتراضا شكليا وسيصمت بعده، فقط لأن وزير الخارجية محسوب على الرئيس ميشال عون… فلينعم ميقاتي بأحضان “حزب الله” وباسيل، وما أشبه اليوم بأمس عام 2011. ومن يمتعض فليهاجر.

شارك المقال